سرايا -

وتقع الأطروحة المكونة من جزأين اثنين، يضمان حوالي(1250) ألف ومائتين وخمسين صفحة من القطع المتوسط. وتشمل الأطروحة(69) تسعا وستين أرجوزة عدا عن المقطعات والأشطار التي يعادل مقدارها عدد أشطار الأراجيز المجموعة في الديوان تقريبا، وقد قام الطالب بشرحها وتحقيقها جميعا، وبيان الغريب والمعجم فيها.

وقد قسم الطالب الأطروحة إلى بابين اثنين: الباب الأول: في مجال دراسة الديوان، وجعل الطالب هذا الباب في فصلين: تحدث في الفصل الأول عن شخصية رؤبة، وحياته، وعلاقته مع والده، ومعتقده، ثم انتقل إلى التعريب بالرجز، ونشأة الرجز وتطوره حتى عصر رؤبة، وموقف الإسلام من الرجز، ثم تحدث عن الجهود التي بذلت في رجز رؤبة، والجهود التي بذلها الطالب نفسه، ثم تحدث عن المخطوطات التي كتبت حول رؤبة ورجزه، والتي حصل عليها الطالب من مكتبة الشيخ عارف حكمت بالمدينة المنورة، ومن دار الكتب القومية بالقاهرة، ومن مكتبة الأسد بدمشق.

وفي الفصل الثاني: تحدث عن إبداعية رؤبة، وأغراض رجزه، والحكم والأمثال، والنحل والوضع في رجزه، ثم تحدث عن لسان رؤبة وأسلوبه واستعماله الكلمات الغريبة والأعجمية، وطريقة تلاعبه بالكلمات وأحرفها، كما تحدث عن خصائص رجز رؤبة اللغوية والنحوية والفنية والبلاغية، وظاهرة الاضطراب في نسبة رجز رؤبة إليه أو إلى غيره ، ودور رؤبة ووالده العجاج في المحافظة على اللغة، ثم تعرض إلى المساجلات التي جرت بين رؤبة وبعض الشعراء أو أهل اللغة.

وأما الباب الثاني: فقد كان جميعه في مجال تحقيق الديوان، وقد قام الطالب بتحقيق الأراجيز الموجودة في الديوان، وتحقيق الأراجيز التي وردت في المخطوطات ولم تذكر في الديوان،   ثم تحقيق المقطعات والأشطار التي وردت في ملحقات الديوان وفي كتب التراث، وتعرض إلى عمل المستشرقين، والى الرجز المختلف في نسبه إلى رؤبة أو غيره، وقام بتحقيقه جميعه.

ويعد مادة رجز رؤبة نماذج تعليمية للدراسة المنهجية، ومادة خصبة للباحثين وطلاب الجامعات، بسبب ما تحويه من لغة تعليمية.

وقد اشرف على أطروحة الطالب الأستاذ الدكتور عفيف عبد الرحمن من الجامعة الإسلامية في عمان بالأردن، وتألفت لجنة المناقشة برئاسته، وعضوية كل من: الأستاذ الدكتور اسعد سكاف، والأستاذ الدكتور حسن نور الدين، والأستاذ الدكتور شفيق البقاعي، وجميعهم من الجامعات اللبنانية، وقد قررت اللجنة في ختام المناقشة، منح الطالب راضي محمد عيد نواصره درجة الدكتوراه في اللغة العربية.

ويذكر أن رؤبة بن عبدالله العجاج، بن رؤبة التميمي السعدي، ولد سنة (80) هجرية، وأقام بالبصرة، وقد سماه أبوه العجاج على اسم جده لأبيه، ويقال له: أبو محمد أو أبو الجحاف، واسم والده عبدالله بن رؤبة بن حنيفة، وهو أبو جذيم بن مالك بن قدامه بن أسامة بن الحارث بن عوف بن مالك ابن اسعد بن زيد مناة بن تميم، وهو من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية، اخذ عنه أعيان اللغة، واحتجوا بشعره، وقالوا بإمامته في اللغة. والعجاج لقب لوالده الذي يقال له أيضا: أبو الشعثاء أو العجاج، وذلك لقوله: (حتى يعج ثخنا من عجعجا)، وهو وأبوه راجزان مشهوران، كل منهما له ديوان رجز ليس فيه شعر سوى الأراجيز. وكان رؤبة وأبوه عالمين مجدين باللغة، وهما في الطبقة التاسعة من رجاز الإسلام، وقد أدرك أبا هريرة رضي الله عنه، وروى عنه.

ولما ظهر إبراهيم بن عبدالله بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب راضي الله عنهم جميعا، وخرج على أبي جعفر المنصور، خاف رؤبة على نفسه، وخرج إلى البادية لتجنب الفتنة، فلما وصل إلى الناحية التي قصدها في البادية، توفي هناك سنة (145) خمس وأربعين ومائة هجرية، وكان قد أسن.

ولما مات رؤبة، قال أبو عمرو بن العلاء: (ختم الشعر بذي الرمة، والرجز برؤبة)، وقال الخليل بن احمد حين انصرف من جنازة رؤبة   : (دفنا الشعر واللغة والفصاحة اليوم).

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا