حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,23 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1643

من معجم كورونا .. (الكِمَامَة)

من معجم كورونا .. (الكِمَامَة)

من معجم كورونا ..  (الكِمَامَة)

06-09-2020 08:50 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - لم يَرِد في «مُعْجم مُصْطلحات كوفيد 19 ،«الصَّادرِ حديثاً عن مَكْتب تنسيق التّعريب في
الرّباط - مُصْطلحُ «الكِمَامَة» (Muzzle ،(الشّائعُ اليوم في سياق فيروس (كورونا)، وإنّما

وَضَعَ القائمون على المُعْجم مُصْطلحَ «قناع» (Mask (ليدلّ عليه، جاء فيه: «القِناع: كِمَامَة
مَصْنوعة من مادّة نقيَّة تُشْبه القماش، تَحْمي مُرْتديَها من استنشاق الجُسيمات الصَّغيرة
المُعْدية، وتَمْنعُ دخولَها إلى الأنف والفم، يُزوَّدُ بها عادةً العاملونَ في مَجالِ الرِّعاية
الصّحيَّة».
ولو عُدْنا إلى المعاجم العربيَّة، وبحثنا عن الألفاظ الدّالّة على هذا المفهوم أو ما يُقاربُه،
لَظَهَر لنا: «القِنَاعُ»، و«اللفامُ»، و«اللثامُ»، و«الكِمَامَة» (بالتَّخفيف)، على وِزن (العِمَامَة)، وكلُّ
واحدٍ منها يختصُّ بشيء معيّن.
أمَّا «القِناع» أو (المِقْنع والمِقْنعة)، فله معنيان: الأوَّل: هو ثوبٌ تُغطِّي به المرأةُ رأسَها
ومَحاسنَها، قال الجوهريّ في «الصّحاح»: «المِقْنع والمِقْنعة - بالكسر - ما تُقنِّع به المرأةُ
رأسَها»، أي: تُغطّيه. وقال ابنُ فارس في «المقاييس»: «قِناعُ المَرأة مَعْروف، لأنّها تُديرُه
برأسها»، أي: تَلفُّه برأسِها مرّة واحدة، ولا تُديرُه مرّتين؛ فتتشبّه بالرّجال إذا لَفّوا العِمَامَة
وأداروها تحت الحنك، والدَّليلُ على ذلك «حديثُ الاختمار»، عن أمّ سَلَمةَ رضي االله عنها، «أنّ
رسولَ االله –صلى االله عليه وسلّم- دَخَلَ عليها وهي تَخْتمر، فقال: لَيَّةً لا ليّتين» (سنن
أبي داوود/ 4115 ،(قال أبو داوود: «لا تَعْتمُّ مثلَ الرّجل، لا تُكرّره طاقاً أو طاقين».
وهذا يدلُّ على أنَّ «القناعَ» مُرادفٌ للخِمَار، وهو خاصٌّ بغطاءِ رأسِ المرأة، ويُمْكنُ لها أنْ
تُرْسِله على وَجْهها وجَيْبها (صَدْرِها)، ومنه قوله تعالى: «وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى
بِخُمُرِهِنَّ علَى جُيُوبِهِنَّ) (النُّور: 31 :(أَخَذْنَ أُزْرَهنَّ فَشَقَّقْنها مِن قِبَل الحَواشي فاخْتَمرنَ صَفيَّة بنتِ شَيْبةَ، عن عائشة رضي االله عنها، كانت تقولُ لَمَّا نَزَلتْ هذه الآيَةُ: (وَلْيَضْرِبْنَ جُيُوبِهِنَّ» (النُّور: 31 ،(ومنه حديثُ تَشْقيقِ المُرُوط والاختمارِ بها، المتَّصلُ بهذه الآية، عن
بها» (البُخاريّ/ 4758 ،(قال ابنُ حَجَر في «الفَتْح» في شَرْح الحديث: «قولُه: فاخْتَمَرْنَ، أيْ:
غَطّينَ وجوهَهنَّ، وصفةُ ذلك أنْ تَضعَ الخِمارَ على رأسِها، وتَرْميَه مِن الجانبِ الأيمنِ على
العاتقِ الأيسر، وهو التَّقنّع».
وقال أبو عبيد القاسمُ بنُ سَلّام في «غريب الحديث»، في «القناع»: «أَغْدَفت المرأةُ قِناعَها:
إذا أَرْسَلته على وَجْهها لِتَسْتره»، ومنه قولُ عنترة في مُعلّقته: (إِنْ تُغْدفي دُونيْ القناعَ
فإنَّني/ طَبٌّ بِأَخْذ الفارسِ المُسْتَلئمِ)، أي: حاذقٌ بِقَتْل الفرسان، قال ابنُ الأنباريّ في «شَرْح
الطِّوَال»: «إنْ تَسَتَّري منّي، فإنّي أنا الحَامِي مثلَك أنْ تُسْبى...، يُرَغّبُها في نفسه».
من هنا، يقال للمُحارب أو المُقاتل: «مُقنَّع»، على وِزان «مُعَظَّم»، أي: الذي على رأسِه بَيْضةٌ

(خُوذة)، لأنَّ الرأسَ مَوْضعُ القِناع، قال الجوهريّ في «الصّحاح»: «ورجلٌ مُقنَّع بالتَّشديد، أي
عليه بَيْضةٌ»، وفي «الإحياء» للغزالي، وعَرَضَ له ابنُ الأثير في «النِّهاية»، أنّ رسول االله -صلى
االله عليه وسلّم- زارَ قبرَ أُمِّه في ألفِ مُقنَّعٍ، أيْ: في ألفِ فارسٍ مُغطًّى بالسّلاح. وما قِناعُ
الشّاعر مُحمّدٍ بن عُمَيْرة، الفارسِ الكنديّ (ت67هـ) إلّا من هذا القبيل، إذْ وَصَفه التّبريزيّ في
مَطْلع شَرْح قصيدته الحماسيَّة (يُعاتبني في الدَّيْنِ قومي) بـ «المُقنّع»، قال: «المُقنّعُ: الرّجلُ
اللابسُ سلاحِه، وكلُّ مُغَطٍّ رأسَه فهو مُقنَّع».
والمعنى الثاني: «القِناعُ» قطعةُ قماشٍ أو نحوها يُغَطّى بها الوجه، جاء في «معجم لغة
الفقهاء» أنَّ «القِناع» بكسر القاف: ما يُسترُ به الوجه. ومثلُه قِناع الأكسجين، ففي «معجم
اللغة العربيَّة المُعاصرة»، أنَّه أداة تُشْبه «القناعَ»، تُوضَع على الفمِ والأنفِ وتَتَّصلُ بأنبوبٍ
وعلى ذلك، فالخمارُ أو «القناعُ» لكلٍّ منهما وظيفتنان، الثانية مرتبطةٌ بالأولى: فالأصلُ سَتْرُ يُسْتنشَقُ منه الأكسجين.
الرأسِ وغطاؤه، والثّانيةُ متَّصلة بغطاء الوجه. ويبدو لي أنَّ دلالة «القناع» انصرفتِ اليومَ
إلى مَعْنى غطاءِ الوجهِ دون الرَّأس، ولذلك حَدَّدوا مَفْهومَه في «معجم مصطلحات كوفيد
(19 «(بأنَّه الكِمَامَة. وكذلك «الخمارُ» يُرادُ به اليومَ -إذا أُطلقَ- غِطاءُ الرأسِ والوجهِ معاً؛
فيتقاطعان مع «النّقاب» في تَغْطيةِ الوَجْه إلَّا قليلاً. والفرقُ بينهما أنَّ «الخمارَ» عامٌّ في
السَّتر، ومنه سَتْر الوجهِ كلّه، و«النِّقابُ» خاصٌّ بالوجهِ فقط، وهو ما يرادُ من دلالة «القناعِ»
بمعنى «الكِمَامَة»، قال ابن منظور في «اللسان»: «النّقاب: القِناعُ على مارِنِ الأنف»، ومارِنُ
الأنف: ما لانَ منه دونَ العَظْم. والنّقابُ الذي تَسْتتِرُ به المرأةُ يأتي عل غيرِ وَجْهٍ أو صورة،
هي: إبرازُ العينَيْنِ فقط، ودون العينَيْنِ قليلاً، ودون الدّون، تلك ثلاثٌ رواها الأزهريّ في
«التّهذيب»، فقد نَقلَ عن أبي زكريّا يحيى بنِ زيادٍ الفرّاء قولَه: «إذا أَدْنت (قَرَّبت) المرأةُ
نقابَها إلى عينها؛ فتلك «الوَصْوصة»، فإنْ أنزلته دون ذلك إلى المَحْجِر؛ فهو «النّقاب»، فإنْ
كان على طَرَفِ الأنف؛ فهو «اللفام»، وزاد أبو عبيد في غريبه: «فإذا كان على الفَمِ، فهو
«اللثام»، ونَقَلَ ابنُ دريد عن الأصمعيّ قولَه: تَلَفَّمت إِذا وضعت قناعَها على طَرَف أنفها،
وتَلَثَّمت إِذا وَضَعَتْه على فِيهَا، وتَنَقَّبت إِذا وَضَعَتْه على عِرْنينها، وَهُوَ آخر الْأنف».
غير أنَّ أبا زيد الأنصاريّ أطلق «النّقاب» إذا كان على مارِن الأنف حَسْبُ، وهذه الصّورة هي
معنى ما رواه محمّد بن سيرين في خَبَرٍ يُفيدُ أنَّ «النّقاب مُحْدَث»، بمعنى أنَّ النِّساء لم
يكنَّ يَنْتقبن، وذلك غيرُ صحيح؛ فقد فسّره أبو عبيد في «غريب الحديث»، قال: «ليس هذا
وَجْهَ الحديث، ولكنّ النّقابَ عند العَرَب هو الذي يَبْدو منه المَحْجِر...؛ فالذي أراد محمّدٌ أنَّ
إبداءهنَّ المَحاجر مُحْدَث، إنّما كانَ النّقابُ لاحقاً بالعين...، فإذا كان النّقابُ لا يبدو منه إلّا

العينان قط، فذلك الوَصْوصة...، وإنّما قال محمّد هذا، لأنَّ الوَصاوصَ والبَرَاقعَ كانت لباسَ
النّساء، ثمّ أحْدثنَ النّقابَ بعد»؛ بِتَوْسيعِه وإدْنائِه لِأَسفل.
أمَّا «الكِمَامَةُ»، فهي من أصلٍ واحدٍ له معانٍ متعدّدة، يَجْمعُها معنى عامٌّ هو «غِشاءٌ
وغِطاء»، نَصَّ على ذلك ابنُ فارس في «مقاييس اللغة»، ومحمَّد جَبَل في «المُعْجم
الاشتقاقي المؤصَّل». ومن معانيه «الكُمَّة» بمعنى: القَلَنْسُوة المُدوَّرة يُغطَّى بها الرّأس،
و«كُمُّ» القَميص، و«كُمُّ» السَّبُع: غِشاءُ مَخالِبِه، و«الكِمُّ» بالكسر: وِعاء الطَّلع... الخ، قال في
«الجمهرة»: «كلّ ما غَطَّيتَه فقد كَمَمْتَه»، وفي «المُحْكم» لابن سيده، «الكِمَام: ما سُدَّ به،
وَكَمَّه: جعلَ على (فيه) الكِمَام». وفي «مختار الصّحاح»: الكِمُّ بالكَسْر، والكِمَامَةُ: وعاءُ
الطَّلْع، وغطاءُ النَّوْر. وفي «المصباح المُنير»: «الكِمَام» و«الكِمَامَة» مثلُ «الكِمّ»، كلُّه بالكسر.
ولعلَّ «الكِمَامَة» استُخدمت في أَصْلِ وَضْعها للدّوابّ والحيوانات، لِصَرفها عن الأكلِ أو
العَضّ أو الرّضاع، أو لِصَرفِ الذُّباب عنها، قال الخليل في «العين»: الكِمامُ: شيءٌ يُجْعلُ في
للفيّوميّ، وقال الزَّبيديّ في «تاج العروس» في غير موضعٍ: «المِكَمَّة، كمِذَبَّة: شِبْهُ كيسٍ فَمِ البَعيرِ أو البِرْذَون لئلا يَعَضّ»، و«الكِمَامَةُ» مثله لِيُمنعَ الحيوانُ الرَّعْيَ كما في «المصباح»
يُوضعُ على فَم الحِمَار، أَو على أَنْفه، أو على مِنْخَر الفَصيل لئلّا يؤذيه الذّباب. وكذلك:
المِغَمَّة، والغِمَامَة، والكِمَامَة»، وفي «معجم اللغة العربيَّة المُعاصرة»: «كَمَّ الحيوانَ وكَمَّمَه:
شَدَّ فَمَه بالكِمَامَة».
هذا هو الأصل، ثمَّ استُعيرَ استعمالُها إلى مجالات أخرى، منها المجالُ النّباتيّ في ثِمار
النَّخيل والعنب وما يُشْبهُهما، ومنها خاصٌّ في المجال الطّبّي.
أمَّا في ثمارِ النَّخْل فالكِمَامَةُ لها صورتان: الأولى: وعاءُ الطَّلْع وغطاءُ النَّوْر، و«الطَّلْعُ» هو
الرُّتبةُ الأولى مِن ثِمار النَّخل، قال في «اللسان»: «الطَّلْعُ» هو نَوْرُ النَّخْلة ما دام في الكافور»،
و«الكافورُ» هو «وِعاءُ طَلْعِ النَّخْل»، على حدّ الأصمعيُّ في كتابه «النَّخل والكَرْم»، فإذا انشقَّ
عنه كافورُه سمّي «الإغريض»، و«الإغريضُ» في «اللسان» أوَّلُ ما يُرى من عَذْق النَّخلة. وهذه
الصُّورة لسنا معنيين فيها، لأنّها جزءٌ من حركة ثِمار النّخل. وأمَّا الصّورة الثانية فمُتَّصلة
بما نحن بِصَدَده؛ إذْ نَقَلَ ابنُ سيده في «المُحْكَم» عن أبي حنيفة الدّينوريّ قَوْلَه: «كَمَّ
الكَبائسَ يَكُمُّها كَمّاً، وكَمَّمَها: جَعَلها في أَغْطيةٍ تُكِنُّها، كما تُجْعلُ العناقيدُ فِي
الأغطية إِلى حين صِرَامِها. واسمُ ذلك الغِطاء: كِمام...، وكَمَّمَ النَّخْلة: غَطّاها لِتُرطِب».
والكَبائسُ جمعُ كِباسَة، و«الكِباسةُ»: «العَذْق التَّامُّ بشَمَاريخِه وبُسْرِه»، قاله ابن سيده. وفي
«اللسان»: «وهو مِن التَّمْر بمنزلةِ العُنْقودِ من العِنَب». وعليه، فالكِمَامَة كيسٌ مُثقَّبٌ يُلفُّ

به العَذْقُ أو العنقودُ حفاظاً عليه إلى حينِ صَرمِه وقَطْعِه.
وأمَّا في المجال الطبّيّ، فقد كَثُرَ استعمالُها في سياق جائحة (كورونا)، وتعدَّدت
المصطلحاتُ في استعمالها؛ فمنها: «القناع»، و«اللثام»، و«المَاسْك»، و«الكِمَامَة»، قال
الدّكتور أحمد مختار عمر في «معجم اللغة العربيَّة المُعاصرة»: «تَكَمَّمَ الرَّجلُ: وَضعَ الكِمَامَة
على أَنْفه وفَمِه؛ لتقيَه الغازاتِ ونحوَها». ويبدو لي أنَّ «القناع» الذي اعتمدَه مكتب تنسيق
التَّعريب في مُعْجمه، أقربُ في دلالته إلى الوَصْواص، و«الوَصْواصُ» أو «البُرقُع الصّغير»، هو
«خَرْقٌ في السِّتْر ونحوُه على مقدار العَين يُنظَر منه»، قاله الخليل في «العين»، ومنه بيت
المثقّب العبديّ الشَّهير (الوافر): (ظَهَرْنَ بِكِلَّةٍ وَسَدَلْنَ أُخْرى/ وثَقَّبْنَ الوَصاوِصَ للعُيُونِ).
وقد مَرَّ قبلُ أنَّ «النّقاب» مُحْدثٌ عند ابن سيرين؛ لأَنَّ الوَصاوِصَ والبَرَاقعَ كَانَت لِباسَ النِّسَاء
ثُمَّ أَحْدثْنَ النِّقابَ بعد ذلك. وعليه، فإنَّ استعمالَ مصطلح «القناع» للدلالة على حِفْظِ الأنفِ
والفَمِ في سياق (كورونا) ليس دقيقاً، ولو وَضَعوا «اللفام»، وهو ما كانَ فيه «النِّقاب» على
مارن الأنف لكانَ أدقّ، وهو أقرب إلى معنى «الكِمَامَة» الشّائع الاستعمال. لذلك، فالفرقُ بين
القناع والكِمَامَة، أنَّ القناعَ –في معناه الثاني- سَتْر للوجهِ كلِّه عدا العينين كالوَصْواص
(البُرْقع)، ومثله اللثامُ الخاصُّ بتغطيةِ الفم، وذلك ليس مقصوداً في دلالة الكِمَامَة، لأنَّ
الكِمَامَة سَتْرٌ لبعض الوَجْه، كاللفام تماماً.
و«اللثام» له حُضُورُه في تاريخ المُسلمين في المغرب والأندلس؛ وصار –على حدّ الدُّكتور
للقبائل الصّنهاجيَّة الذين عُرفوا بالمُلَثَّمين، وأُطْلق عليهم «المُرابطون». لكن، لا أظنَّ سَعْدُون عبّاس نَصْر االله، في كتابه «دولة المُرابطين في المغرب والأندلس"- شعاراً
اللثامَ الذي استخدموه وعُرِفوا به، وتَسْتخدمه اليوم العصاباتُ وحركاتُ المقاومة، يُكْتفى
فيه بِسَتْر الفم حَسْب، لأنَّه على هذه الصُّورة يُبقي هُوِيَّتَهم مَكْشوفة ولا يُغطّيها، ولعلَّه
–في سياقهم- يُشْبه «القناعَ» في دلالته ومعناه.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 1643

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم