حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 710

الطويسي: السياسة الأردنية وازنت بين الأصالة والمعاصرة

الطويسي: السياسة الأردنية وازنت بين الأصالة والمعاصرة

الطويسي: السياسة الأردنية وازنت بين الأصالة والمعاصرة

08-02-2020 02:18 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - قال وزير الثقافة د. باسم الطويسي: إن العولمة لا يمكن اعتبارها شرًا مطلقا ولا خيرا
مطلقا، بل مثلت فرصة للإفادة من التكنولوجيا والأفكار الجديدة والمعلومات التي

أنتجتها حقبة العولمة، لافتا إلى أن الدولة الأردنية في عهد جلالة الملك عبداالله الثاني
أفادت من العولمة بانتهاجها سياسة متوازنة بين الأصالة والمعاصرة.
وأضاف الطويسي في المحاضرة التي ألقاها في كلية القيادة والأركان بعنوان: «العولمة
الثقافية..التحدي والاستجابة في النموذج الأردني» بحضور آمر الكلية وعدد من الضباط
وهيئة التوجيه ومنتسبي الكلية من الضباط الأردنيين والعرب أن الأردن الذي دخل مئويته
الثانية على تأسيس المملكة شكل أنموذجا رشيدا للإفادة من العولمة وفرصها، وفي
الوقت نفسه كان مرنا وتجنب أخطارها بحكمة قيادته التي حظيت باحترام العالم
وتقديره.
وبين الطويسي أن الأردن استثمر في رأس المال السياسي والثقافي ضمن ثنائية
الاستثمار والاستقرار، والذي انعكس بوضوح في الخطاب السياسي والثقافي والأخلاقي
ضمن منظومة قيمية ثقافية توازن بين قوة المجتمع وقوة الدولة، مستدركا أن الأردن قدم
أنموذجا رشيدا من خلال النظر للعولمة بوصفها ظاهرة تنطوي على التحديات والفرص.
واستعرض الطويسي ظاهرة العولمة ومفهومها تاريخيا، معرجا على أبرز منظريها
وتحولاتها وخصائصها، مبينا أن العولمة تمثل مرحلة تاريخية لتطور أنماط الإنتاج وعلاقاته،
وأن مفهوم العولمة يرتبط بالمنظور المعرفي للمعالجة التي ينطلق منها الدارس
للظاهرة، مميزا بين الاتجاهات المختلفة التي أيدت فكرة العولمة والتيارات التي وقفت
ضدها، لافتا إلى أن موقف الأخيرة تأسس على ما رأوا أن العولمة تهدد الدولة الوطنية،
وتمحو الهوية القومية وتخلخل اقتصادياتها.
واستعرض الطويسي النموذج الأردني في التعامل مع العولمة، مبينا كيف طوّر الأردن
استجابة رشيدة وحكيمة ومنهجية في التعامل مع الظاهرة، خاصة وان العولمة تتداخل
مع كل مناحي الحياة، وهي بحكم ارتباطها بالتقنيات الجديدة والمعلومات والسلوك
فهي ترتبط بالثقافة، مؤكدا أن العولمة الثقافية هي الحلقة الوسطى أو الوسيطة
للعولمة الاقتصادية، وأن العولمة الاقتصادية لا يمكن أن تتم دون العولمة الثقافية، مدللاً
على ذلك بفكرة التنميط الثقافي الذي تلجأ له العولمة وينعكس على السلوك بشكل
«استهلاكي».
وبين الطويسي إن العولمة في أحد جوانبها تمثل جزءا من «القوة الناعمة» وفي جزء
منها يتمثل في القوة الثقافية بروافعها الإعلامية والدرامية والسينمائية ومختلف الحقول

الفنية والأدبية، وهي تشكل جزءا من الحروب الجديدة عن طريق الإعلان والشائعات.
ولفت الطويسي إلى أن كثيرا من وعود العولمة قد خفتت، وأن من كان يدافع عنها قد
تخلى عنها مع دخول القرن الواحد والعشرين الذي تراجعت فيه سياسات الانفتاح لصالح
السياسات الحمائية، مشيرا إلى أن اتجاهات العولمة لم تعد تسير بخط مستقيم من
«المركز الغربي» للشرق، بل أصبحت في خطين متقابلين، مستدركا أن الكثير من
المجتمعات وجدت في العولمة فرصة ثقافية لنمو الهوية الوطنية.
وخلص الطويسي إلى أن الفرصة تكمن في الطريقة التي طورت فيها المجتمعات والدول
الاستجابة لتحديات التحولات العالمية وتحديدا من المنظور الثقافي، وكيف وفرت ثورة
الاتصال وتكنولوجيا المعلومات المزيد من الفرص لكي يكتشف العالم المتحضر أن عالمًا
آخر موجودا وله حقوق ثقافية وكيف تعبر الأقليات عن ذاتيتها.
وركز الطويسي على الأنموذج الأردني للتعاطي مع ظاهرة العولمة ضمن سياقي التحدي
والاستجابة، الذي أشار فيه إلى ذهاب الأردن للاستثمار السياسي الثقافي من خلال المواءمة
بين الأداء والخطاب الذي قدم أنموذجا رشيدا مستفيدا من الفرص التي قدمتها العولمة،
مشيرا إلى أهمية أعادة التفكير في الأولويات الوطنية التي من شأنها الارتقاء بالحالة
الثقافية والوعي الاجتماعي بتعزيز فهم معاصر للهوية الثقافية الوطنية، والانتقال من
التركيز على النخب في العمل الثقافي إلى المجتمع أي «الثقافة المجتمعية»، وإدماج
الشباب في الفعل الثقافي والعم? على اكتشاف المواهب والموهبين من الشباب
الأردنيين وتوفير منصات لعرض إبداعهم، وإدماج الثقافة في التكنولوجيا الرقمية.
داعيا إلى نشر ثقافة الأمل والايجابية وتجاوز السلبية والاهتمام الايجابي بالشأن العام،
ودمج المجتمعات المحلية في الفنون وحركة الإبداع والابتكار الثقافي، الاستثمار في
الثقافة، وتنمية الصناعات الثقافية وحمايتها، وحماية وتوثيق الذاكرة الوطنية.
ودعا الطويسي خلال المحاضرة إلى الاهتمام بالثقافة الإعلامية والمعلوماتية، وتطوير
الوعي بالمسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص وتمويل الثقافة وحوكمة الثقافة التي تعني
توفير ضمانات لتحقيق السياسات والأهداف المرسومة لاتخاذ قرارات سليمة ورشيدة تمكن
من تحقيق تنمية ثقافية شاملة ومستدامة، تربط السياسات التنموية بالسياسات
الثقافية ما يتطلب تمكين المجتمع من حقوقه الثقافية وبناء المواطنة وتأمين مساهمة
كل الفاعلين بفرص متساوية.

وختم الطويسي: قد يكون من المبكر الحكم على أن مجتمعات العالم باتت تغلق الأبواب
مودعة حلم المواطنة العالمية، أي نهاية العالم المفتوح والشفاف كما نُظر له مع بدايات
تشكل النظام الدولي أحادي القطبية في بداية تسعينيات القرن العشرين الماضي، وأن
الموجة الحالية من الرهانات الجديدة المتمثلة بالانكفاء على الذات وعودة الشعبوية وبروز
الهويات المحلية واستعادة وهج القوميات والخروج من التكتلات السياسية والاقتصادية
الكبرى، والخروج من اتفاقيات التجارة العالمية والإقليمية وعودة سياسات الحماية
الاقتصادية وبدايات التخلي عن الق?ايا والاهتمامات الإنسانية المشتركة، كلها ما تزال
تحمل أعراض ظاهرة تاريخية كبرى غير واضحة المعالم، والواضح الوحيد فيها أن التغيير
يسبق التنظير وأن الكثير من هذه الظواهر تنتمي إلى عالم القرن العشرين


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 710

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم