حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2757

كيف تعاملت الحكومة مع ملف كورونا

كيف تعاملت الحكومة مع ملف كورونا

كيف تعاملت الحكومة مع ملف كورونا

24-10-2020 11:46 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. ماجد الخواجا

" نسبة الإصابة بالفيروس لكل مليون شخص في الأردن من الأعلى عالميا " قناة المملكة
أما وقد وصلنا للأعلى ترتيبا في العالم بنسبة الإصابات لكل مليون شخص بالفيروس، فيما كنا نتغنى قبل سبعة شهور بأننا الدولة الوحيدة في العالم بتجربتها الفريدة في عدم الترحيب بالفيروس ومحاربته وإغلاق كافة المنافذ أمامه، إلى أن صدر التصريح الشهير عن وزير الصحة بأن الفيروس ( نشف ومات) . هذه النتيجة لا تفسير لها إلا أن يتم جلب الحكومة السابقة ومحاسبتها أمام الملك والشعب على ما اقترفته من هدر للجهد والمقدرات الوطنية الشحيحة أصلا في سبيل تحقيق بطولات وهمية زائفة.


منذ أن تم الإعلان عن أول فترة حظر للتجول في الأردن وذلك في منتصف شهر آذار الماضي، ونحن في حالة من اللاحالة، لقد تم إدخالنا إلى نوع من التجارب القائمة على ( المحاولة والخطأ).. وكان واضحا أن الخبرة في التعامل مع مثل هذه الجوائح والأوبئة طرية وغير ناضجة ولا تستند كثيرا إلى خبرات راسخة في مجال مكافحة الأوبئة.
ويمكن تلخيص ووصف ما جرى من المحاولات كما يأتي:


- كان الاجتهاد اليومي هو سمة المرحلة، بحيث يمكن اتخاذ توصية أو قرار في هذا اليوم، ولكن سرعان ما يتم الأخذ بنقيضه في اليوم التالي.
- كانت الإدارة بالرعب سمة واضحة في الخطاب الرسمي الذي أظهر الأردن وكأنها متفردة عن دول العالم في طريقة محاربة الوباء.
- كان الظهور الإعلامي الساذج والهوس اليومي بالخروج عبر القنوات التلفزيونية للوزراء أهم وأعظم من المواجهة الحقيقية للوباء.
- كان هناك مجموعة من الوزراء عديمي الخبرة وبحماسة واندفاع شبابي واصلوا اللعب بالأرقام والاحصائيات وأن كل الأمور تحت السيطرة فيما الواقع كان بائسا بشكل كبير.
- كانت هناك إجراءات كارثية لو تمت ومنها حكايات وزير العمل والبلديات بتوزيع الخبز على المنازل، ومن ثم توزيع السجائر والمشروبات والخضار والفواكه، ولو تمادت الحكومة في هذا المجال قليلا، لخرج الناس زرافات يصرخون من الجوع والعطش.
- كان هناك عدم مساواة في تطبيق أوامر الدفاع وبشكل رسمي ومن ذلك ما تدعى بقضية التصاريح المزورة التي ملأت الشوارع بباصات الكيا والهونداي.
- تواصل الظهور الإعلامي الفارغ المضمون لكنه بفعل الإعلام غير المهني، فقد تم تلميع عدد من الوزراء وظهوهم يوميا كوجبة العشاء في المساء، حيث أصبح بعضهم نجوم على السوشيال ميديا ومنهم وزير الصحة والناطق الإعلامي ووزير الصناعة ووزير العمل.
- كان الموضوع يحتاج إلى وقفة منذ البداية بطريقة مختلفة تماما عما جرى، فالإغلاق التام أصاب البلد في مقتل، ولم تستطع الحكومة الوفاء بالتزاماتها للقطاع العام أو الخاص فيما يتعلق بحقوق البشر العاملين وأصحاب العمل. وهي أيضا لم تتمكن من كبح جماح الجائحة، وهذا تبين من خلال الرهان على الوعي الجمعي الذي لم تراهن عليه الدول، وأيضا الرهان بعدم السماح للفيروس بالإختراق لإجراءات الحكومة، وهذه كانت أكبر نكتة رسمية، لأن الفيروس كان قد استوطن، ولم يعد الأمر بحاجة للاستيراد للفيروس.
- كان التباين اليومي في كيفية التعامل مع المخالطين ومع المصابين ما بين العناية القصوى في مخالط المخالط، إلى الإهمال الكامل للمصابين، قد وضع الناس في حيرة إلى درجة أنهم أصبحوا يتمنون الإصابة بالفيروس مبكرا كي يحظوا ببعض العناية والاهتمام قبل أن تفلت الأمور من عقالها.
- كان يتباهى وزير الصحة بعدد الفحوصات اليومية التي اكتشفنا أنها لو وصلت يوميا إلى 20000 فحص، فهذا لن يجدي نفعا لأن الفحص يثبت الحالة في اللحظة التي تم فيها ، وليس شهادة يعلقها المفحوص وتمنحه صلاحية لفترة محددة طالت أم قصرت.
- ما بين الإستقبال الحافل والمهيب لأول أفواج عادت للأردن من الخارج وحجزهم في الفنادق الفاخرة ومجانا، وصولا إلى الكرفانات غير المكيفة، والتي يتم حجز العائد أو المصاب فيها مع دفع قيمة مدة الحجز، يدلل ذلك على عدم وجود رؤية وبنية واستعداد لمثل هذا الظرف الطارئ والصعب.
- إن الأرقام التي تتوالد الآن بالآلاف كانت متوقعة منذ البداية لو كان لدينا امكانيات للفحص الكبير والسريع للناس من أجل الكشف المبكر عن الحالات، وحتى هذه الأرقام فهي ليست موثوقة ولا يمكن الركون إليها إلا لغايات إحصائية فقط. طالما هناك إقرار بعدم المقدرة على الفحص الشامل للجميع من أجل حصر الحالات بشكل كلي، وطالما أن الفحص يعتبر شهادة صالحة لوقتها فقط ، وطالما أن هناك حالات مصابة غير مفحوصة أو معروفة، فالأرقام مجرد إحصاء لا غير.
- المطلوب الآن وليس بعد ، أن تعيد الحكومة النظر في بنية النظام الصحي وتجهيزاته ومستلزماته، وأن تعمل على حماية حقيقية للطاقم الطبي، وأن تمنح الحكومة استثناءات خاصة في التعيين للأطباء والممرضين في المستشفيات العامة.
- المطلوب الآن مراجعة كافة القرارات التي اتخذتها الحكومة السابقة وعدم الإبقاء على الساذج منها أو عديم الجدوى أو حتى الضار ، وخاصة ما يتعلق بالعمل والعمال وأصحاب العمل وقطاع الصناعة والتجارة اللذين تضررا بشكل مفجع.
- المطلوب توجيه خطاب إعلامي رسمي رزين ومنفتح وصادق وجريء يشخص الحالة كما هي في الواقع، ويستطيع تبرير ممارسات الحكومة، وليس كما هو الحال الآن في تحدي الحكومة بأن تبرر لماذا عادت للحظر من الساعة العاشرة مساء بدلا من الساعة الواحدة بعد منتصف الليل كمثال.
- المطلوب تدريب وتأهيل الوزراء إعلاميا وعدم السماح لغير المؤهل بالخروج والتصريح كما يحلو له. لأن التندر على كثير من اللقاءات الإعلامية كان أحد السمات الرئيسة للحكومة السابقة.
- لنعترف أن الوباء عالمي ولا يمكن التعامل معه بسذاجة كما فعلت الحكومة السابقة، وعلينا المكاشفة وأن نضع الأشخاص المؤهلين فعليا في المكان المناسب لهم.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 2757
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم