حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,18 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 4085

المقداد: الرواية وعاء واسع يستوعب كلّ الفنون الأدبية

المقداد: الرواية وعاء واسع يستوعب كلّ الفنون الأدبية

المقداد: الرواية وعاء واسع يستوعب كلّ الفنون الأدبية

19-03-2020 08:45 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - ين فنون الإبداع وأنساقها يمضي الروائي محمد فتحي المقداد، باحثاً عن صورة الإنسان
في العمل الإبداعي، متكئاً على فيوضات النص الشعبي ومؤثراته من الملحقات المعرفية
التي تُستدرج إلى عالم يغصّ بالمتناقضات، تاركاً للسرد الروائي ملاذ العبور إلى شخوص

أعماله الواقعية، ليؤثث المولود في «بصرى الشام» سنة 1964 ،والمقيم في مدينة إربد بعد
مغادرته لوطنه سوريا، ذاكرة مليئة بالحدوس.
ويقدم صاحب رواية «دوامة الأوغاد» في هذا الحوار الذي أجرته $ معه، صورة عن طبيعة
الفعل السردي الذي تجلّى في ستة أعمال صدرت له، هي: «شاهد على العتمة»، «دوامة
الأوغاد»، «مقالات ملفقة»، «الطريق إلى الزعتري»، «فوق الأرض»، و«بتوقيت بُصرى».
ويلفت المقداد النظر إلى أن بعض الأدباء ممن اطّلع على روايته الأخيرة «فوق الأرض»، عاب
عليها الاتّكاءات المعرفيّة التي وردت في ثنايا السّرد الروائيّ. واعتبر ذلك نوعا من
استعراض عضلات الكاتب يفردها أمام القارئ.
ويوضح بأنه لا يمكن فقط الاعتماد على محور السردي الواقعيّ، وإعادة تدويره كمنتج
ثقافيّ؛ إذا لم يُقدّم شيئا جديدا للقارئ، على اعتبار أنّ الرواية وعاء يستوعب جميع جوانب
الحياة، بما يخدم تسويق الفكرة التي يقوم عليها العمل الروائيّ.
وحول بناء عالم الشخصية الروائية يؤكد أنّ بناءها يحتاج لتضافر عوامل متعددّة، منها ما
هو داخل الشخصيّة، ومنها الخارجيّة الضروريّة، لتشكيل الشخصيّة الروائيّة تصاعديّا بما
يتساوق مع الحدث الناتج عنها، فالسرديّة القصصيّة والصّنعة الأدبيّة غلاف للشخصيّة،
تتوافق في ذهن الكاتب وتسويقه لدى القارئ، ويأتي هذا على مراحل، وبحسب تقسيمات
العمل الروائيّ.
وفي قراءته للفوارق الفنية التي أدركتها تجربته الإبداعية بعد مغادرته لوطنه يرى أن
الوقوف على الحافّة يتيح مساحة رُؤيويّة أوسع وتكوين فكرة أوضح من تلك التي يكونها
مَن هو داخل المعمعة، مضيفا أن صفاء الرؤية يحتاج كذلك إلى وقت تفكير وتأمّل فترة
مديدة، فـ «المأساة عظيمة، والجرح كبير».
ويؤكد أنه بعد قدومه إلى الأردن مع نهاية عام ٢٠١٢ ،عبر الساتر الترابي، وصل منهك
القوى، لكنه بعد فترة من الشعور بالأمان والطمأنينة على نفسه وأطفاله، نزلت السّكينة
على قلبه بردا وسلاما، واستعاد من جديد أفكاره، وصحا إلى قلمه وأوراقه.
ويشير إلى أنّ مناخ الحريّات الشخصيّة، والوسطيّة السياسيّة المتسامحة في الأردنّ،
فتحت له آفاق الكتابة بلا حدود، وشكّل ذلك منعطفا تاريخيّا في حياته الأدبية، إضافة
للوسط الثقافي الذي فتح قلبه وصدره، وقدّم بلا تحفّظ ساحته ومنصّته، حتى اكتملت
مسيرة المقداد، وتكللت بالنجاحات.
وفي ما يتعلق بالمونولوج الاسترجاعي وبطولة الأمكنة والحنين إلى الماضي، المفردات
التي تشكّل البيئة الحاضنة لأعماله الروائية، يؤكد المقداد أن التشبّع بالمكان جعل منه
ذاكرة مرتحلة معه أينما حلَّ وأقام، ويوضح أن المونولوجات إحدى الوسائل لاستكمال
المشاهد الروائيّة والاشتغال على العوامل النفسيّة للأبطال؛ إذ تعطيهم أبعادا ذات
مصداقيّة في ذهن القارئ، وتقربه من واقع الحال. مشيرا إلى أن المزاوجة بين الواقع
والخيال المترافق مع العوامل المرافقة للحدث، هو لتوسيع مساحة توريط القارئ، وإغراقه
في الحدث السرديّ؛ ليكون جزءا من النص، مُدافعا ومنافحا عنه، لأن الكاتب استطاع
إيهامه.
وحول تجربته التي توزعت بين كتابة القصة والمقالة والرواية، ومناط ذلك، وحول الظلال
الخاصة للرواية، يرى أنّ الرواية وعاء واسع يستوعب كلّ هذه الفنون الأدبية، ويأخذ مدى
أبعد، موضحاً أن المسار بهذه الفنون كان توطئة مناسبة في تجربته الكتابية لأول عمل
روائي، ولمّا آنس من نفسه التشوّق لتحقيق حلم حياته بكتابة رواية، سعى لذلك بجهود
حثيثة بكل ما أوتي من معرفة وخبرة مكتسبة، ومخزون معرفيّ يؤهّله للكتابة، والقراءة
الدّؤوبة على مدار سنوات، والتي أفادته في الاطّلاع على تجارب روائيّة عديدة في طريقة
التعاطي مع الحدث السّردي ?لذي يتساوق مع محيطه زمانيّا ومكانيا.
وعن الإنسان الذي يبحث عنه، ووقف على صورته في أعماله الروائية، يؤكد المقداد أنه لن
يتوقّف البحث عن الإنسان المنثور والمُوزّع في داخله، فهو الإنسان القلق الذي فقد
الاستقرار، وعانى التمزّق والتشرذم وقساوة الشّتات، وفي كلّ مرحلة تتولّد فكرة الإنسان
الذي يبحث عنه كما يقول، وكثيرا ما يحاول الوصول إليه، فتخذله همّته السرديّة، وإذا ما
أجاد وفاز؛ يلامس بعضا منه.
وتبرز طبيعة «فن الحكواتي» في سرد المقداد الروائي وفي كتاباته الأخرى. وحول هذه
الطبيعة يرى أن في داخل كلً منّا حكواتيا يثرثر بلا انقطاع، وأثناء كتابته في الأعمال
الروائيّة والقصصيّة، ينطلق هذا الحكواتي الذي ينتظر فرصته للإفلات من عقاله،
ليستجلب أشياء وحوادث من مجاهل الذّاكرة التي طواها النسيان؛ فتكون مادة دسمة
مساعدة على استكمال الفعل الكتابيّ، وجعله متماسكا مُتكاملا مُقنعا.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 4085

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم