حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 576

منعطف خطر ومرحلة صعبة

منعطف خطر ومرحلة صعبة

منعطف خطر ومرحلة صعبة

26-02-2020 09:14 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

منذ ان فتحت عيوننا على الدنيا وبدأنا ندرك القليل مما حولنا , اذكر اننا هربنا الى السهول والتلال المحيطة واختبأنا بين الصخور والوديان وكانت الطائرات اليهودية كما كان متداولا تروح وتغدو في السماء ولا نسمع الا صوت الانفجارات لا نعرف اين وكانت الطائرات تطير على ارتفاع منخفض وحسب الناطق الرسمي للمجموعة الهاربة من النساء والاطفال ام عصام ( رحمها الله ) وهي اشجعهن كانت تقول ان الطيارون لا بد انهم شاهدونا ولكن لا يريدوا قصفنا او قتلنا وهي تحلف يمين على ذلك وانها متأكدة وكنت اتساءل في نفسي لماذا يريدون قتلنا ولم نفعل شيئا ولماذا نحن هاربون من بيوتنا ؟! بعد عدة ايام من الحرب سمعنا ان اليهود احتلوا فلسطين وعدة ايام اخرى واذا ببعض العائلات الفلسطينية جاءت للإقامة مؤقتا بيننا حتى يتمكن العرب من استعادة فلسطين وهم يحملون البقج وقليل من المتاع لانهم غادروا على عجل وايضا لانهم عائدون بعد عدة ايام حسب قناعاتهم وحسب ما افهمونا وراينا مفاتيح الدور التي كانوا يحرصوا على عدم اضاعتها ليتمكنوا من فتح دورهم عند العودة القريبة ........, الأنكى أيام قليلة أخرى ومع أول عيد صدر قرار أو بيان يطلب فيه من المواطنين عدم الاحتفال بالعيد ويقتصر العيد على أداء الشعائر الدينية والزيارات العائلية !!!!! وكأننا كنا نحتفل بالعيد سابقا بإقامة الحفلات والغناء والرقص والرحلات , لم يكن العيد الا حبة من الملبس ( الحلو ) وبعض التعاريف المحدودة نصرفها في المراجيح او شراء مسدس وكان اسمه فرد توتو ونلعب به عسكر وحرامية اما ومنع الاحتفال فقد حرمنا بعدها من التعاريف وعدنا الى الالعاب المجانية مثل الخباوة , وحيد ورور , والشقله , وكانت هذه اول مرحلة خطرة مررنا بها في الصغر , وبعد حين من الزمن ادركنا انه كان هناك ما يسمى نكسة او نكبة او هزيمة ال 67 او حرب الايام الستة ولغاية الآن حسب علمي لم يتفق العرب على اسم موحد لها كعادتهم في الخلاف والاختلاف , وبعدها احداث ايلول ثم حرب رمضان ثم هدأت الامور وصار هناك محادثات سلام واتفاقية سلام , واكتشف البترول في دول الخليج وبدأت النهضة والاعمار عندهم فكان لا بد من الاستعانة بالدول العربية المجاورة بسبب خبراتها وقدمها كدول راسخة , في الفترة ما بين منتصف السبعينات وحتى عام 88 كان هناك شبه استقرار وازدهار في المنطقة والاردن بشكل خاص وسافر الاردنيون الى الخليج للعمل من خلال التعاقد الشخصي او من خلال الاعارة عن طريق الحكومة أو أسطول النقل اثناء الحرب العراقية الايرانية فصارت المصاري حبطرش في السوق الاردنية وبين ايدي الاردنيين وانتشرت الدشاديش وسيارات المرسيدس والمازدا وانتشرت حفلات البذخ في الاعراس والمناسبات الاجتماعية الاخرى وكل ذلك بجهد الاردنيين وكد يدهم وعرق جبينهم وكانت الرواتب في اسوأ حالاتها في تلك الايام بالرغم من الاموال التي كانت تغدق على الاردن مثل الرز على اعتبار ان الاردن يقف على اطول خط للمواجهة مع العدو الاسرائيلي , الا ان المواطن لم يصرف له قرشا واحدا من خلال الرواتب او المكافآت من الحكومة زيادة على راتبه الهزيل حينها , وعندما زيدت الرواتب مرة او مرتين لم تكد الدنانير تصل عدد اصابع اليد , واستمر ذلك حتى عام 88 واكتشف الاردنيون والذين اصيبوا بالصدمة ان الاردن مديون ولا يملك المال وانهار سعر الدينار ولابد من رفع سعر الخبز تصوروا انهم لم يجدوا مادة للرفع الا الخبز الذي هو قوت المواطن اليومي واطفاله فحدث ما يسمى بهبة نيسان , ثم بعد ذلك تم الاعلان عن عودة الحياة الديمقراطية فكانت احدى المراحل او المنعطفات الخطرة التي مر بها الاردن , من هنا جاءت هذه المصطلحات , لا بد ان جميع المواطنون لاحظوا ان الحكومات المتعاقبة استخدمت مثل تلك المصطلحات لتمرير اي قرار او مشروع ما , فمنذ التسعينات ونحن نسمع في كل خطاب مصطلح مختلف حسب نوع القرار أو قانون الجباية القادم , فمثلا اننا نمر بمنعطف خطر , او ان المرحلة صعبة او خطرة , الموازنة تمر بأزمة أو الموازنة صعبة , أو ان الاردن يواجه تحديات كبيرة ,او ان الاقليم ملتهب , أو ان الظروف غير مناسبة , او ان هناك منعرجات صعبة على الطريق , او ان المنطقة تمر بظروف استثنائية , او العالم يمر بأزمة اقتصادية ولا بد من شد الاحزمة , وهكذا مثل هذه المصطلحات الكثير التي قد لا اتذكرها الآن ويذكر المواطنون غيرها , اخي المواطن فكلما سمعت مثل هذه المصطلحات اعرف ان قيامتك سوف تقوم قريبا وان هناك ضرائب جديدة ورفع اسعار للسلع جديد .
ولا بد من التعريج على خطباء المساجد فاغلب الخطب التخويف والتهديد للمواطن بعذاب القبر والشجاع الاقرع وغيرها من الاهوال وكأن الحكومة ورجالاتها غير معنيون بتلك الاهوال, ولم يعد يعرف المواطن من اين سيتلقاها فوق الارض ام تحت الارض وحتى الشيوخ لا يتركوا المواطن حتى بعد موته يسيروا خلفه حتى دفنه تحت التراب ويلقوا خطبة عليه وعلى الجمهور الحاضر بما معناها انك الآن تمر بمرحلة خطرة ومنعطف خطير وتحديات كبيرة ولا بد لك من اجتيازها ان اردت ان تنجو بجلدك ...... فيا جماعة الخير مشان الله ما هو الحل وأين المفر ؟! .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 576
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم