حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,24 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 5543

ما فرص الدول الفقيرة لتجنب جائحة كورونا؟

ما فرص الدول الفقيرة لتجنب جائحة كورونا؟

ما فرص الدول الفقيرة لتجنب جائحة كورونا؟

10-04-2020 10:57 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - ظهرت الموجة الأولى من جائحة فيروس كورونا ”كوفيد-19“ في الصين منذ كانون الأول/ديسمبر الماضي، وكان العالم يشاهدها بقلق متزايد، لكن الجميع اعتقد أنها لن تصل إليه.

ولاحقًا بدأت الموجة الثانية تتكشف منذ منتصف شباط/فبراير، في الدول الغنية في العالم وإيران، وكان هناك تباين في استجابة الآخرين، ولم يتخطَ أحد مرحلة الخطر، وكانت المعاناة في بعض البلدان صادمة، ولكن يبدو أن الكثير منها يتجه نحو نقطة فاصلة.

إلا أننا نشهد الآن بداية الموجة الثالثة، حيث تسبب ”كوفيد-19“ في إحداث دمار في البلدان النامية في آسيا، والمحيط الهادئ، وأفريقيا، وأمريكا اللاتينية، والشرق الأوسط.

ومن بين الدول العشرين الأولى التي وصلت إلى 1000 حالة مؤكدة من ”كوفيد-19″، كانت هناك 3 دول نامية فقط، بما في ذلك الصين، والتي لا تزال رسميًا دولة نامية، وإيران في المركز الرابع، وماليزيا الـ 18، ولكن من بين الـ 30 دولة التالية، كانت 16 دولة نامية.

وحتى الآن، كان ”كوفيد-19“ يمثل عبئًا ثقيلًا على عاتق الدول الغنية، و83٪ من الوفيات حتى الآن في البلدان الغنية، ولكن وفقًا لتقرير نشره موقع ”الإنتربتر“ الأسترالي، ستركز المواجهة التالية مع الوباء على الدول النامية.

وتساءل التقرير:“هل سيمر كوفيد-19 بأكثر البلدان ضعفًا على هذا الكوكب وتنتج عنه وفيات تكون لها تأثيرات أكثر تدميرًا مما شاهدناه حتى الآن؟“.

وتوقع التقرير أن تظهر الإجابة بوضوح في غضون أسبوعين، حيث ستكون الأعراض قد بدأت في الظهور على المصابين في البلدان الأكثر فقرًا.

ونظرًا لصعوبات التباعد الاجتماعي، وضعف أنظمة الصحة العامة في معظم البلدان الفقيرة، وبالنظر إلى عدد البلدان النامية التي شق ”كوفيد-19“ طريقه إليها، يصعب تخيل عدم انتشاره في بعض الدول على الأقل.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، هناك تقارير مخيفة تصدر من البرازيل، وتركيا، وباكستان، وإندونيسيا، ومن المتوقع أن يكون لجائحة كورونا آثار الصحية وطنية كارثية أكثر بالنسبة لبعض البلدان الفقيرة على الأقل.

مخيمات اللاجئين

وترجع خطورة ”كوفيد-19“ جزئيًا إلى أنه ينتشر في وقت كان فيه عدد النازحين في أعلى مستوياته منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

وتساءل التقرير:“ماذا لو انتشر الفيروس في مخيم ضخم للاجئين في أفريقيا أو الشرق الأوسط أو آسيا، هل سيكون كوفيد-19 كارثة عالمية على الصحة العامة؟“.

وحتى الآن لا يزال كورونا المستجد بعيدًا عن المنافسة مع الأمراض المعدية الرئيسة، حيث أدى لوفاة أكثر من 74 ألف شخص، وهو رقم ليس كبيرًا بالمقارنة بأمراض أخرى، فعلى سبيل المثال في كل عام، يموت حوالي 2.4 مليون فقير بسبب الإسهال، و1.2 مليون من السل، ومليون من فيروس الإيدز، و600 ألف من الملاريا.

والشيء الوحيد الذي قد يحمي البلدان النامية نسبيًا، هو أنها شهدت موجتين سابقتين، وكان لديها الوقت الكافي لرؤية الضرر الذي يمكن أن يسببه ”كوفيد-19“ حتى في البلدان الغنية، والتعلم من تجربتها، وبالفعل فرض كثيرون تدابير احتواء صارمة، في مرحلة مبكرة للغاية من الانتشار، واتخذ البعض إجراءات وقائية، قبل تأكيد حالة واحدة من الفيروس.

وبحسب الموقع، فإنه لا يمكن للمرء أن يلوم البلدان على التصرف بسرعة وحسم، خاصة عندما تعرف أن نظمها الصحية ضعيفة، ومع ذلك، حتى مع وجود مبرر لها، تدمر هذه التدابير الآن سبل عيش الناس الذين تهدف لحماية صحتهم.

فعلى عكس الدول الغنية، تفتقر العديد من الدول الفقيرة إلى شبكات الأمان، والوصول إلى أسواق رأس المال اللازمة لتخفيف الضربة القاضية، ولدى الكثير منها مؤسسات ضعيفة، مما يزيد من احتمال حدوث عواقب غير مقصودة للإغلاق.

وتظهر صور العمال الذين مشوا إلى مسافة مئات الكيلومترات من عاصمة الهند عائدين إلى قراهم، معاناة الدول الفقيرة من التدابير التي تهدف لحمايتهم، وفي بابوا غينيا الجديدة، دفعت حالة الطوارئ بجولة جديدة من وحشية الشرطة في البلاد.

وفي جزر سليمان، انقلب زورق، الأسبوع الماضي، بسبب سوء الأحوال الجوية، مما أدى إلى غرق 28 راكبًا عائدين إلى قراهم الأصلية بناء على نصيحة من حكومتهم.

ومن الواضح أن الوفيات المنتشرة ستجعل الأمور أسوأ بكثير، ولكن من شأن التقليل من خطر المرض أن تكون له أضرار صحية، واقتصادية، واجتماعية، في الداخل والخارج.

فمع تكشف المأساة، كان من الطبيعي أن يكون هناك حديث متزايد عن استجابة إنسانية على نطاق غير مسبوق، على الرغم من أن الفعل نفسه لم يتحقق بعد.

إذ يتم إغلاق الكثير من هيكل المساعدة الإنمائية نفسها، وبالتأكيد، سيكون هناك تمويل إضافي متعدد الأطراف، ولكن الضرر الاقتصادي قد لا يكون كافيًا لتحفيز استجابة إنسانية كبيرة في الظروف الحالية، فيجب أن تكون هناك فترات طويلة من الوفيات الجماعية حتى يحدث ذلك.

ومهما كانت أوجه عدم اليقين، هناك مجال واحد سيكون فيه التعاون العالمي حاسمًا، وهو إنهاء الأزمة.

اللقاحات هي الحل

ويتابع التقرير:“حتى لو احتوت البلدان انتشار كوفيد-19، ستخاف من تخفيف الضوابط المحلية، حيث ستكون خائفة من فتح الحدود مرة أخرى حتى تثق في أنها لن تواجه تفشيًا آخر، وسيكون الجمع بين اللقاحات والعلاجات الفعالة أمرًا بالغ الأهمية للسماح لجميع البلدان مرة أخرى باحتضان النشاط الاقتصادي في الداخل والخارج“.

ومن المفارقات، وفق التقرير، أنه في حقبة تم الإعلان فيها عن عدم أهمية المساعدة في كثير من الأحيان، تلعب وكالة دولية ممولة بالمساعدة من أجل ابتكارات التأهب للوباء، دورًا حاسمًا في جمع الأموال اللازمة لتطوير لقاح كوفيد-19.

إلا أن العثور على لقاح فعال هو الخطوة الأولى، ولا ينبغي للعالم الاعتماد على المساعدات الخارجية في هذه الخطوة، وفي الخطوة التالية، وهي توزيع اللقاح ستكون هناك حاجة كبيرة للمساعدة.

وسيحتاج المتبرعون إلى تقديم دعم مالي ولوجستي ضخم لضمان توزيع اللقاح، بمجرد تطويره، ليس فقط على المستوى الوطني ولكن في جميع أنحاء العالم وبسرعة.

وينطبق الشيء نفسه على العلاجات بمجرد تطويرها، ولن تكون الدوافع وراء ذلك إنسانية فحسب، بل تجارية أيضًا، إذ سيكون من مصلحة الجميع فتح العالم مرة أخرى للأعمال التجارية.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 5543

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم