حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3226

كيف نحصر الرهاب الاجتماعي لأزمة .. كورونا؟

كيف نحصر الرهاب الاجتماعي لأزمة .. كورونا؟

كيف نحصر الرهاب الاجتماعي لأزمة ..  كورونا؟

07-04-2020 01:54 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - أظهر تطبيق فكرة الحجر أنماطا حياتية واستهلاكية مختلفة بين الأردنيين، فصرت تجد بعض الناس يتزاحمون على المحلات لمجرد الشراء، ويجدون في مغادرة المنزل فرصة للتنفس، وآخرون ملتزمون بالحجر ولا يخرجون إلا ليشتروا ما يحتاجونه فقط.
.
وكشفت جائحة كورونا الأوضاع النفسية لدى المواطنين؛ ومنهم من أصابهم ما يسمى بـ «الرهاب الاجتماعي» بسبب الخوف من المجهول، وظهر ذلك جليا لمتابعي وسائل التواصل الاجتماعي التي تحولت إلى منصات لنشر طرائف ونوادر وعرض أفكار وما يقومون به في المنازل من طهو وغيره، إضافة إلى تناقل أخبار مختلفة دون مراعاة مدى صحتها.
وآخرون انعكس الحجر إيجابا عليهم وصاروا يشعرون بالمسؤولية تجاه عائلاتهم والمجتمع بشكل عام، فالتزموا بيوتهم، وبدأت مشاركاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي تحض على الالتزام والعقلانية في الشراء بعيدا عن المغالاة لأن كل ما يحتاجه المواطنون متوافر.
ولم تقتصر حالات الرهاب الاجتماعي على فئة محددة من الناس، وانما طاولت أشخاصاً يفترض أنهم شخصيات عامة وشاهدناهم يتحدون الحظر الشامل ويخرجون من منازلهم بحجج مختلفة لم يتقبلها المجتمع.
وترى أم أحمد، وهي معلمة في مدرسة حكومية، أن الحجر وبقاء كل أفراد العائلة بالمنزل ولّد جوا مشحونا وأصبح الجميع في حالة عصبية وتوتر؛ فالمنع من الخروج انعكس سلبا على الجميع وأصبحوا يرون مجرد الخروج للبقالة القريبة، أو حتى لرمي النفايات في الحاوية القريبة، متنفسا لهم.
وترى المستشارة الاجتماعية في معهد القيادات النسائية العربية في الولايات المتحدة الدكتورة فاطمة العقاربة، أن الأزمة هي أزمة عالمية ومحلية ايضا، وأنها سببت الرهاب الاجتماعي لمختلف المجتمعات، ومنها الأردني، وخصوصا عند الأشخاص الذين يفتقرون لثقافة الالتزام والقناعة.
وهناك العديد من المشاهدات والفيديوهات، التي نشرت عبر بعض المواقع الإخبارية والتواصل الاجتماعي، أظهرت ممارسات لبعض الناس تكشف الخوف والهوس الباطني عبر التزاحم على شراء المواد التموينية خصوصا الخبز الذي ذهبت منه عشرات الأطنان تلفا بسبب المبالغة في التخوف وعدم الدراية بالكم الذي تحتاجه الأسر.
وتوضح العقاربة أن الخوف أو الرهاب الاجتماعي أدى إلى أن يقوم هؤلاء الأشخاص إلى افراغ الرفوف بالمحلات للحصول على أكبر كمّ ممكن من المواد الغذائية وتكديسها في بيوتهم حتى لو أدى ذلك إلى أن تنتهي صلاحيتها وترمى في الحاويات.
وهي عدّت ذلك «نوعا من الإرضاء النفسي بعيدا عن القناعة والالتزام».
وتلفت إلى أن فيروس كورونا هو «أزمة عابرة» لكنها مناسبة «لبناء ثقافة وطنية تنهض بنا للعمل لا القول، فعلى العمل يلتقي الجميع، عن قناعة، وبإخلاص وانتماء»، وهذا برأيها هو بخلاف ما نراه على مواقع التواصل الاجتماعي من «التنظير الذي قد يساهم بتشتيت الجهود الكبيرة التي تبذل لحماية الأردن من جائحة كورونا».
وتوضح العقاربة أن الرهاب الاجتماعي يعمل على «ردة فعل عكسية» عند الإنسان بحيث «تصبح لديه سلوكيات نمطية أو أنماط اجتماعية مختلفة عما كانت قبل المواجهة لأي موقف أو أزمة».
وهذه الأزمة، تستطرد العقاربة، تولّد لدى الفرد «أفكارا وأنماطا اجتماعية جديدة وتتنامى لديه حال عدم الثقة، وتؤدي الى ردات الفعل عكسية تؤدي إلى نوع من الزعزعة التناسبية في موضوع الالتزام والاحترام لبعض القوانين والمبالغة في اتخاذ جميع الاجراءات الصحية والعلاجية في موضوع الحجر الصحي».
وهو ما يؤدي إلى «تزايد الخوف وانبعاث الطاقة السلبية التي يقوم هذا الشخص بتوزيعها على الأشخاص المحيطين به، ووهو ما انعكس على مواقع التواصل الاجتماعي في التشتيت الفكري».
وتلفت إلى أن المراقب لمواقع التواصل الاجتماعي يلاحظ أن بعض الناس متفهمون للوضع وينشرون كل ما هو إيجابي وتشجيع الآخرين على الالتزام بالقوانين حفاظا على الصحة العامة.
فيما يرى آخرون، ممن تشكلت لديهم صدمة نفسية، بأن مجرد الخروج من المنزل هو تحدٍّ لخوفهم وغياب إحساسهم بالمسؤولية حيال عائلاتهم أو المجتمع، بغض النظر عن مستوى التعليم.
وتوضح العقاربة أن مواقع التواصل الاجتماعي حملت أثرا إيجابيا وآخر سلبيا كبيرا في انتشار الرهاب الفكري والاجتماعي بين الناس.
.
فإيجابيا: هناك من هم يتفهمون الوضع ويأخذون الاجراءات الاحترازية والعلاجية كاملة، دون مبالغة أو مغالاة.
ويتوقفون عند الحذر الكافي الذي يحميهم وأسرهم ومجتمعهم.
.
فيما آخرون شكل لهم ذلك صدمة الحجر «بأن تمكث بالبيت وممنوع أن تخرج وليس لديك متنفس» فتولّد لديهم «كبت اجتماعي داخلي».
واسترسلت بالتوضيح أنه «عندما بدأ الحجر الجزئي الذي يسمح بالتسوق من العاشرة صباحا وحتى السادسة مساء، ظهر حجم الكبت الاجتماعي بتدافع الناس على الأسواق والمحلات لشراء أكبر كم ممكن من المواد أكانوا يحتاجونها أو لا حاجة لهم بها»، وهذا، برأيها «مجرد إقناع نفسي للهروب من الخوف».
ومراقب منصات التواصل الاجتماعي يشاهد العديد من الفيديوهات التي يظهر بها الفرد في غاية السعادة لمجرد الخروج من المنزل لفترة وجيزة.
وفي هذه الأزمة بات الناس ينظرون إلى مواقع التواصل الاجتماعي بوصفها «متنفسا»؛ أكان «إيجابيا للأشخاص الذين يعملون على التنمية والإرشاد والاحتواء النفسي والسلبي من الأشخاص الذين ينقلون الأخبار والشائعات دون معرفة أو فهم للمحتوى (نسخ ولصق) التي قد تؤدي إلى نشر وإشاعة أفكار سلبية تشتت الجهد الجماعي لاحتواء الأزمة».
وقالت إنه في ظل الإجراءات الاحترازية والوقائية التي فرضتها أزمة كورونا محليا وعالميا، اضطر الأردنيون إلى تغيير الكثير من عاداتهم الاجتماعية، على صعيد الأسرة أو العمل.
ولاحظت العقاربة أن فرض حظر التجول والانعزال الاجتماعي المؤقت، وتقليل عملية الاختلاط والمخالطة إلا في نطاق ضيق جدا، وما تبع ذلك من تباعد فرضه الخوف من العدوى جعلنا نشاهد أنماط سلوك اجتماعي في الأردن لم يكونوا معتادين عليها لما قبل وبعد مرحلة كورونا لحين وخروجنا من الأزمة.
وتوقعت أن ما ساد خلال هذه الأزمة من ممارسات، أكانت اختيارية أو قسرية إجبارية ولو لفترة ؛ فمن المؤكد أن المجتمع بمؤسساته وافراده سيصابون من الناحية الاجتماعية بحالة «صدمة الخروج من الحجر»، إلى حين الانتهاء من الأزمة، وأنهم سيستغرقون فترة من الوقت لمعاودة اندماجهم مجددا في عناوين الحياة والعمل التي اعتادوا عليه قبل تطبيق قانون الدفاع.
الرأي


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 3226

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم