حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 620

التمكين توفيق واستعداد .. فلما الحسد!!!

التمكين توفيق واستعداد .. فلما الحسد!!!

التمكين توفيق واستعداد .. فلما الحسد!!!

30-05-2020 09:59 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور علي الصلاحين
(وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ۚ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).
إِذا كان التَّمكينُ تَوفيقٌ واستعدادٌ، توفيقٌ من الله تعالى واستعدادٌ من عبدهِ، فلماذا لا يستوعب البَعض هذهِ المُعادلة؟! وأَساساً كيفَ يلزم أَن نتعاملَ معها عندما نرى أَنَّ زَيداً تمكَّن وعمرو لم يتمكَّن؟ ما الذي يجب فعلهُ؟!.
يلزم هُنا أَن أُشير إِلى واقعٍ مُؤلم نعيشهُ في الكثيرِ من مفاصلِ حياتِنا وهوَ؛ أنَّ البعض منَّا [يزعل] اذا مكَّن الله تعالى صاحبهُ فوفَّقهُ لإِنجازٍ لم يُوفَّق إِليهِ هوَ لأَيٍّ سببٍ كانَ، فبدلاً مِن أَن يُبادر لتهنِئتهِ مثلاً أَو على الأَقل يغبِطهُ ليتنافسَ معهُ، وهو أَمرٌ محمودٌ {خِتَامُهُ مِسْكٌ ۚ وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} تراهُ يحسدهُ وقد يحاول أَن ينتقمَ منهُ بتخريبِ مُنجزهِ ونجاحهِ والتَّحريضِ عليهِ بالأَكاذيبِ، وهذهِ صفةٌ سيِّئةٌ جدّاً ينبغي أَن نُحاربها بأَنفُسِنا ليقلعَ عنها مُجتمعنا، وإِلَّا فلَو أَنَّ كلَّ واحدٍ حقَّقَ نجاحاً تآمر عليهِ الآخرون لما بقيَ نجاحٌ قائِمٌ أَو مُنجزٌ نفخرُ بهِ أَبداً.
في أَحيان كثيرةٍ ترانا بحاجةٍ إِلى أَن نتَّخذَ من الحديثِ الشَّريفِ عن رسولِ الله عليه السلام {إسْتَعِينُوا عَلى أُمُورِكُمْ بِالكِتْمانِ فَإنَّ كُلُّ ذِي نِعْمَةٍ مَحْسُودٍ} شِعاراً بسببِ هذا المرضِ الخطير.
إِنَّ الحسد صفةٌ ذميمةٌ من صفاتِ الجهلِ المُركَّب، فهي دليلٌ على عدمِ الإِيمان بفضلِ الله تعالى على عبادهِ واختصاصهُم دونَ سواهُم لحكمةٍ، من جانب، ودليلٌ على عدم الإِيمان بالقدُرات الذاتيَّة التي يتمتَّع بها إِنسانٌ دون آخر، وهيَ حالةٌ طبيعيَّةٌ لا ينبغي التغافُل عنها، من جانبٍ آخر.
يقولُ تعالى {مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} وقولهُ تعالى {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا} وكذلك قولهُ تعالى {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
بدلاً من الحسد والتَّحاسد الذي يُشيعُ التَّقاطع والبغضاء والتَّنازُع ينبغي أَن يتحلَّى المُجتمع بروحِ الغِبطة لتشيعَ ثقافة التَّشجيع والتَّعاون، فلقد حذَّر رسول عليه السلام المُؤمنينَ من الحسدِ بقولهِ (لا تَحَاسَدُوا، )
وللحسدِ أَثرٌ سيِّءٌ على الرُّوح والجسد وليس على الرُّوحِ فقط وكما صوَّر البعض، (ان صِحَّةُ الْجَسَدِ مِنْ قِلَّةِ الْحَسَدِ)
أَمَّا الذي يُمكِّنهُ الله تعالى دونَ أَقرانهِ، فينبغي أَن يتحلَّى بالتَّواضع وسِعة الصَّدر ليعملَ على إِشعارِ الآخرينَ وإِقناعهِم بأَنَّ نجاحهُ هو نجاحهُم، وكما أَنَّهُ نجحَ في تحقيقِ إِنجازٍ مُفيدٍ كذلك هُم يُمكنهُم تحقيقِ مثلهِ وأَفضل، ليُساهمَ بالتَّالي في تمكينِ مَن لم يتمكَّن ولَو بعدَ حينٍ، لأَنَّ التكبُّر يوسِّع الهُوَّة بينهُ وبينَ الآخرين ورُبما يُساهم في إِشعالِ حريقِ الحسد في نفوسهِم، خاصَّةً في المُجتمعاتِ التي يكثرُ فيها {الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ* الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ* مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}.
ليحذرَ النَّاجحون من إِظهارِ نجاحاتهِم بطريقةٍ يحتقرُونَ فيها الآخرين أَو يزدرُونهُم، فالتَّواضُع بحدِّ ذاتهِ نجاحاً مُضاعفاً كما يصفهُ البعض.
* الدكتور علي الصلاحين


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 620
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
30-05-2020 09:59 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم