حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 10166

تجار يستغلون شهرة الألبان الجرشية بغشها لتحقيق الأرباح

تجار يستغلون شهرة الألبان الجرشية بغشها لتحقيق الأرباح

تجار يستغلون شهرة الألبان الجرشية بغشها لتحقيق الأرباح

29-02-2020 01:14 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - تواجه صناعة الألبان الشهيرة والمتميزة في محافظة جرش، مع زيادة الطلب الكبير عليها وسط نقص كميات الحليب، وارتفاع مدخلات إنتاجها، خطر استغلال هذه الشهرة بغشها من قبل بعض التجار الجشعين لتحقيق أرباح طائلة.

ويزيد عدد معامل الألبان بمختلف أشكالها في قرى وبلدات المحافظة كافة على 75 معملا عاملا، تصنع فيها مختلف منتجات الألبان، ما يزيد من نشاط تسويق المنتج والحركتين السياحيتين الداخلية والخارجية بالمحافظة، نظرا للسمعة العريقة والقديمة التي يتميز بها المنتج.

وتعد هذه المعامل الملجأ الأهم للجمعيات الخيرية والمؤسسات الأهلية والسياحية لتوفير مصادر رزق ثابتة، تغطي نشاطاتها وتكاليف العمل فيها من خلال البيع في مهرجانات حيوية، مثل مهرجان اللبنة الجرشية، الذي يقام سنويا منذ 3 أعوام في محافظة جرش.

لكن مستهلكين من زوار وسكان محافظة جرش بدؤوا في الأعوام الأخيرة الشكوى من غش بعض منتجات الألبان، التي تزدهر الحركة الشرائية فيها بالعادة مطلع كل عام وحتى نهاية الربيع، وهي فترة إنتاج حليب الأغنام.

وزاد الطلب، في الآونة الأخيرة، على شراء الألبان ومشتقاتها في محافظة جرش من قبل مواطنين في العديد من مناطق المملكة لإرسالها إلى ذويهم وأصدقائهم المغتربين في مختلف دول العالم، بسبب جودة المنتج، خاصة اللبنة الجرشية ووفرة كمياتها وانخفاض أسعارها.

وبدورها، قالت الحاجة سعاد العجارمة، إنها اعتادت على شراء مونة بيتها من الألبان ومشتقاتها سنويا من محافظة جرش في هذا الوقت تحديدا، الذي تصنع فيه أجود أنواع الزبدة والسمنة البلدية والجبنة بمختلف أنواعها واللبنة التي تخزن بزيت الزيتون.

لكن العجارمة، وحسب ما تقول، تفاجأت بأن اللبنة التي توضع بالزيت غير قابلة للحفاظ على شكلها وتذوب مباشرة، فيما يتميز طعمها بحموضة كبيرة، مما أثبت لها، بحكم خبرتها التي لا تقل عن 25 عاما في تخزين مونة بيتها طوال العام، أنها مغشوشة رغم أنها اشترت كميات بمبلغ لا يقل عن 50 دينارا.

وتحدث راكان الصمادي عن تجربته في موضوع غش الألبان التي ابتاعها من محافظة جرش، مشيرا الى أنه يقوم سنويا بشراء الألبان ومشتقاته لأقاربه في عمان لجودة صناعتها في محافظة جرش، فضلا عن شحن كميات منها لبعض الأصحاب والأهل في دول الخليج العربي.

وأكد الصمادي أنه، وبعد شحن كمية من منتجات الألبان عبر الطيران لمدة ساعات قليلة، أصبحت برائحة وطعم وشكل يختلف عن مواصفاتها وقت الشراء، مشيرا الى أنه اشترى بما قيمته 200 دينار، لكنه تم إتلافها جميعها وخسارة ثمنها، فضلا عن خسارة أجرة إرسالها بالطيران.

وثبت للصمادي، أن المنتجات التي ابتاعها من أحد محال الألبان في محافظة جرش على الطريق العام كانت مغشوشة، على الرغم من أنه يشتري هذه المنتجات من محافظة جرش منذ أعوام عدة من المحل نفسه، لكنها اعتاد أن تكون بجودة ونوعية عالية جدا ومميزة.

ويؤكد الحاج عيسى قعوار، أن سكانا في جرش بدؤوا يلجؤون لشراء الألبان ومشتقاته سنويا من البيوت وليس من المحال التجارية لضمان عدم غشها، لاسيما وأنهم يثقون بمنتجات السيدات في منازلهن أكثر من المحال التجارية، التي تتفنن في طرق الغش والتلاعب بالمقادير.

وقال قعوار، إن المئات من الأسر الجرشية تعتاش على تربية المواشي في حدائقها والاستفادة من منتجها من الحليب لتصنيعه وبيعه يدويا، ضمن المشاريع الريادية للأسر ذات الدخل المحدود.

وأشار الى أن سكان كل حي من أحياء بلدات جرش يعتادون على شراء مستلزماتهم من سيدة واحدة في الحي بسبب معرفتهم نظافة وجودة منتجاتها، لاسيما في تحمل أوقات التخزين وعدم تغير طعمها أو رائحتها بعكس منتجات بعض المحال التجارية.

ويعتقد قعوار، أن ظاهرة غش اللبن بدأت تظهر تدريجيا هذا العام في جرش، على خلاف الأعوام السابقة التي وصلت فيها شهرة الألبان الجرشية إلى كل محافظات المملكة ودول العالم.

وبدوره، أكد مربي الثروة الحيوانية عزمي فريحات، أن إنتاج الحليب من الماعز والغنم يبدأ من شهر كانون الأول (ديسمبر) وحتى نهاية نيسان (ابريل)، وهي الفترة التي تستغل في صناعة الزبدة واللبنة والجبنة، بالإضافة لصناعة اللبن بمختلف أشكاله وأصنافه والسمنة البلدية.

وأكد فريحات أن تغذية المواشي بالأعشاب الطبيعية تزيد من كمية إنتاج الحليب ونوعيته وجودته، وتحمي المواشي من الأمراض، غير أن عدم نمو المراعي لغاية الآن بشكل غير كاف، يقلل كمية الحليب التي تستخدم في صناعة الألبان ومشتقاته، وهو ما يجبر أصحاب محال ألبان على غش اللبن ومنتجاته، واستخدام الحليب المجفف تجنبا للخسائر.

وقال فريحات، إن كمية إنتاج الحليب ما تزال متواضعة، مقدرا أن إنتاج 100 رأس من الماعز لا يقل عن 100 كيلوغرام حليب في اليوم الواحد في الظروف الطبيعية وبعد نمو المراعي، غير أن الإنتاج 100 رأس لا يتجاوز حاليا الـ20 كيلوغراما من الحليب في اليوم الواحد.

وبدورها، أكدت أم صفاء العياصرة، وهي تعمل في صناعة الألبان ومشتقاته منذ أكثر من 17 عاما وتدير حاليا معملا بذلك، أن طرق غش الألبان متعددة وكثيرة ويصعب على المواطنين تمييزها لقلة خبرتهم في صناعة الألبان، غير أن ظاهرة الغش تزداد الآن لزيادة الطلب على الإنتاج، وقلة كميات الحليب وصعوبة الوضع الاقتصادي لأصحاب المهنة وارتفاع تكاليف العمل ومدخلات الإنتاج.

وتشرح الخمسينية أم صفاء العياصرة، أولى طرق غش منتجات الألبان، وهي خلط الحليب السائل مع حليب بودرة عن طريق أجهزة تجانس خاصة، مشيرة الى أن هذه الأجهزة تحدد كمية الحليب التي يجب أن تخلط لضمان صناعة ألبان جيدة ولا تفسد بسرعة وتتحمل السفر أياما عدة.

وأضافت أن هذه الطريقة تضمن توفير الإنتاج وبيعه خلال فترة الحركة النشطة للبيع، مشيرة الى الطريقة الثانية وهي خلط اللبن مع مادة النشا لزيادة كثافته ووزنه وضمان تجانسه وبيعه بالسعر نفسه، فيما الطريقة الثالثة في الغش، وفقا للعياصرة، تكون بخلط حليب البقر مع حليب الماعز والغنم، وذلك لتوفر حليب البقر بثمن أقل من حليب الغنم، ثم يباع على أنه حليب غنم وغير مخلوط.

وأكدت العياصرة، أن جميع مشتقات الألبان قابلة للغش، مشيرة الى أن طرق التعرف على المنتجات المغشوشة سهلة وتتمثل في اللون؛ حيث يكون لون اللبن المغشوش شديد البياض أو قوامه مطاطيا، فيما تأخذ اللبنة المغشوشة شكل الكرة عند وضعها في الزيت، في الوقت الذي تتفتت فيه الجبنة المغشوشة عند غليها بالماء الصافي.

وتعتقد العياصرة، أن بعض التجار بدؤوا بغش منتجات الألبان، بعد شهرتها الواسعة في محافظة جرش تحديدا وزيادة الطلب عليها من زوار من خارج المحافظة ومغتربين وعرب وأجانب، فضلا عن طلب كميات وفيرة لتزويد المحال التجارية بالمحافظات الأخرى والعاصمة تحديدا.

إلى ذلك، قال مدير صحة محافظة جرش الدكتور أحمد القادري، إن عدد معامل الألبان مرتفع في محافظة جرش ويزيد على 70 معملا، مشيرا الى أنها موزعة بين مختلف القرى والبلدات.

وأضاف القادري أنه يتم مراقبة هذه المحال ومتابعتها على مدار الساعة من قبل مراقبي الصحة للتأكد من نظافتها وجودتها وصلاحيتها، لاسيما وأن مادة اللبن ومشتقاتها تتعرض للتلف السريع ومدة صلاحيتها لا تتجاوز أياما عدة.

وأكد القادري أن مديرية الصحة تتلف بشكل شهري كميات من الألبان المغشوشة، مشيرا الى أن أبرز طرق الغش هي خلط اللبن بمادة النشا التي يستطيع مراقبو الصحة، بحكم خبرتهم، اكتشاف ذلك عن طريق العين المجردة من خلال كثافة اللبن وطعمه وقوامه، ويتم بعدها إرسال عينة لمخبرات مديرية الصحة والتأكد من الغش وإتلاف الكميات المغشوشة.

وأضاف أنه وفي حال ثبت غش الألبان يتم تحرير مخالفة بحق التاجر أو تحويله للقضاء أو إغلاق المحل، بالإضافة إلى إتلاف المغشوش.

وبين القادري أن محال الألبان يجب أن تكون ذات خصوصية، من حيث المواصفات والشروط الصحية والمعدات المستخدمة ومدى سلامتها وصلاحيتها، خاصة وأن الألبان من المواد الغذائية الحيوية التي يحتاج إليها المواطنون بشكل يومي وتتعرض للتلف سريعا، عند تعرضها للعوامل الجوية المختلفة.

إلى ذلك، أكد مدير زراعة جرش الدكتور عماد العياصرة، أن سبب تميز محافظة جرش بصناعة الألبان ومشتقاتها هو أعداد المواشي والأبقار الموجودة فيها، وزيادة عدد مربي الماشية من أرباب الأسر، فالمستهلك يثق دائما في نظافة وجودة المنتج الذي يخرج من المنازل.

وقال إن محافظة جرش من المجتمعات القروية وتعتمد على تربية المواشي في توفير مصادر رزق إضافية وأساسية، فضلا عن موقعيها الاستراتيجي والسياحي وقربها من جميع المحافظات، ونشاطها السياحي على مدار العام.
وأضاف العياصرة أن سبب تميز صناعة الألبان في محافظة جرش هو نوع التغذية التي تقدم للمواشي، وهي الأعشاب الطبيعية التي تزيد بدورها من جودة ونوعية المنتج.

وبين العياصرة، أن عدد الماعز والضأن في جرش حتى نهاية العام الماضي قد بلغ 65050 رأسا، فيما هناك 1632 رأسا من الأبقار.

وأوضح أن مديرية الزراعة عملت على تحصين هذه المواشي بـ116490 جرعة خلال العام الماضي، مشيرا الى ترخيص 97 مزرعة دواجن و11 مزرعة أبقار و3 مزاع أغنام و5 مناحل في المحافظة.

وأكد العياصرة أن معامل الألبان تقوم باستخدام الحليب المنتج في جرش وشراء كميات كبيرة من المحافظات الأخرى القريبة لتغطية الإنتاج الضخم في المحافظة التي تتميز بصناعة الألبان وتسويقها.
الغد


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 10166

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم