حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1789

هجرة الرئيس

هجرة الرئيس

هجرة الرئيس

01-12-2020 05:10 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المحامي علاء مصلح الكايد
تابعنا حالة الهرج والمرج التي رافقت خبر حزم رئيس الوزراء السابق د. الرزاز حقائبه متوجها للولايات المتحدة الأمريكية ، ولم تهدأ الحالة سوى بعد نشر مراسلات بين أحد الثقات والرئيس ينفي فيها الأخير مسألة الهجرة ، ونؤشر هنا بشكل عرضيّ على صحّة إطفاء المعلومة الدقيقة المباشرة للشائعة أيّاً كانت ، وهذا ما ننتظره من الإعلام الرسميّ في المسائل العامة جميعها .

وعودة على ذي بدء ، ما كنت لأكتب لو أن الرزاز ما زال على رأس عمله ، ولن أقدم دفاعاً عنه فليست مسؤوليّتي ، بل إنّي سأتناول المسألة من زاوية شعبية بحتة ضمن الإطار العامّ .

فبمقابل الإنتقادات الإلكترونية لفكرة هجرة الرجل ، عاب فريقٌ على أولئك تدخلهم في شؤونه الشخصية نظراً للهجوم الذي ننتقد منه خروج بعضه عن أدبيّات التعبير وأصولها وأخلاقنا الأردنية الجامعة .

وبين الفريقين ، تكون الحقيقة أكثر ميلاً للأول ، إذ تنظر الغالبيّة العظمى لمن يتبوّأ موقعاً عامّاً بأنه صاحب مغنمٍ وأفضليّةٍ ترتبط بها قاعدة " الغُرم بالغُنم " ، أي أنّ الإستقرار في الوطن هو واجب على صاحب الحظوة المتقلّد للمناصب العُليا في المنظور الشعبيّ .

ولا شكّ بأن تولّي الوظيفة العامّة لا ينزع عن صاحبها حقوقه السياسية أو الدستوريّة كأردنيّ ، فحق التنقل مكفولٌ له شأنه شأن غيره ، ولا نرحب بفكرة البقاء في الوطن جبراً وكأنها عقاب لذلك المسؤول ، إنّما ننظر للمسألة من الزاويتين السياسية والقانونية معاً .

فقد إستقرّ فقه القانون الدولي الخاصّ على تعريف الجنسيّة بأنها الإرتباط الواقعيّ والفعليّ بين الفرد ودولته ، وذهبت في ذلك قرارات قضائية دوليّة لإعتبار أن موطن الشخص متعدّد الجنسيّة هو في الدولة التي يعيش فيها بصورة مستمرّة لا طارئة ، وهذا أساس الرابطة التي ينبع منها ولاء الشخص للدولة وخدمته لها .

وعلى سبيل المثال لا الحصر ، تفرض الولايات المتحدة الأمريكية قيوداً خاصة على رؤسائها المنتهية ولايتهم لإعتبارات أمنيّة بحتة تصل إلى وجوب الإستئذان لدى مغادرة البلاد بعد إنتهاء فتراتهم الرئاسية ، وهذا نموذج يجعل الفكرة مستساغة كحقٍّ للدولة على متقلّدي الوظائف العامة والحساسة بوجه خاص .

خلاصة القول ، من حقّ الشعب أن يعرف ، ومن واجب المسؤول أن يتًّسم بالوضوح والإستجابة تماماً كما فعل الرزاز ، وعلى جمهور المتسائلين أن يستخدموا هذا الحق - إن جازت التسمية - بلا إفراط أو تفريط ، فمن حقّ الشعب أن يسأل ومن حقّ المسؤول وواجبه كذلك أن يجيب .

تلك ثقافة راقية نتمنى تكريسها وإستعمالها ضمن حدودها الأخلاقية .

والله من وراء القصد


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 1789
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم