حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,24 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1703

رجائي السلفيتي .. لروحك السلام

رجائي السلفيتي .. لروحك السلام

رجائي السلفيتي  ..  لروحك السلام

18-10-2020 11:23 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : سمية الحاج عيد

قال لي رجائي سلفيتي مرة : الأردنيون بسطاء يظنون أن عمان هي مركز الكون لا يعرفون شيئاً عن باريس وكان يلفظها (باريز) بلهجته المحببة تلك .

لم يقصد أنهم لم يسافروا الى باريس كان يقصد ضيق الثقافة الخارجية لديهم ،لم يكن الإنترنت قد بدأ بالانتشار بعد ،كان محيط معرفتنا لايزال ضئيلاً لا يحوي مفردات كافية كحرية التعبير واحترام الرأي والرأي الآخر وحق المرأة وحماية الأسرة وما إلى ذلك من مسميات سبقنا العالم إليها. ثم أردف قائلاً؛ أعتقد أن خمسة وثمانين بالمئة من النساء يبقين مع أزواجهن لسبب الإنفاق فقط ولو أن إحداهن تضمن مصدر دخل آخر لهربت إلى الطلاق دون أن تفكر كان يشفق على النساء المهمشات، يتحدث عن حرية المرأة وحقها بالتعليم والدخول لسوق العمل وتوليها مناصب بالدولة كأنه يتبنى قضيتهن ويحملها على عاتقه منذ أكثر من خمسة عشر عاماً ومازالت كلماته عالقة في ذهني رغم أنني لم أصل حتى الآن لربط منطقي للجملتين معاً ولا أعلم بما كان يفكر حين قالهما بهذا التسلسل . يجلس هذا الرجل في مخيلتي كما لا يفعل غيره ممن عرفتهم طيلة حياتي المهنية ،كان يتقن الإنسانية بشكل ملفت للنظر يجبرك على التوقف عنده والتحديق بالأمر من كل الزوايا كان يحترف اللطف ويمتهن الكرم . ابوطارق كما أحبَ أن نناديه دائما من القلة التي كانت تحمل فكراً وثورة، إلا أنها مكتومة بداخله لا يتجاوز الحديث عنها بضع من الشخوص حوله يتمتم بها أمامهم لدقائق قليلة ثم يصمت أو أنه يتراجع .

كنت أرى في صمته أنه يئس من تغيير القبح الذي يسيطر على الموقف ففضل السكوت. كان ناصع البياض شفاف وليس بالمعنى المجازي فقط رغم أنه مجاز يليق به إلا أنه كان ذاك حرفياً ترى عروقه من تحت جلد كفه كأنك تنظر الى داخله . تسمع حديثه الطريّ فيطربك حتى وإن خالفك الرأي أو عمد الى نقدك، تغريك ابتسامته الرزينة المحببة ولو كانت لعدوك ، كان مختلفاً ولحضوره هيبة لم أرَ له كارهاً في حياته ولا ناقداً بعد وفاته ، كان مثالاً للرجل الخلوق المهذب. رغم ازدحام أعماله وكثرة انشغاله كان رجائي سلفيتي يتذكر الجميع وإذا ما عرف مناسبة سعيدة هنأ فيها أو حزينة واسى صاحبها . كُنا ننظر له كأب وأخ وصديق وسند ومازلنا ننظر لذكراه العطرة بكل حب وامتنان . ما جعلني أكتم رأيي بالرجل في فترة حياته رغم محبتي واحترامي له إلا أن فكرة التملق كانت تبعدني عن ذلك. أما الآن وهو في دار الحق فقد صار لزاماً علي أن أتحدث بما عرفته عن السلفيتي من صفات الإنسانية التي يفتقدها الكثير . ذكرناك بخير قليل وتستحق ما هو أعظم من المديح يا أبا طارق لروحك السلام..


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 1703
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم