بقلم :

 ودّع أبناء الأردن بقلوب باكية وعيون دامعة المغفور له بإذن

الله "خليل خريسات " ابورامي ، ذلك الرجل العصامي الذي شق

طريقه في الحياة بالعزم والمثابرة مخلصا لوطنه وفيا لأهله

 وأصدقائه وكل من عرفوه . من ميادين التربية ومن ساحات

 التعليم ؛ انتقل إلى ساحة العمل الإداري في وزارة الداخلية

متدرجا في المناصب التي طاف من خلالها

أرجاء    الوطن من شماله إلى جنوبه متصرفا ومحافظا ليكون

 الختام أمينا   عاما لوزارة الداخلية ، أحبه من عرفه حيث كان

جميل المحيا ذا بديهة حاضرة ونكتة مستطابة ، قوي الحجة

 والمنطق آسر الحديث متأنقا في لفظه ومظهره يفيض عذوبة

 لاتنقص من مهابته ورجولته وشخصيته الواثقة.

    جاس أبو رامي البلاد والى جنبه رفيقة دربه وشريكة عمره

زوجته تمسح عن جبينه المكدود عناء الترحال وغبار الأسفار

وكدر الأيام ومصاعب العيش .

      يمثل أبو رامي رحمه الله جيلا من الأردنيين الذين جابهوا

 الصعاب واخلصوا لتراب الوطن محافظين على عاداته وتقاليده

 وقيمه وضربوا المثل الرائع في الانتماء الصادق والعمل الدؤوب

 وحب الناس والتواصل معهم بروح المسؤولية، فله العديد من

الأصدقاء يعرفونه تمام المعرفة وعندما يلتقي بهم في دروب الحيا

ة

 يتذكر تلك الوجنات الغضة والشعور الندية ويسترجع معهم

أحاديث الصبا بعد أن خط الشيب مفارقهم ورسمت على وجوههم

أخاديد الزمن .

     داهمه المرض فكان خطب الفاجعة كبير وان كان يخفي على

 الدوام جراحه ويبعث من حوله روح العزيمة وصلابة الموقف .

      يعاني الصديق والقريب و من عرف أبو رامي   الألم على

 فراقه وعناء الوحدة واللوعة لغيابه حائرين بين مرارة التصديق

 وقسوة اليقين على عتبات الحزن وبوح المشاعر .

    رحم الله ابارامي وتغمده الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته

 ولا نملك إلا أن نستمطر الرحمات ونسلم الأمر لقضاء الله ولتظل

 سيرته العطرة توقظ في النفس ذكريات الحاضر الغائب ونكتب

 في سفر الأيام سطرا من دفق مشاعرنا وعظيم حزننا .

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا