حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,24 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 4662

حتى يكون الأردن أولاً

حتى يكون الأردن أولاً

حتى يكون الأردن أولاً

05-09-2021 08:40 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. سامر فايق أبو عيشة
بعيدًا عن التَّشنج وهروبًا من الخطاب العاطفي الذي يدغدغ المشاعر، ويثير الدوافع التي قد لا تساهم في حل معضلة بقدر ما ستتزيد من الاحتقان والفجوة بين متبنٍ للفكرة ومعارض لها ، وبعيدا عن مناوشات لا طائل منها من على صهوات منصات التواصل الاجتماعي ، فإني أجد أنه من المسؤولية علينا كتربويين بل من الواجب المحتوم علينا تقديم النُّصح وتحكيم العقل من باب حب الخير لمجتمعنا وأمنه ونموه وارتقائه .


لو نظرنا إلى كل المجتمعات سنجد هناك مؤسسات تُعنى بثقافة مجتمعها ، وتحقيق رسالته وتربية الأجيال فيه على حب ترابه والانتماء له وتبني قضاياه؛ لذلك كان في مؤسسات التربية والتعليم لأي مجتمع منهجٌ خفيٌّ يوثّق الأساس الاجتماعي الذي يبنى عليه المنهج الفعليّ ، والمنهج الخفي هذا يمثِّل رسالة المجتمع السامية وأخلاقه وثقافته المستمدة من مصادر المجتمع مثل : الدين ،العادات ، التقاليد والتُّراث الحضاري للبلد وللأمة جمعاء التي ينتمي إليها ، فوجود مثل هذه المؤسسات والتي تعنى بتربية الأفراد على هذا الانتماء سواءً كانت رسمية: كوزارة التربية والتعليم، أو أهلية : كالجمعيات الخيرية والنّقابات المهنيّة والأندية الرّياضية والمنتديات الثقافية والشبابية ، ومنها :جمعية المحافظة على القرآن الكريم والتي تعدّ رافدًا أساسيًا ومصنعًا لبناء العقول على معانٍ سامية راضية ،
إذن، فلماذا هذا التّخبط؟! ولماذا هذا النمط المستهجن في إدارة وتوجيه مثل هذه الروافد !!


لعلنا نتفق جميعا أنه من حق الحكومات أو من يمثلها متابعة عمل كل مؤسسة كانت رسمية أو أهلية، فيما إذا كانت متسقة ومتناغمة مع فكر الدولة أم هي خارجة عنه ؟ وهذا لا خلاف عليه بين عاقلين ، لكن ما يثير الريبة والقلق افتعال الأزمات بقصد أو بغير قصد أو لنقل سوء الإدارة لهذه المؤسسات يضع مستقبل البلد وثقافته في مهب الريح ، وكذلك يتيح المجال لمرضى النفوس المُغربين فكريًا وثقافيًا والذين لا يقلون خطورة عن أصحاب الفكر المتطرِّف ، لأنهم - لو نظرنا بنظرة عمق - لوجدناهم هم أيضُا متطرفون لكن في الاتجاه المقابل ، وأقصى طموحهم أن يصطادوا بالماء العكر، فيبثون سمومهم وينشرون مفاسد قلوبهم، وتتاح لهم الفرصة لمهاجمة هذه المؤسسات العريقة الرّافعة لفكر وعقول أبناء هذا الوطن .


إن المتمعن في سيرة ومسيرة جمعية المحافظة على القرآن الكريم لم يعهد عليها أن دعت لتطرف أو لإرهاب أو لأي فعل قد يفسد المجتمع ، أو يهدد أمنه ، بل إن الجمعية بما تحمل من فكر ومنهج وسطي ناضج نأت بنفسها عن كل الخلافات والاختلافات والتجاذبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي مرت بها البلاد ، وصبت كل جهودها في خدمة الغاية التي أنشئت لأجلها وهي العناية بكتاب الله حفظًاً وتعليمًا وتفسيرًا ورعاية ، ولعل من الشَّواهد العظيمة التي تدل على اتزان وتعقل ورشد هذه الجمعية وجود أشخاص لم يثبت عليها تطرف أو تحايل أو مراهقة سياسية أو حزبية هنا أوهناك .



فرئيسها الأول – على سبيل المثال - الدكتور إبراهيم زيد الكيلاني - رحمه الله – كان رمزاً من رموز هذا الوطن ، ووزيرا لأوقافه ونائبا في البرلمان ، وهو الذي عرف عنه رجاحة العقل وقوة البصيرة والحكمة
أما رئيسها الحالي فهو الدكتور محمد خازر المجالي وهو تلك الشخصية الأكاديمية اللامعة ، والذي تبوأ عدة مناصب أكاديمية عليا مثل : عميد الدراسات العليا في الجامعة الأردنية أم الجامعات ، وعميد كلية الشريعة فيها والتي تخرج فيها أقطاب العلم من أصحاب الفضيلة مشايخ وعلماء ودعاة وقضاة ، والذي لم يعهد عليه من خلال نقاشاته ومحاوراته إلا الفهم العميق والأدب الجم والرزانة الحقيقية ،وعليه يقاس جميع العاملين في هذه الجمعية الوطنية بامتياز.

ختامًا أدعو وزارة الأوقاف إلى مراجعة سياستها وقراراتها تجاه العمل الخيري القرآني ، وبدلًا من التضييق عليه لسبب هنا أو هناك أدعوها لإطلاق يد مثل هذه المؤسسات في المجتمع ، وتقديم جميع أوجه الدعم والتمكين لتحقيق رسالة ورؤية بلدنا ، والنّهوض بمجتمعنا، فنحن بأمس الحاجة لكل جهد يرفع ويسمو بأبنائنا ، ويحقق النهضة المرجوة ، فالحرب الفكرية مع هذا الانفتاح العالمي على أشدها ، فكم نحن بحاجة ماسة إلى مثل هذه الجهود .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 4662
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم