حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2599

الكايد يكتب ردا على ابو غزالة

الكايد يكتب ردا على ابو غزالة

الكايد يكتب ردا على ابو غزالة

30-03-2020 08:58 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
ظهر علينا الدكتور طلال ابو غزالة اكثر من مرة في ظل هذه الازمة الكبيرة التي تعصف بنا في مواجهة فيروس كورونا ..

ويعد السبب في أن أكتب حروفي هذه حاجتنا الكبيرة لتخطي محركات الاحداث من حولنا وتداعيات هذه الأزمة ، فاليوم على اختلاف ما ينادي به الاقتصاديون من انعاش الاقتصاد وضرورة انقاذه واهمية تدخل الدول في سبيل ذلك نسي الكثير من المحللين الاقتصاديين ومنهم السيد طلال ابو غزالة أن قيمة الانسان تعلو على قيمة الاقتصاد وهذه ليست حروفا عاطفية ، بل ان المقترحات التي يقدمها لا تتماهى والازمة التي تحتاج انكماشا وسكونا وبعيدا عن أي تفاعلات بشرية ايا كانت ( اجتماعية / مهنية ) وذلك خوفا على الافراد والمجتمع من تفشي هذا الوباء الفتاك ..

مع الاسف وبكل هذه الخبرات والاطلالات على كبرى المحطات لابو غزالة فإن اهتمامه بضرورة عودة الحياة لطبيعتها واستئناف الحياة الاقتصادية لا تعبر الا عن عقليته العملية التي ترى أهمية الاقتصاد تعلو على النواة الرئيسية متناسيا أن هذه النواة ( الموارد البشرية) هي التي تحرك عجلات الاقتصاد فمقترحه بعودة الاقتصاد ناجح وفق نطاق قصير المدى ومحدود في حضرة وجود هذا الوباء حيث سيتفشى في المجتمع وتنهار مؤسسات الدولة تباعا بدءا من النظام الصحي وعندها سنخسر الانسان ونخسر الاقتصاد كليا ..

ففي نهايات الحرب العالمية الثانية وهي حرب وليست وباء متفشيا كانت الخسائر في اوروبا على مستوى الاقتصاد خسائر عظيمة وعانت دولا كثيرة من قلة عدد الذكور في المصانع نتيجة الوفيات والتشوهات التي اصابت رجال المجتمع نتيجة الحرب ولنا في المانيا خير مثال مما اجبر النساء على الخروج للعمل واستئناف سير الحياة وكانت ألمانيا مدينة بأرقام كبيرة في كل قطاعاتها الا انها استطاعت النهوض من جديد ولولا وجود الانسان لما عاد الاقتصاد منتعشا ..

فكيف لنا اليوم أن نطالب بعودة الاقتصاد ولنا في ايطاليا التي تجاهلت ابعاد هذا الوباء مثالا قويا حيث قامت بالتعاطي مع الازمة في بداياتها على مستوى الدولة بنوع من التباطؤ حتى بلغ الامر اخيرا ان انهار نظامها الصحي بالكامل وباتت ارقام الاصابات والوفيات بالآلاف ...

طلال ابو غزالة البراغماتي مع كل الاحترام انك تدعم محاكاة الاقتصاد بالعمل وتحريكه واستئنافه في كل لقاءاتك ولست داخل صورة عميقة لواقع اقتصاد الاردن القائم بنسبة كبيرة على العمل اليدوي والسياحة ( مطاعم / مواقع سياحية ) فمن أين سيأتي السياح ومن أين ستكتظ المطاعم السياحية التي تنقذ الخزينة كل عام ونحن نعيش اغلاقا محليا واقليميا ودوليا وعالميا ، فعن أي اقتصاد نسعى لعودته اذا كنا دولة قليلة المصادر في مدخولاتها ليست دولة زراعية ولا بالصناعية .. فما الذي تحديدا سنعيده للحياة في عمق انجماد الحياة !!
كما وجاءت مطالباتك الدائمة بتفعيل الاقتصاد الرقمي وذكرت مرارا وتكرارا في كل مناسبة عن الخدمات الجمة التي تقدمها للمجتمع الاردني وحكومته ، فلماذا لم تقم مجموعة طلال ابو غزالة المزودة لخدمات الحوكمة بتبني التطبيقات التي استحدتثها الحكومة لتقديم خدماتها في ظل هذه الازمة ، ولماذا وانت تطالب بمجلس من الحكماء للبت والانقاذ لمسائل الاقتصاد العالمي لم تسند الى عدد قليل من موظفيك في مجموعتك العملاقة ليبتكروا حلولا رقمية في تقديم الخدمات على المستوى المحلي بما يحاكي هذه الازمة ..؟؟؟

سيدي مع كل الاحترام ان الحديث مع الناس في هذه الازمة ان كان يخلو من المسؤولية العملية التطبيقية فهو لا يتعدى دوائر التنبؤات والاقتراحات والحلول البعيدة الأجل ، ثم ان تكرارك للحديث عن الضرائب المستحقة عليكم في الاردن والمقدرة بثلاثة ملايين هي ليست بتبرعات بل استحقاقات للدولة التي تسهل لمجموعتك كل ما تحتاج لتبقى مشاريعها قانونية فهل ياترى الراتب للموظف يعد تبرعا ايضا ؟؟!

من المخجل حقا ان نتحدث في شأن التبرعات فكل لديه ماله الخاص الذي يحق له أن يقدم منه شيئا لبلده او لا يفعل ، لكن على الرموز الكبيرة في كافة القطاعات الخروج بنجدة الجهات المعنية ماديا ولو بالقليل ثم الحديث عن كل ما يدور في الشأن الاقتصادي وعندما وصلت اليك مطالبات الناس بتبرعك لم يكن الأمر شأنا يخصك وحدك بل لانك ظهرت للناس عبر الفضائيات هذا اولا وكعرف جاب العالم كله من قبل الاثرياء ثانيا ففي ايطاليا تعهد احد الاثرياء بكل ثروته في حرصه على ألا تجثو ايطاليا على ركبتيها بسبب كورونا
وفي البرازيل قامت العديد من العصابات ( ليست مقياسا) لكنها في قوائم الاثرياء بالاعلان عن دعمها وتموضعها في موضع الجيش في حال حدث اي نوع من عدم الالتزام ناهيك عن دعمهم المادي ..وماذا عن تسابق بيل غيتس وغيره من المشاهير في مواجهة الأزمة .. ؟!

اننا لا نملي على الآخرين افعالهم ولسنا محاسبين الناس في أموالهم لكن على المتحدث في الشأن ان كان يجمع الامرين القدرة المالية والتحليل الاقتصادي ان يبرع في العطاء .. فلسنا بحاجة للنصائح ولا لهذه الرؤى في ظل ازمة اصبح الانسان فيها مختبئا من هذا الفيروس ..

فليس من المنطق والعقلانية في المنخفضات الجوية وتدهور احوال الطقس تطل علينا بعدم اهمية العطلة وفي ازمة وباء عالمي تطالب بعودة الاقتصاد .. ؟؟!

فحفظ النفس البشرية الرأس المال الحقيقي للأوطان - والتي صنعت الاقتصاد - تفوق كل الاعتبارات ..


#روشان_الكايد


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 2599
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم