حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 864

رسالة كورونا الأخيرة للأردنيين

رسالة كورونا الأخيرة للأردنيين

رسالة كورونا الأخيرة للأردنيين

02-04-2020 11:56 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : فراس الطلافحة
تحية وبعد:

وقد أوشك العَدُ على نهاية إقامتي ببلدكم الطيب، وبدأت بِشَدِ رحالى وحزم أمتعتي وحقائبي لمغادرته. يطيب لي أن أتوجه إليكم برسالتي هذه التي تُعبر عن مدى إعجابي بكم كقيادة وحكومة ومواطنين وكما يقال: أجمل الثناء هو إشادة الأعداء بك، وأنا لست عدوُ لكم ولم أولد مجرمًا، وإن كنتم تعتبرونني كذلك. لكن وجدت نفسي مجرمًا من غير أن أعلم، وأشبه الكثيرين منكم ممن ولدوا لقطاء منسيين عبث بهم وبفطرتهم أبناء الحرام وإستعملوهم ليعيثوا بالأرض فسادًا وتقتيلًا.

في البداية: أود الإعتراف لكم أنني دخلت بلادكم بطريقة غير مشروعة، بعد أن وجدت مقاومة عنيفة ممن يحرسون حدودوكم، وبعد إجراءاتكم بإغلاقها، ومجالكم الجوي. وكعادة كل قادة الجيوش كان هدفي الأول هو معرفة ما يدور برأس من يحكم بلادكم، فأرسلت جواسيسي وأجهزتي الإستخبارية إلى ما يسمى لديكم بخلية إدارة الازمات، وحضور الإجتماع الذي ضم الملك والبعض من المسؤولين، ووردتني التقارير التي أجمع بها كل من كتبها، صرامة الملك وتوجيهاته بمكافحتنا، والنيل منا بأسرع وقت، وانه لن يقبل التهاون أبدًا بالإجراءات، أو الخطأ بتنفيذها وسيقوم بمحاسبة كل من يُقصر بأداء واجبه منهم وخاصة الوزراء، وضرورة الصدق ومكاشفة المواطنين وبلا مواراة أو تعتيم إعلامي بكل ما يستجد بخصوصنا كفيروس خطير أسقط الكثير من الدول.

بكل صراحة أقول: لقد إعتقدت في البداية أنني لن ألقى أي مقاومةٍ منكم، وستسقطون من المواجهة الاولى. لكن خابت كل ظنوني، وتوقعاتي وأبديتم شراسة في الدفاع عن وطنكم بإلتزامكم، وتعاونكم وتكاتفكم وإنسانيتكم لم أجدها بأي دولة في العالم ، فكانت مهمتي صعبة جدًا، ولم أتمكن من تنفيذ ما كنت أخطط له، وحاربتم بكل ما هو متاح، وضمن الإمكانيات. لأكتشف أنني أمام دولة عظمى تحكمها قيادة حكيمة تملك القرار والكثير من الحُب لوطنها، وحكومة قوية تملك الإحترافية والمهنية. وشعبٌ لا يمكن قهره وإستعمل جميع أسلحته وأهمها بركة دعاء العجائز به وصلواتهم وتوسلهم لله بأني يحمي وطنهم، ثم إتباع التعليمات الصادرة عن الحكومة وأهمها الصحية والأمنية. وحتى الضحك والإستهزاء بي على مواقع التواصل الإجتماعي تم إستخدامه من قبلكم كسلاح فتاك بالنسبة لي زادت معه مناعتكم ومقاومتكم للمرض. وبالرغم من إستهتار القليل والعبث الغير مسؤول منهم وإستطعت من خلالهم خطف أرواح وإصابة البعض من أحبتهم. ومع ذلك أقر بهزيمتي شر هزيمة وأقر بضعفي أمام وطن مثل وطنكم.

لقد دُهشت من قيمة الإنسان لديكم، وما يعنيه أن تكون أردنيًا، بالرغم مما تم الترويج له من قبل المرتزقة وأبطال الشاشات من أبناء جلدتكم، فكانت هذه الإنجازات التي تحققت على أرض الواقع: صفعة على وجوههم عادوا معها إلى جحورهم ولم يكن لهم التأثير المباشر وغير المباشر في الحد من إعجاب العالم بهذا البلد الصغير بإمكانياته والكبير بقيادته ووعي شعبه، وجعله النموذج الأرقى للدول من أجل إحترام شعوبها وتقدير قيمته.

أما وصيتي إليكم: حافظوا على وطنكم وكونوا معه بمواجهة الأخطار والأزمات، وقِفوا معه كما وقفتم أمامي، وتأكدوا لن يستطيع أحدُ مهما بلغت قوته من إختراق حصنكم المنيع المسيج بالحب والأخوة والإنسانية.

وفي الختام أعتذر إليكم مما سببته، وإن كان به الخير الكثير لكم وستعلمون ذلك بعد أن أرحل عنكم، وأودعكم بلا لقاء أمني النفس به بعد أن واجهت ما واجهت ببلدكم.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 864
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم