حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 808

(كمستير) لجعفر العقيلي .. خطوة ثابتة في مسار الكتابة القصصية

(كمستير) لجعفر العقيلي .. خطوة ثابتة في مسار الكتابة القصصية

(كمستير) لجعفر العقيلي ..  خطوة ثابتة في مسار الكتابة القصصية

24-05-2021 08:34 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - يحتفي القاص الأردني جعفر العقيلي في مجموعته «كمستير»، بالمشاهد الخارجية مع

عدم تهميش المشاهد الداخلية والحالة النفسية التي تعيشها الشخصيات، والتي تموج
بالمتناقضات والتساؤلات الوجودية العميقة.
هذا ما يشعر به القارئ الذي ينجح العقيلي في إدخاله دائرةَ السرد، فيتماهى مع دواخل
شخصيات القصّة ويتسنى له المعايشة الدقيقة لمشاعرهم وأحاسيسهم، تلك التي
تنقلها القصص بدقّة التصوير والوصف الذي جاء متوازناً ولم يطغَ على السّرد. ولعلّ
اختيار ضمير المتكلّم في سرد غالبية القصص ساعد السّارد في التماهي مع الشخصيات
والذوبان في أجواء القصّة كما لو كانت واقعاً لا مجازاً أو قصّاً. هذا مع الإشارة إلى أنّ
التماهي مع دواخل الشخصيات واستخدام ضمير المتكلّم يستلزمان حضور المونولوج
بشكل ملحوظ وهو ما لم يغفله العقيلي.
ويحيل عنوان يحيل إلى اسم لعبة يتسلّى بها الأطفال، «يغمض فيها أحدهم عينيه
بينما يختبئ البقية في محيطه، ثم يفتح عينيه ويبدأ البحث عنهم، فإذا ما عرف موقعَ
أحدهم، لمسه بكفه وهو يقول: كُمُستير. ثم يكون على الطفل المقبوض عليه، إغماض
عينيه لتبدأ اللعبة من جديد».
يتقاطع العنوان مع لعبة «كمستير» في نقاط عدة، كإحداث الدّهشة من خلال النهايات
اللامتوقعة وتحفيز القارئ للبحث في بنيات النّص القصصي وتتبع الروابط المتشابكة
فيه، وغير ذلك ممّا يحقق الإمتاع ويكشف عمق الطرح للفكرة التي تبدو للوهلة الأولى
عادية، لكن عرضها المبتكَر وتقديمها المختلف يُبرز قوّتها، لا سيما أنّ القارئ وهو في
خضم قراءة قصص المجموعة يكتشف أنّ الواحدة منها تنهض على نواة صغرى ما تلبث
أن تتوسع إلى دوائر لا متناهية، تشبه حجراً أُلقي في بحر هادئ أو نهر ساكن وظلّ كامناً
في العمق. كذلك قصص مجموعة «كمستير"؛ تحفّز ذهن المتلقي بقراءتها من أكثر من
زاوية بحثاً عن الفكرة التي ولّدت الدوائر اللاّمتناهية التي تصنع من النّص نصّاً قصصياً
مبتكراً بامتياز.
و"كمستير» هي المجموعة الرابعة للعقيلي، الذي أصدر قبلها ثلاث مجموعات: «ضيوف
ثقال الظل» (2002 ،(و"ربيع في عمان» (2011 ،(و"تصفية حساب» (2014 .(وقد حظيت هذه
المجموعة بثلاث طبعات خلال عامين، الأولى في عام 2015 عن وزارة الثقافة الأردنية، والثانية
في عام 2017 عن «الآن ناشرون وموزعون» في الأردن، والثالثة ضمن مشروع مكتبة الأسرة
الأردنية (2017 .(وكان لهذه المجموعة نصيبها من التلقّي والقراءة كباقي مجموعات
العقيلي الذي عُرف عنه أنّه مقلّ في الإنتاج القصصي، لكن قارئ مجموعاته ولا سيما

«كمستير» يكشف أنّه كاتب متحكّم في أدوات القص، ولديه القدرة على ضبط معادلة
السّرد القصصي والحفاظ على متانة السبك وجَودته، وما كان ذلك ليتحقق كذلك لولا
الاطلاع المكثّف والاستزادة من كلّ ما هو معرفي ومن كلّ ما من شأنه شدّ البناء النصي
وإخراجه في صورة قصص قصيرة محكمة البناء.
تحوي «كمستير» إحدى عشرة قصّة توزّعت على 145 صفحة، عناوينها: «تصفية حساب»،
و"علامة فارقة»، و"كمستير»، و"تعايش»، و"وجه وأقنعة»، و"مسافة كافية»، و"وقت
مستقطع»، و"تنازلات»، وخيبة أخرى»، و"دوار»، و"لقاء وحيد». وكما يلاحَظ، فإن العقيلي
يميل إلى العناوين المركّبة أكثر من تلك التي تأتي مكثّفة في كلمة واحدة.
وتتميز قصص العقيلي من خلوها من الزوائد اللفظية، وهو ما يوفر الفرصة لتعميق
الأفكار القصصية، عن طريق تكثيف المعنى عند التبليغ، وهذا يشير إلى وعي بأنّ الكتابة
القصصية ليست مجرّد تحكّم في اللّغة فحسب، بل هي جزئيات كثيرة مجتمعة تروم
تشكيلَ نصّ قصصي محبوك بعناية.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 808

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم