حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 793

«رسائل إلى قمر» لحسام شاهين .. شظايا تجربة

«رسائل إلى قمر» لحسام شاهين .. شظايا تجربة

«رسائل إلى قمر» لحسام شاهين ..  شظايا تجربة

31-08-2020 08:35 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - يضمن النص السردي المعنون «رسائل إلى قمر-شظايا سيرة» للأسير المقدسي حسام
شاهين من داخل سجون الاحتلال، مجموعة من الرسائل التي كتبها المؤلف من داخل
زنزانته إلى ابنة صديقه الذي اعتُقل في منزله في عام 2004 .يوجه شاهين في رسالة على
الغلاف الأمامي للكتاب الصادر عن دار الشروق للنشر والتوزيع، إلى الطفلة «قمر» يقول
فيها: «إليك ولكل أبناء جيلك بعض ما علمتني الحياة، شظايا تجربة... شظايا سيرة.

أضعها بين يديك، خذي منها ما يحلو لك، واتركي الباقي لمن يريد». ويرى شاهين أن
الأطفال سيجدون ضالتهم في هذه الرسائل الصادقة الطالع? من ظلام السجن
الإسرائيلي؛ الذي لا يستطيع ثني إرادة الأسرى الشجعان المحبين لوطنهم الباذلين من
أجله المهج والأرواح.
ويهدي شاهين هذا النص إلى ثلاثة نساء لعبن أدوارا بارزة في حياته: «إلـى من علمتني
كل الحروف الأبجدية من غير أن تكتب حرفاً واحداً، إلى أمي الحبيبة آمنة. وإلى من علمتني
فلسفة النطق بالحروف قبل أن تنطق حرفاً واحداً، إلى ابنتي الحبيبة، ابنة أخويّ عماد
وشرين، قمر عماد الزهيري. وإلى من جعلت من قلبها نافذة أمل أُطلّ منها على الحياة،
إلى شقيقتي الحبيبة نسيم».
ويلخص شاهين تجربة الأسرى ومعاناتهم بقوله: «عندما يُغمضُ النهار عينيه، تنكمش
الحياة نحو زوايا الدفء والمحبة، أو خلف ستائر الوحدة والدموع».
ويقول شاهين في كلمة بعنوان «مدخل»: أحاول قدر الإمكان أن أعيش في المساحة
الأقرب إلى ما أؤمن به، وفي خضم انشغالي في مسيرة الحياة، التي تقذف بي أحياناً
ظروفي الموضوعية إلى المكان الذي لا أحبه ولا أريده، المهم أنني أرفض الاستسلام
لخيارات الحياة، وأبذل كل ما أستطيع من قوة ومن جهد لمغادرة الطرف الذي دفعتني
إليه قسوة الحياة».
ويتابع: «في هذه المساحة التي اضطر فيها إلى العمل جاهداً حتى أتجاوزها، هي أصعب
وأجمل وأهم المساحات التي عشتها، لأنها صقلت شخصيتي وعلمتني الكثير، فهي
تمثل المسافة التي تفصل بين الأمل واليأس، هذه هي الحياة باختصار».
ويرى شاهين أنه لا يوجد قيد واحد على العقل لم يصنعه الإنسان بنفسه، وأن القيود
كلما ازدادت، ازداد الإنسان عزلة، ووقف موقف الدفاع والتصارع مع الآخرين، وكلما قلّت هذه
القيود، ازداد الإنسان انفتاحاً، ووقف موقف الندية والتكامل مع الآخرين.
ويقول الكاتب الفلسطيني محمود شقير في تقديمه للكتاب، إن ما خطّه شاهين «يزخر
بنماذج بشرية عديدة متميزة لنساء ورجال، وبتأملات فكرية عميقة موجهة إلى ابنة
صديقيه عماد وشيرين وطفلتهم قمر، التي كانت طفله في أشهرها الأولى عندما تم
اعتقال حسام في منزل والدها، كما أن المؤلف يعي أن ما يكتبه لهذه الطفلة هو أكبر

من وعيها، لكنّ نظره مشدود نحو المستقبل».
ويلفت شقير إلى أن العنوان والإهداء يشيران إلى أن الكتاب يعلي من شأن المرأة
ويقدرها حق قدرها، ويرفض في الوقت نفسه النزعة الذكورية المتسلطة على المرأة
والمنكرة لحقوقها,
ويؤكد شقير أن هذا النص هو وليد تجربة الكاتب في الحياة وفي معمعة النضال الوطني
قبل اعتقاله، وأثناء وجوده في غير سجن من سجون الاحتلال؛ التي مضى عليه فيها حتى
الآن سبع عشرة سنة، وهو نتاج لبعض تفاصيل الحياة اليومية داخل السجن وأثناء التنقل
من سجن إلى آخر، وما يعانيه الأسير جرّاء ذلك من قسوة ومعاناة.
ويبين شقير أنّ ثمة تأملات لافتة في الكتاب تتناول أسئلة الوجود والثقافات المختلفة،
والانحياز إلى الثورة على المستعمر ورفض الظلم والتمرد عليه، وضرورة أن يتحلى الجيل
الجديد بالجرأة والصدق وطرح الأسئلة من دون تهيب، ومواصلة السير نحو المستقبل،
والابتعاد عن االكسل والتباطؤ في إنجاز المهمات.
ويتحدث شقير عن تداخل الأجناس الأدبية في الكتاب، وإن بدا أقرب إلى السيرة الشخصية
منه إلى أي جنس أدبي آخر، ويضيف: «لا يضير هذا النص بل يغنيه تضافر أجناس أدبية
فيه؛ ليتشكل من مجموع هذه الأجناس كتاب متنوّع قادر على إغناء الذائقة الجمالية
للقراء وعلى إمتاعهم في الوقت نفسه وإثراء معارفهم»..
يذكر أنّ شاهين المعتقل في «سجن نفحة الصحراوي»، من مواليد القدس (1972 ،(نال من
جامعة القدس درجة الماجستير في «الدراسات الإقليمية»، ودرجة البكالوريوس في العلوم
السياسية. نال الجائزة الأولى في الأدب في عام 2009 ،خلال احتفالية"القدس عاصمة الثقافة
العربية»، واختير شخصية القدس الثقافية، لمنشوراته الفكرية في الأدب والسياسة، عبر
العديد من المقالات والدراسات التحليلية. صدر له في مجال الأدب رواية بعنوان «زغرودة
الفنجان» (2015.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 793

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم