حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2165

هل تكفينا أعمارنا لكي نفهم؟ .. كورونا !!

هل تكفينا أعمارنا لكي نفهم؟ .. كورونا !!

هل تكفينا أعمارنا لكي نفهم؟ .. كورونا !!

04-04-2020 12:05 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : مارغو حداد

حنين للأماكن والجدران والبشر مدن توحشت لا يمكن الخروج منها مدن مستسلمة لقدرها وكأن الجميع ينتظرون قطارا لا يأتي أصابتنا الدهشة حين اكتشفنا أننا في قلب الطوفان ،هل نحن موتى أم أننا على ظهر الأرض أحياء ؟.....كورونا كأنها رواية كبيرة تهز قارئها من الاعماق ، تنقل شخوصها إلى حجرتك وتتزاحم الخيبات الكل يخاف الكل ،صدقوا الحكايات لأنها قلب الحكمة ،المنازل والشوارع المظلمة لمن تحب كورونا أن تسرد قصتها ؟ فإن الحكي يصبح إمرأة جميلة تحت ضغوط نفسية ،لكن البوح يعادل الحياة ملامع بطلاتها روح قلقة ورغبة في التمرد وحرية مجروحة ،حكاية تخرج من قلب حكاية ،بدون أن يستدعي أشباح الخيال نحن أنفسنا أشباحاً ،المهم أن تخرج الحكايات ليقرأ العالم، سيكون هذا الكابوس حيلة لتوسيع الرؤية مواهب استثنائية تمتلك قيامة افتراضية للإنسان محاولة لاكتشاف الطريق الصاعد في داخلنا تشريح لمجتمع بأكملة ،الروح المعلقة بين الموت والحياة تتلبس أجساد الآخرين لتحقيق أمنياتهم الأخيرة ،كأنك أمام رواية بوليسية ذات حبكة معقدة فوضي الأجساد، عبث حياتنا الواقعية هو الذي فرض هذا الشكل الغرائبي،الغرابة ليست في لعبة الأرواح والأجساد ولكنها تبحث عن معجزة ،وأشخاص يفعلون ولا يتكلمون شعب يستحق الرحمة السماوية، رواية الكورونا أنشودة هجاء شخصيات ومناورات وصراعات كلما توغلنا في الأحداث سنكتشف فيها أشياء غريبة سطور تحكي عن سطور ، الزمن تحول إذن إلى ما يشبة قطعة شطرنج، البشر هم قطع اللعبة والموت والحياة يلعبان بكل قوة وذكاء ،يبحث فيها الأبطال عن بقاء بعد خروج الروح بقاء مكاني ،يريد جسدا لا يأكلة الدود رحلة دفاع عن الحياة في كل تجلياتها في مواجه كورونا ،الحزن والوحدة والخوف ،في بحثنا خارج أنفسنا عن منقذ ومخلص ؟لم نعد نعرف من يحارب من؟ولا من يقتل من ؟في ظل الفوضي والجنون تصبح السخرية بين الناس والسخرية ليست إلاموقفا شديد الجدية من الحياة ،وبذلك تدشن معرفة جديدة بديلة تستحق التأمل، رواية كورونا تتعدد فيها الأصوات وتمتزج في سطورها الحياة بالموت ،فإن من العبث أن تتساءل عن حدود الحقيقة والخيال ربما لأنها تطرح أسئلة،وليست للأسئلة آفاق أو حدود ولكن لا تنس سؤالها المزعج، لماذا يدفن الناس أعز الناس ؟عيون وقلوب وأجساد تشعر وتتألم لأنها عرفت،عبثية لعبة فيروسية او سياسية هي جزء من عبثية التحولات هي صميم حيلة البناء الذي يبدو بسيطا ،ولكنة ليس كذلك وصوت واحد يتحدث بمائة لسان،تصنع الجراة في الشكل والمضمون، في زمن كورونا يحتفي بالتقليد ويزيد من مساحات المسكوت عنه حتى تطن أننا أصبحنا أقرب إلى الخرس الذي لا ينفع معه علاج أو دواء ،أصوات متداخلة المترجم يمارس البوح العاري أمام شاشة الكمبيوتر ،تبدأ الحكاية بالبوح ،وتنتهي بالطيران الذي يكاد يكون مرادفا للموت وزوايا للرؤية متعددة الألوان ، يتحول الحجر الصحي إلى حجر الصبر ،حجر سحري تلقي إليه بكل إسرارك ،هل تكفينا أعمارنا لكي نفهم ؟ربما نحتاج أعمارا إضافية لكي نعرف رغباتنا وأنفسنا ،كورونا صامتة لا تكلم طبيبا ،إلا أنها ستكلمنا نحن ،في ذاكراتها كما لو أنها تحاكي زمن النشاذ وتصفي حسابات، بطلاتها مع خبايا القلوب وجراح الماضي ،تعويذة تكتشف من خلالها بطلات كورونا أنفسهن ثم تكتشفن العالم ،وما زالت الشخوص تستطيع القول بأن الهروب متاهة ،ولكن يهزمهم الموت مستخدما أتفة جرثومة ترسم لوحة كولاج من بقايا صور ودموع وتسخر من الواقفين في الطابور ،حتى لو كانوا من الناجحين ،تتعب نفسك في المقارنة بين الأصل والصورة أو بين ما حدث فعلاً ،حالة أخطر وأهم من أن يلخصها تقرير طبيب ،لا شيء مؤكد هناك شيء ما وموهبة تصنع من المرض فناً ومن المأساة استعراضا في الشوارع ،بطلة الرواية تجلى الطبيعة حيث العناصر اليومية الأيدية عذرية خاصة ،الهواء،البحر ،والنور،قوة أخري أقوي من الروح،وكأنها تعيد صياغة حياتها ،قد يكون الحب وسيلة لقتل القلق والإنحياز إلى الحلم بالعودة إلى الطبيعة ،الإنسان سيصحح أخطاءه وسيكتشف في الصباح أن النعيم هم الآخرون ،الكون نفسه ليس إلا أوتارا تعزف على الكنز الروحي الذي يستحق الاكتشاف في النفس، وفي الطبيعة يبدو الحب معراجا روحيا يقود إلى بداية الطريق ،اتبع قلبك بأعلى الأصوات احك حكايتك، ارسم لوحتك،ارقص رقصتك، أرسل رسالتك ،صور فلمك ،ثمة من يحتاج إلى ذبذبة تطلقها أنت! ليتوقف الفيروس عن الانتشار، وينتشر الحب في أمان ليفهم ويقرأ ويسمع العالم ،بدون الحب والحلم تصبح الحياة قاسية صحراء تسكن الروح.بأعلى الأصوات

د.مارغو حداد


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 2165
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم