حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1698

الرسام عمر مهيار .. هذا العالم مهيأ للجميع

الرسام عمر مهيار .. هذا العالم مهيأ للجميع

الرسام عمر مهيار  ..  هذا العالم مهيأ للجميع

13-06-2020 01:23 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - يقول عمر مهيار ( 22 ) سنة، سنة رابعة يدرس تخصص الرسوم المتحركة وعضو اتحاد الطلبة بجامعة الأميرة سمية:
« هوايتي الرسم من الطفولة، عندما كنت أرى جدي يرسم وحينها تولدت لدي موهبة الرسم، وكنت باستمرار أزور جدي وأقضي الاجازة في بيته، وبسبب حالتي الصحية كنت لأ أحب الخروج وأفضل البقاء داخل المنزل ..
وكنت وأنا طالب بالمدرسة، أحب حصة الفن كثيراً وفي أحد المرات وأنا بالصف الخامس كانت هناك مسابقة بالرسم حول الارهاب ووقتها كان هناك أحداث تفجيرات عمان والفنادق شاركت بالمسابقة وحصلت على المركز الثاني وهنا كانت شرارة الانطلاقة.
وكانت المدرسة تخبرني أول بأول عن المسابقات ويشاركونني بها، وأنا أحاول أن أجد كل ما هو مميز وجديد بالرسومات.وعندما وجدت عائلتي موهبتي بالرسم، شجعتني وكانوا الداعم الأول، ولهم الفضل الكبير بأن أجرب وأحاول، وأثابر لأنمي موهبتي، انعزلت عن العالم الخارجي وعندما وصلت لمرحلة الثانوية والتوجيهين قررت أن أخرج الى العالم وأن لا أخاف ولا أخجل من أي شيء، كان اهلي يريدون أن أدرس الهندسة لكن أخبرتهم انني أريد أن أدرس علم الرسوم المتحركة.
الحالة الصحية
ويضيف : « ولدت وكان هناك انحداب بالعامود الفقري وانحراف وحدية بالمفاصل، قمت باجراء عدة عمليات ومعظمها لم تنجح وآخر عمليتين الحمد لله تكللتا بالنجاح خارج الأردن وعلى نفقة عائلتي.
أجواء الرسم
وضح مهيار أن له أجواء خاصة عندما يقوم بالرسم : « أغلق الغرفة على نفسي وأطفئ الانارة وأشعل اضاءة خفيفة جداً، وأشغل موسيقى هادئة، وأحب الرسم في الليل بأجواء يسودها الهدوء ودون أي ضجيج، بداية ارسم بالرصاص ومن الألوان الخشبية وبالفحم، وركزت على على نوع الرسومات التي تتحدثعن قصص وأشخاص وقمت بعمل عدة معارض بمشاركة أخرين».أوضح مهيار : « أحب أن أرسم الشخصيات التي باستطاعتي أن أصل لها وأرى ردة فعل اصحابها، ومن تلك الصور قمت برسم سمو الأمير الحسن وأعطيته الرسمة عندما رأيته بالجامعة وقام بتقبيلي على رأسي وفرح بها كثيراً وشكرني، وقامت أيضا سمو الأميرة بسمة بتحيتي، وأبرز الشخصيات التي رسمتها أشهر الملوك و الرؤساء :جلالة الملك عبد الله الثاني وجلالة الملكة رانيا، صدام حسين، أردوغان، ومن الفنانين عادل امام، ومشاهير ( السوشيال ميديا ) بالأردن، والحديثة فيهم المناضلة الصبيّة عهد التميمي، وأحب أن أرسم معاناة اللاجئيين والأطفال، والطبيعة أصعب شيء أرسمه».
تجربتي
أضاف مهيار : « لا أحب الاختلاط بالآخرين وأبقى عند بيت جدي وأرسم وعندما كبرت وفهمت الحياة، بت أخرج وأختلط بالناس ولا يهمني نظرة الناس لي، والحمد لله وصلت الجامعة وأصبحت عضوا في اتحاد الطلبة بالجامعة، وكان انطباع زملائي الطلبة أن يختاروني لأمثلهم وأنا قادر على مساعدة الطلاب وتقديم العون لهم ووضعوا كامل ثقتهم بي وبقدراتي لتمثيلهم، وأتحدث بصوتهم، واستطعت أن أقوم بأشياء منذ الطفولة وكبرت وهناك أشخاص لا يستطعيون فعل سيء، والكل بالجامعة يعرفني .
أمنيتي سيارة
وأضاف : « ( معاناة المواصلات ) بسبب حالتي الصحية أحتاج سيارة، عندما كبرت أكثر وأصبحت بسن الشباب، و اضطر للذهاب للجامعة، أصبحت لدي مشكلة وهي صعوبة في التنقل والذهاب للجامعة دون سيارة شخصية، فأواجه استغلالا من قبل أصحاب التكاسي الذين يستغلون وضعي الصحي ويطلبون المزيد من المال، قررت عائلتي التوجه الى دائرة الجمارك حيث من المعروف أن يقوموا بمنحي اعفاء جمركيا لشراء سيارة بما يناسب وضعي الصحي، ولكن تم الرفض الشديد والمعاملة السيئة، وما واجهته أثناء ذهابي للجهات المعنية أن هناك أشخاصا ليس لديهم لو 10 % من حالتي الصحية وقد تم منحهم اعفاءات جمركية، قمت في تنزيل مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي ( فيسبوك ) وصل مشاهدة هذا الفيديو ما يقار 350 ألف مشاهد، وزاد ذلك اصرارهم بشدة بعدم منحي ذلك الاعفاء.وأتمنى على الجهات المعنية اعادة النظر في منحي ذلك الاعفاء ليسهل علي سير حياتي دون اللجوء الى استغلال الناس لي».
سفري الى تركيا
أوضح مهيار : « عندما أشعر أن هناك صعوبة قد تعترضني، أقوم بمواجهتها قبل أن تقوم في التقليل من معنوياتي، وهناك مقولة تقول ( لا تأتي الأمور على قدر حلمك انما على قدر سعيك اليها)، الجامعة لديها أكثر من اتفاقية، قدمت لبعثة وأخبرت المسؤولين أن لدي رغبة وحب في أن أجرب أن أذهب بالبعثة الى تركيا، ولقيت كافة الدعم من قبل الجامعة وأن لي كامل الأولوية، وكان بالمقابل هناك أشخاص قاموا بالتشكيك بقدراتي واستطعت أن أسافر لمدة أربعة أشهر وكانوا يقولون لي ان هذا مستحيل وعلي البقاء هنا أفضل لي. وهذا الكلام أعطاني حافزا ومنحي المزيد من القوة وأنا أصر على الذهاب لأثبت لهم وللجميع أن الشاب الذي بحالتي وظروفة الصحية لا تمنعه ولو للحظة أن يتوقف عن العطاء وما دام العقل موجود والصحة الحمد لله جيدة.وعندما سافرت الى تركيا بالبداية واجهت صعوبة حقيقية أنني في بلد جديد علي ولغته مختلفة وصعبة، ولكن يوم بعد يوم بدأت الرهبة بالتلاشي ورأيت الأمور ميسرة ومضت الأيام بسرعة، وتعلمت لغتهم، ووجدت عندهم ما لم أجده في بلدي وهو تقبل دمج الآخر واحترامه وانسانيتهم أكثر منا بكثير فلا أحد ينظر الي نظرة تضايقني أو يسخر من شكلي بالعكس كانوا يقومون بمساعدتي واضافة لذلك، وهنا الشوارع والطرق مجهزة لذوي الاحتياجات الخاصة، ووفرت لي الجامعة ( كرسي كهربائي ) لتسهيل علي الحركة داخل الجامعة كونها كبيرة .وعند عودتي للوطن زادت ثقة الناس بي وأصبحوا فخورين بي أكثر من ذي قبل».
عائلتي
بين مهيار : « أن عائلتي من البداية لم تقصر معي يوماً وكان اهلي يبحثون لي عن العلاج مهما كلف وفي أي بقعة من الأرض، وأيضاً لم يشعروني بيوم أنني مختلف عن الآخرين وعملوا على دمجي بالمجتمع وتلقيت منهم كافة الدعم والتشجيع سواء في تنمية مواهبتي أو بما أريد، ودائماً يشجعوني على خوض أي تجربة دون تردد وعملوا على تحفيزي لأن أكون انسان ناجح وله هدف، طموح موهوب متعلم ناجح، وبالحياة له رسالة وعليه أن يضع بصمته بالمجتمع ويتعلم الآخرون من نجاحاته التي حققتها «.
ويتمنى عمر مهيار أن تصل رسوماته الى العالم أجمع وأن يكون قدوة لذوي الاحتياجات الخاصة، وأن يغير المجتمع نظرته لهم فهو برغم المعاناة لديه الأمل، فهو يمارس حياته بشكل طبيعي».


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 1698

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم