13-07-2020 01:51 PM
بقلم : الأديبة جملا ملحم
أصبح تصفح الإنترنت والصفحات التي سجلنا مسبقا الإعجاب بها من عاداتنا الصباحية المستجدة بالإضافة إلى ارتشاف قهوتنا ذات الرائحة الجذابة. وكأننا عدنا إلى زمن قراءة الصحيفة اليومية، ولكل منا عادته في ذلك، فهناك الأشخاص السريعين اللذين يقلبون الصفحات على عجل ، وبالتالي هناك ما يشغله، وهناك من يتأنى بالقراءة وفتح الروابط والرد على البوستات سواء كانت له أو للأصدقاء. وكغيري من الناس ،أصبحت عادة تصفح الهاتف من أولوياتي عند الاستيقاظ.
وبينما كنت في عادتي اليومية استوقفتني صفحة اجتماعية مكتوب فوقها (اقتراحات قد تعحبك)، وكانت الصفحة تعرض مقطعا لفيديو تم تسجيله في الثمانينات من هذا القرن على ما أعتقد، وكان يعرض تفاصيل العرس الأردني بتلك الحقبة، ابتداءًا من تقدم الجاهة لطلب يد العروس وشرب القهوة قبولا، والتجهيز للعرس وليلة الحناء لكلا العروسين ودبكة الشباب ليلا، والتحضير لوليمة العرس.
بوجود الصوت المرافق لذلك المقطع، تستطيع أن تركب آلة الزمن للعودة إلى خمسين عاما مضت لترى تلك التفاصيل البسيطة، وتعيش أحداثها، وكل ما يميزها أنها تحمل الكثير من الفرح والغبطة والشعور بالرضى، مع قلة التكاليف وسعادة العروسين.
في حين عندما انتقلنا إلى وضعنا الحالي ، ومقارنة تلك الأفراح بما يحصل اليوم، تتفكر كثيرا قبل أن تضع الصورتين متجاورتين، لندرة النقاط المشتركة بينهما، ففي هذه الأيام ، افتقدنا الكثير من الفرح مع نزف الكثير من المال، واستهلكنا الكثير من المشاعر الزائفة في حضور فرح ما للتكلفة العالية التي تستنزفها العائلات لمجاراة المدعوين، بالإضافة إلى هدايا العرسان او «النقوط»كما كان اسمه سابقا.
وعند تفحص الفترة الحالية الطارئة التي مرت على العالم أجمع بوجود وباء كورونا، ترى أن إقبال الشباب على الإقدام لخطوة الخطوبة والزواج قد زادت بنسب كبيرة، وكأن هذا البلاء جاء ليشفع لتلك الفئة ويصرخ عنهم بما أرقهم وأتعبهم من عادات وتقاليد تثقل كاهلهم وتتسبب في عزوفهم عن الزواج وبقاء الفتيات عازبات.
وترى أن أكثر أحاديث الشباب في هذه الفترة عن مقت التكاليف الزائدة عن الحاجة والتي تذهب سدى ً دون استفادة العروسين منها، وهي استئجار صالات الأفراح لمدة ساعتين أو أكثر لمبالغ خيالية، يمكن أن يستفيدوا منها في مصاريف أخرى تخصهم، أو سداد ديون جارية.
كيف تحول الوباء إلى نعمة؟
هذا ما يجب أن نسلط الضوء عليه في كل وسائل الإعلام المختلفة، وهو أننا نستطيع أن نتخلى عن بعض عاداتنا السيئة إن امتلكنا الجرأة والإرادة، وذلك لدعم سفينة الحياة للأمام ولضمان عيش أفضل لأبنائنا.
الأديبة جملا ملحم
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا