حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1229

وهل يخون المثقفون كغيرهم؟؟!!

وهل يخون المثقفون كغيرهم؟؟!!

وهل يخون المثقفون كغيرهم؟؟!!

03-12-2020 08:39 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المحامي فراس ملكاوي

"خيانة المُثقّفين"
هو إسم لكتاب صدر عام 1927 للكاتب والروائي الفرنسي جوليان بندا والذي أطلق فيه صرخته في وجه المُثقّفين الذين تستهويهم مُغريات السلطة والجماهير فتقودهم إلى الانحياز لمصالحهم السياسية والنفعية على حساب دورهم ومسؤولياتهم الأخلاقية. فمنذ ذلك الوقت أصبح مُصطلح "خيانة المُثقّفين" يرمز للإشارة إلى تخلّي المُثقّفين عن استقامتهم الفكرية.
أما “المثقفون الزائفون"
فهو عنوان لكتاب آخر للكاتب الفرنسى باسكال بونيفاس
يقول باسكال في كتابه : "يذهلني كل أولئك المثقفين والخبراء الذين لا يتورعون عن اللجوء إلى حجج مخادعة وعن إطلاق الأكاذيب من أجل حصد التأييد، تبدو وقاحتهم وانعدام ذمتهم بلا حدود وتشكل ورقة رابحة، وبدلاً من مقابلتهم بالاستهجان العام، يقابلون بمزيد من التهليل، الكذب الحقيقي يسير على أحسن ما يرام".

في حين جاء كتاب أ/د علي حرب الشهير بعنوان "أوهام النخبة" الذي هاجم فيه "المثقف العربي" واتهمه بأنه يسعى من خلال عمله الفكري والتنظيري إلى توظيف سلطته العلمية والمعرفية، لزيادة نفوذه الاجتماعي وتحقيق سلطة سياسية مدفوعا بإرادة القوة.
ويقول علي شريعتي: أن مشكلة المثقف عندنا أنه ينكر انتماءه لمجتمعه، لهذا كيف يا عزيزي المثقف تستطيع أن تُعالج مجتمعًا لا تعيش فيه، ولا تفهمه، ولا تتحدث بلغته؟
فمنذ القدم كان على عاتق المثقفين مسؤوليات تجاه شعوبهم وأوطانهم و إنسانيتهم تحتم عليهم القيام بدور فاعل قوامه الأخذ بيد مجتمعهم إلى جادة الفلاح ولايستقيم معه الانزواء في المكتبات والاستعلاء و حفظ النظريات والتشدق بمفردات ولقلقة لسان لجذب الأضواء ،وتنبع أهمية رسالتهم الحقه من كونهم ضمير أمتهم الحي المعول عليهم في نهضة أمتهم و المقاربة بين مفاهيمها وقيمها المتسامحة في سبيل تحقيق كرامة شعوبهم وسعادتها ، ولكن كيف لمن توهم في نفسه الكمال واجتنب مجتمعه فبات لا يعرف شيئا عن معاناة أسرة من ذوي الدخل المحدود عجزت عن دفع فواتير الكهرباء لمنزلهم البائس فاصطف أربابها متوسلين بهمسات تخنقها عبرات القهر في حضرة الساعي القابض على (كماشة) لانفع بها سوى للقطع ..عله ينظرهم من الوقت مايكفي لتأمين أثمان الفواتير المتصاعدة..!!
وكيف لمن عزل نفسه في برج عاجي مستعليا على مجتمعه متوهما بأنه يحتكر الحق والحقيقة ولا يتوقف عن ترديد مفاهيم (مقتبسة) وصياغتها في قوالب لفظية أن يفهم بعمق أزمة أسرة أخرى استنفذت كل وسائل الإقراض لدفع الأقساط الجامعية ومازال على التخرج فصل دراسي وآخر صيفي!!
أيدري ذاك المنفصل عن محيطه أن ملابس العيد جرى تأمين ثمنها على امتداد العام باقتطاع جزء من الدخل للاشتراك بجمعية فيما بين موظفات كل منهن ادخرت لسد حاجة هي في حقيقتها من أبسط حقوقها ..!!
ثم كيف لمن نصب نفسه قسرا وصيا على مسار حياة مجتمع فظن خلاصه بأن يستورد لهم مما فتنه من النظريات المعتقة ليقدمها لهم كوصفة سحرية ترفع من سوية التربية والتعليم التي تناسب وفق معاييره أجيال الحداثة ولغة العصر فانقلبت وصفاته المترجمة إلى تعويذة أفسدت المناهج و ضيعت البوصلة و..!!
أي مثقف ذاك الذي سوغ القهر وبرر ازدياد الضرائب و تنامي الفقر والبطالة لآلاف المتعطلين عن العمل؟!
أي نخبة تلك التي بررت السكوت عن محاربة الفساد بزعم المصلحة العامة وأي مصلحة عامة تلك في توارث الامتيازات والمنافع؟؟!

طبعًا إن هذا المثقف المتملق لا يعرف كيف يُجاهد الناس لتكفيهم مرتباتهم حتى آخر الشهر، ولا يعرف كيف تُدفه أقساط المدارس والجامعات، وكيف يُشترى الدواء، ولا يمكن أن يفهم كيف يمكن للأقساط المدرسية ومستلزمات السنة الدراسية أن تكون أزمة حقيقية على ربِّ أسرة!؟
وفي الوقت الذي ينتظر فيه من المثقفين والإعلاميين الوفاء لمجتمعاتهم والاضطلاع بدورهم الأخلاقي والإنساني تجاه شعبهم وأمتهم ،وفي مشهد يتكرر ينطلق مثقف متملق في وصلة متنوعه من المقارنة القسرية فيما بين أقساط جامعاتنا و أقساط الجماعات الكندية!!! وضرائبنا وضرائب بريطانيا!! ويتعامى عن المقارنة بين الخدمات التي تقدمها حكوماتنا وحكومة كندا! و بين مكافحة الفساد في بلادنا ومكافحة الفساد في أمريكا أو فنلندا أو أي من تلك الدول ..!!
ففي تلك البلاد يا عزيزي لا يُطرد الطالب من الجامعة أو يحرم من دخول امتحان أو تحتجز شهاداته إن لم يُسدد القسط!!
أو يشعل النار بنفسه بعد أن تملكه اليأس !!!!
ياعزيزي هناك حيث لا يموت الناس على أبواب المستشفيات إن لم يملكوا ثمن علاجهم أو لعدم وجود سرير فارغ لمريضة بالزائدة الدودية!!
هل عرفت الآن كيف يخون المثقف؟!


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 1229
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم