حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 5462

(لنا الحقُّ بأَن نكونَ أَولاً)

(لنا الحقُّ بأَن نكونَ أَولاً)

(لنا الحقُّ بأَن نكونَ أَولاً)

02-04-2020 03:43 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
أَكادُ أَشُك أَن هناك اثنان يختلفان على روعة أَداء حكومة الدكتور عمر الرزاز؛ فيما يتعلق بإِدارتها لأَزمة (فايروس كورونا)، ففي الوقت الذي نرى فيه غالبية دول العالم تتخبط بإيجاد طريقة مُثلى للتعامل مع هذه الأَزمة؛ فإِننا نجد بالمقابل أَداءً عالياً مدعوماً بقيادة هاشمية حكيمة تعلم ما يجب فعله وقوله بالوقت والزمان المناسبين، لتصنع أَداءً قلَّ نظيره في دول عظمى ومتقدمة في هذا العالم ..!! .

قد يقول قائل؛ أَن هناك مبالغة في وضع (أُردننا) بمصاف دول متقدمة أَو عظمى، فقد تعودنا أَن (نُقَنَّعَ) بأَننا دولة فقيرة، محدودة الموارد، ومعتمدة بشكل كبير على المساعدات الخارجية، وبالتالي؛ فإِننا لا نستطيع أَن نقوم بأَيِ عمل آخر نتميز به عن غيرنا، وسنبقى ندور في فُلك الدول الداعمة لنا، ونتأثر حُكماً بما تتأَثر به هذه (الداعمة) ..!! وهذه بطبيعة الحال؛ نظرة خاطئة وغير منصفة للذات، بل هي جَلد لها بكل معنى الكلمة، فنحن على حالنا التي نحن عليها الآن؛ فإِننا لا زلنا نمتلك العقول القادرة على النهوض بهذا الوطن، والقادرة على إِدارة ما يمُر به مِن أَزمات بكُل احترافية ومهنية، فقد أَدرنا هذه الأَزمة بشكل نالَ اعجاب العالم كُله، وبشكل لا يمكن إِلَّا أَن نكون مثالاً يُحتذى في إِدارة الأَزمات الوبائية، فصِرنا وبجدارة في مقدمة دول العالم في إِدارة أَزمة هذا الوباء، على الرغم مِن أَنها التجربة الأُولى لنا في هذا الأَمر (والأَخيرة إِن شاء الله) .

بما أَنني أَتكلم عن أَزمة (فايروس كورونا)؛ فسأُبين ما أَعنيه بالأَرقام والنِسب، بمقارنة حال (أُردننا) مع أَكثر مِن دولة تُصنف بأَنها متقدمة؛ فعلى سبيل المثال، دولة كـ (السويد)، نتساوى معها تقريباً في عدد السكان، إِلَّا أَنها بالمقابل مِن أَوائل الدول عالمياً في مستوى المعيشة، كما أَن دخل الفرد السويدي يبلغ أضعاف دخل الفرد الأُردني، ناهيك عن المزايا الأُخرى، لكونها دولة أُوروبية ومِن دول العالم (الأَول) ، ومع هذا كُله؛ فقد كانت نسبة الإِصابات لكُل مليون نسمة تزيد عن الـ (490) فرداً، وبعدد إِصابات يقارب الـ (5000) إصابة ..!! بينما بلغت النسبة في الأُردن (28) فرداً لكل مليون نسمة، وبعدد إصابات يساوي (278) إصابة ..!! وإذا انتقلنا إِلى أَقوى الدول عسكرياً وإِقتصادياً (أَي الولايات المتحدة)، فإِن نسبة الإِصابات تقارب (650) فرداً لكُل مليون نسمة، بعدد إِصابات يزيد عن (215) ألف إِصابة ، ودولة كـ (ألمانيا)؛ فإِن نسبة الإِصابات تقارب (931) فرداً لكُل مليون نسمة، بعدد إِصابات يقارب (78) ألف إِصابة ..!! (وذلك حسب آخر الإِحصائيات لعدد سكان هذه الدول، ولعدد الإصابات بها بفايروس كورونا) ولا يخفى علينا حال (إيطاليا وإسبانيا) وغيرهما مِن الدول التي وقفت حائرة أَمام تداعيات هذا الفايروس، وبما تكبدته مِن أَعداد هائلة في الوفيات، وتداعيات إِقتصادية أُخرى، لا نملك إِلَّا أَن نقول عنها أَنها نكبات حقيقية ..!! .

إن ما أَقصده مِن كُل هذا، أَننا دولة لديها الكثير الكثير مِن الكفاءات التي نستطيع بواسطتها التقدم على الكثير مِن الدول التي تدَّعي أَنها في مقدمة دول العالم ..!! فما قيمة أَن تكون هناك دولة متقدمة بالوقت الذي لا تمتلك فيه قيمة جوهرية للإنسان في ذاته التي كرَّمه الله بها، فنحن لَم ولن نصل إِلى الدرجة التي نُضَحي بها بأَرواح مواطنينا لتمرير مخططات سياسية اقتصادية استعمارية ..!! ولَم ولن نصل إِلى الدرجة التي نحرق بها أَجساد موتانا، ثم نُقدم رمادها لأَهليهم بعد حين ..!! ولَم ولن نصل إِلى الدرجة التي لا نُعير فيها اهتماماً لوباء يفتك بكُل ما يُصنَّف أَنه إِنسان في وطننا دون هوادة أَو رحمة ..!!.

نعم نستطيع أَن نتقدم العالم كُله، إِذا بدأَنا ببناء الإِنسان مِن جديد، فنظرة مُتمعنة إِلى خلية أَزمة كورونا كفيلة بأَن تثبت للعالم كُله أَن (وطننا) لديه الكثير ليُعطيه للبشرية جمعاء، نريد فقط أَن نثق بأَنفُسنا لا أَكثر، وأَن نضع الخطط الحقيقية لاجتثاث بؤَر الفساد دون الإِلتفات إِلى ماهية الغارقين بها لا أَكثر، وأَن نضع أُردننا الأَجمل أَمام أَعيُننا دائماً، بتغليب المصلحة العامة على الخاصة، وبوضع الإِنسان المناسب في المكان المناسب، دون النظر إِلى أَصله أَو منبته أَو مُعتقده، فهل نستطيع ذلك ؟ نعم نستطيع، نريد أَن نستحضر النيَّة لذلك فقط؛ ثم نبدأَ بعون الله وتوفيقه .
============
(فهد خشمان الخالــدي)


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 5462
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم