17-01-2009 04:00 PM
وتنعقد أخيرا القمة وتصل الوفود الغاضبة الممانعة المتحدية إلى الدوحـة يحملون بين أوراقهم الكثيرة رزمة من خطابات نارية ،وأطنان من شعارات تم ايقاظها من سباتها في أرشيف ( جبهة الصمود والتحدي )،يتحلق الجميع حــول طاولــة القمــة،بعضهــم يرفــع اشــارة النصر وهـو يبتسم ابتسامــة مترفة، وآخر يتهيأ ليلقي علينــا محاضــرة كشأنه في كل مرة عن الصمـود والجبهة الملتهبة،وأظنه نسي أو تناسى أنه يجلس على خاصرة جبهة باردة منذ زمن طويــل،وثالث تلمح فــي عينيــه نظرة ذئب يتــأهب لينقض علــى فريسته،وها هي فرصتـه المواتية فالقمـة في فلسفتـه وتقيَّته ليست إلا مديـة سيجهز بها على ضحيته التي أسلمت قيادها له.
ماذا فعلت قمة الدوحة ؟ هل فتحت باب الجهاد للمتعطشين في المظاهرات المليونيـة فـي بلــدان القمـة؟! أم تـراها استلت سيف خـالــد وصـلاح الديـن وذوالفقـار وأعلنـت النفيـر وأدارت دبابـاتـهم محركاتــها وركب طيـاروهم صهوات طائراتهم وهم ينشدون ( جيناكِ يا غزة )،ويبقى سيل الأسئلة يـرنُّ فـي الأذن عن مبـرر التطبيـل والتزميـر لهـذه القمـة التـي تمخضـت كثيـرا وعسيرا فولدت لنا نكتة اسمها(تجميد العلاقات مع الدولة الصهيونية) ،فيا له مـن مخاض عسيــر،ويـا لـه من مولـود بائس مـرتجف لـم يقـوَ أن يصـرخ صرخة الحياة المعتادة.
ولمـن لا يعرف فإن القمـة عُقدت فـي مكان يُمكِّن الوفود من سماع هديـر الطائرات التي تقلع وتهبط فـي قاعـدة ( العديد ) سيئـة الذكـر،وربما بعض الطلعات لطائرات أمريكية تغادر أرض قطـر العزيـزة متوجهة الى أرض العدو( اسرائيل ) تحمـل اليـهم بعض الهدايـا من قنابـل الفسفــور الأبيـض لتزرعها دولة الشر في سماء غزة ، ومن ثم تعود الطائرات الى سماء قطر وعليها قطرات من دماء أطفال غزة ،فيهدأ هدير محركاتها ليفسح المجال لرجال الممانعة لوضع قراراتهم أو خطاباتهم وشعاراتهم ، ليرموها بغضب في وجه اسرائيل مع إشارة نصرٍ تلفزيونية.
وعـودة الى (العديد) فقد كانت هذه القاعدة المنصة الأكبرللعدو الأمريكي لضرب العراق للقضاء علـى مقدراته وبنيته التحتيـة تمهيـدا للإجهاز علـى قيادتـه الشرعيـة ووجهـه العربـي،وهـذا ما كان،ومن قطـر العزيـزة،ومــن دوحة العرب التي لبستْ اليوم ثوب الممانعة والرفض ، أو لعلها أُلبستْ هذا الثـوب بعد أن سلكت مع السالكيـن في طريـق النضال الايرانـي الـذي تقوم معادلاته على القتال حتى آخر رجل بشرط أن لا يكون شيعيا أو ايرانيا.
إن مفهوم سيـادة الدولة تعرفه قطـر جيـدا،فمن يشعر أن جلده العربي قـد مسَّه أذى يستوجب أن يغضب له ،فعليه أن يُبادر الى تطهيرأرضه أولاً من قواعـد الاحتـلال،وبعد أن يتيـقن أنـه توضـأ بمـاء السيـادة والإرادة،عنـدها سيكون صادقا لو أعلن عن نفسه ممانعا،أما قبل هذا،فإن ذلك سيعتبر نكتـة سمجة لن يضحك عليها إلا متآمر.
ولن يفسر ما حدث في قطـر تحت اسـم الإجتمـاع التشاوري،أو ( اجتماع غزة ) إلا محطـة جديـدة من محطات التـآمرعلى هذه الأمة عندما أُعطيت الشرعية لإيران للتدخل في الشأن العربي،وهي الدولة التي انكشف تآمرها عربيا وإسلاميـا وبإعتـراف ساستها عندمـا قـال أحدهـم لولانـا لما سقطت افغانستان ولولانا لما سقط العراق ،وهي ذاتها من يرفض وبشكل قاطع أن يُسمى الخليج إلا بالفارسي،هذا الخليج العربي الذي تربضُ قطرعلى إحدى ضفتيه،وهي ذات الدولة التي ما زالت تحتل الجزر العربية وترفض مجرد الحديث عنها، فكيف لنـا بعد هذا القـول : أن ثمة قمـة عربيـة قد عُقدتْ في قطـر؟! فما رأينـاه وتابعنـاه قمـة ايرانيــة بكـل تفاصيلها دُعــي لها للزينـة والتزويق بعض الممانعين القدماء أوأنجالهم،وآخرين لا يعلمون لماذا أتوا؟.
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
17-01-2009 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |