حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1098

الأوراق النقاشية ونقطة الإنطلاق

الأوراق النقاشية ونقطة الإنطلاق

الأوراق النقاشية ونقطة الإنطلاق

21-07-2020 07:49 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المحامي علاء مصلح الكايد
ثمانية سنوات مرّت على نشر جلالة الملك الورقة النقاشية الأولى المعنونة بـ " مسيرتنا نحو بناء الديمقراطية المتجددة " ، وتلى ذلك أوراقٌ سِتّ كان آخرها في العام ٢٠١٧ حيث إختتمها جلالة الملك بـ " إنني لأكرر التعبير عن سعادتي بهذا النقاش الدائر حول تنمية مواردنا البشرية وتعليم بناتنا وأبنائنا ، الموضوع الذي يمس مستقبل أمتنا، وأدعمه كل الدعم " .

والحقيقة أن هذه الأوراق تشكل وحدة واحدة مترابطة تؤسّس لإصلاحٍ سياسيٍّ شاملٍ قائم على الحوار البنّاء الذي يحتاج التدريب ، لكنها لم تأخذ حقّها إذ تعاملت معها الأطياف كلٌّ وفق زاوية نظر منقوصة .

فقد أخذ المستوى الرسميّ بمضامينها كتوجيهات مُعدَّةٍ للإنفاذ وعجز عن تطبيقها لعدم مراعاته طبيعتها النقاشية كحجر أساس تنطلق منه الحوارات المُنتَظَرَة ، وتعاطى المستوى النخبويّ معها عبر نموذجين أحدهما متوجّسٌ كالعادة من إرتفاع منسوب الوعي السياسيّ الشعبيّ المزاحم على السُّلطة والآخر ينتظر نقطة إرتكاز تبادر بتبنّي الأوراق لغايات إنطلاق ماراثون النقاش المنشود ، ولم يتعامل معها أحدٌ كما يجب إذ أُعلِنَت كأوراقٍ قابلة للنقاش وليست كتاب تكليف ملكيّ بمضامين ثابتة ، بل تبنّت فكرة المظلّة العُليا التي يجتمع دونها الجميع بُغية إلغاء أية حساسيّات تقليديّة تنتج عن أيّ مشروع يتبنّاه فريق دون آخر ، فجائت من أعلى الهرم لتأخذ حقّها عموديّاً وأفقيّاً لتقسم على الجميع ، وقد ذكر جلالته في متنها عبارة ملكية أدبيّة إذ قال عنها " فهي تشكل اجتهادا لترسيخ سلوكيات المواطنة الصالحة " .

وحتى تنال الأوراق حقّها ، لا بدّ من فتح حوارات قطاعيّة تناقش فحواها لتنتقل بعدها إلى مرحلة الحوار الجماعيّ ثمّ ترتسم الخطط لإنفاذ ما خلص إليه الحوار العامّ ، فالتدريب على الحوار المنتج المؤدّي إلى قبول الآخر نهجٌ تبنّته الدول المتقدمة كمنهج دراسيٍّ وأسلوب حياة كانت ثمرته أجيال أثرت الحياة السياسيّة وقادت إصلاحاً إنعكس على مجالات الحياة كافّة .

وإذا ما ربطنا بين المضامين الكبيرة التي حملتها تلك الأوراق والتي علّق عليها ساسة عمالقة في الخارج بالإيجاب ، سنجد مشروعاً متناغماً يصلح لتغيير الكثير من النمطيّات التي تسيطر على مشهدنا الداخليّ ، ولا بدّ لهذا من جهة تتبنّى الحوار وتثبّت القواسم المشتركة إنطلاقاً من الديموقراطية المتجددة وإنتهاء ببناء قدراتنا البشرية التي يُعوَّل عليها في المرحلة المقبلة كما جاء في الأوراق .

لقد نادى جلالة الملك في العام ( ٢٠٠٨ ) بضرورة الإعتماد على الذات كسبيل لترسيخ إستقلالنا الإقتصادي - أي منذ إثني عشر عاماً - ، وها نحن من جديد نقرّ بسبق الرّؤية الملكية للجميع على مستويات الداخل والخارج ، فإلى متى سنبقى نُقِرُّ بذلك دون إتخاذ القرارات السليمة والمدروسة المنطلقة من تلك الرّؤى والمتوائمة معها ؟!

إنّنا اليوم أحوج ما نكون لحوارٍ وطنيٍّ ينطلق من نقطة يتفق حولها الجميع ، فهذا الحوار لا يُجرى في عالمنا سوى على وقع المدافع والدبابات وفوق الجثث ، بينما في الأردنّ ، المختلف في كلّ شيء فإنّه يجري بهدف التجويد والتحسين والتمتين.

فحتّى وإن كانت الخطوة متأخّرة بعض الشّيء ، بمقدورنا أن نفتح الحوار الوطنيّ المنبثق عن الأوراق الملكية النقاشية لا سيّما ونحن على أعتاب إستحقاق دستوريّ إنطلقت أوّل الأوراق بالتزامن معه في الإنتخابات قبل الماضية ، والتي كان من المفترض أن تشهد تدريباً على تغيير نمطية الإختيار
لتتلوها الأخيرة - الحاليّة - فتعالج كافة سلبيّاتها لنكون اليوم أمام إستحقاق مضمون النتائج المُرضية والمرغوبة .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 1098
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم