حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 856

رحلة في زمن الكورونا!

رحلة في زمن الكورونا!

رحلة في زمن الكورونا!

01-09-2020 08:40 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور نضال محمود المجالي
قررت اخيراً ان أتجاوز كل التحذيرات من السفر خارج الاردن، وأن اضع كل التخوفات التي تركتها الماكينة الاعلامية والشعبية والرسمية خلف ظهري، لم يكن قراراً سريعاً، بل قراراً متأنياً ومدروساً، ولكن هناك ضرورة أكبر، وهي الاشتياق للعائلة زوجة وأبناء في مدينة حَكمت عليها مصفوفة محلية أنها دولة حمراء "شديدة الخطورة"!!

فعلا حجزت التذكرة على متن الخطوط التركية التي اتخذت أعلى مستويات الحيطة والاستعدادات للتنقل وسفر الركاب، لأتوجه الى أكبر مطارات العالم واكثرها جاهزية للتعامل مع المسافر - مطار اسطنبول الدولي- وانطلاقاً من -مطار الملكة علياء الدولي- في العاصمة الحبيبة عمان كانت اولى مراحل التشديد اللا معقول واللا محدود، في نقطة وصول ودخول واستخدام مرافق شبه مغلقة كليًا، تشعرك انك شخصٌ مهم وسلامتهُ أولوية على حساب الراحة! ولكن؛ هل كان إجراءً صحيحاً؟ هذا أمرٌ يحكمهُ نقطة الوصول لا المغادرة، كوننا دولة خضراء التصنيف في مستوى أعداد الإصابات إلا أننا حمراءُ التصنيف في مستوى التعامل والتعايش مع الجائحة.

هي الصدمة الاولى ساعة النزول من الطائرة في مطار اسطنبول الذي لم أشهد سلاسة، وتنظيماً، وسلوكاً، وإجراءات سلامة متطورة كما هي في مكان غيره، سواء في زمن جائحة او غيرها، ومن تخوف إجراء فحص كورونا الذي لم اخضع له بل كانت وثيقة وقعتها على متن الطائرة تشهد بسلامتي وتفاصيل عنواني في إسطنبول، لأجد نفسي مع وقت إستلام الحقيبة قد خرجت من المطار في 13 دقيقة من وقت الوصول، وكأنها مهمة عالية المستوى والحرفية لطاقم دفاع مدني في مدة التعامل مع حادث ما!

نعم تركيا هي الدولة التي زاد عدد اصاباتها عن 250 الف حالة وتسجيل يومي وصل لما يزيد عن 5 الاف حالة ها هي تتعايش بإحترافية ووعي شعب وزائر، ليصل تسجيل اصاباتها اليومي لاقل من 1200 حالة دون رعب، او تخويف، او تهويل، بل تعزيز مفهوم الرعاية الصحية، والتعامل مع الجائحة برضى وقبول مجتمعي شعبي عام، لا يقابله تدخل وفتوى، وتعليق وتشكيك احد نشطاء التواصل الاجتماعي، والذي استطاع كثيراً ان يغير قرارات صدرت وهنا مشكلة إدارة القرارات لدى المعنيين.
تجاوزت العشرة أيام هنا وما زلت اتعجب منا ومنهم ولا أقارن هنا بل اتساءل! ما السبب الذي دفعنا لنكون نحسب ان الإغلاق هو الخلاص! وان كان فعلياً كذلك إذا كان المعنى النهاية للاقتصاد لا النهاية لتعطيل التفكير والعمل الجاد للاستمرار.

نعم؛ اتنقل بسهولة ويسر واتعايش بوعي مع المحيط الواعي اصلاً فلم ارى في مكان ما وجها لا تغطيه كمامة، او بوابة لا تقرأ حرارة، او مقعداً ملاصقاً لآخر ، هي إجراءات فردية لا حكومية، هي ما يجب أن نكون عليه، وأمّا ما على الحكومة فهي دعوة ان تتدارس خبرات المحيط ممن نجح في إدارة الجائحة دون ادنى احتساب لوجهات نظر شخصية او أعلى منها، فكما كنا نتغنى وننقل ان دول عظمى تعلمت منا كيف تجاوزنا المرحلة الاولى بعزم جيش عربي تميز في مختلف قطاعاته قبل جهد حكومي وتقبل شعبي لحقه وأتقن.

لكن؛ لا يكفينا ان نتقن البداية ونغفل النهايات، لا يكفينا ان يُعجزنا سماع حالات ترهبنا فنشعر بالجزع، بل يكفينا ان نتقبل حياة زمن كورونا ونتعايش الواقع، نتقبل بإرادة ووعي لا أكثر، فلا يخيفُنا رقم حالة، او رغبة أشخاص، ولنعود سريعا لنسجل أرقام النمو والانتعاش الاقتصادي في دولة هي الاجمل والابهى والتي سجّلت السياحة فيها العام الماضي أعلى مورد دخل وطني.

دعونا ننطلق بجهد وتفكير وخطط وتعامل أكثر وعياً وعند الحديث عن أكثر وعياً لنعلم أنها مهمةٌ مشتركة بين الحكومة والشعب وقطاعات الإعمال المختلفة ولنعود سريعا فلا وقت هناك سيتوقف لاجلنا.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 856
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم