حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 631

(بعد الحلم بلحظة) لأمل حسن: إشراقات تأملية

(بعد الحلم بلحظة) لأمل حسن: إشراقات تأملية

(بعد الحلم بلحظة) لأمل حسن: إشراقات تأملية

04-02-2020 02:43 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - في مقاربة الحلم مع موقف التأويل، تقف الشاعرة أمل حسن، في ديوانها «بعد الحلم
بلحظة»، الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، على عتبة الثنائية الشاهدة
على وجود لحظة محورية تتبعها الذات في إشراقاتها التأملية، إذ أنها تفتح أبواب الإحالة
الشعرية على كلّ ما يصادفها من أثر داخلي، لا تتقمصه فحسب، بل تراودهُ في سبيل

إنشاء بؤر ارتكازية تمرّ على بساطها الفكرة ومثيلاتها الخارجية.
الديوان الواقع في (165 (صفحة من القطع الوسط، وتزين غلافه الأمامي لوحة الفنان
والروائي محمود عيسى موسى، والذي تستهله استهلالاً وقتياً بقولها: «لطالما حدثني
صوتي بما ليس لي، فكان بعد ظلي بحلم»، يمرّ على باقة من المحاور أهمها محور
الاستدلال المعنوي كأن تقول: «شهية الوزر كالموت، يتبعها موت، فأي قلائد تكبح
عصيانك في الريح؟»، فكلّ ما ترسمه المخيّلة في بنية الرؤى يخرج عن كونه ظلاً بعد أن
تكون قد أخضعته لتمارين التأويل.
بين صفحات الديوان الذي تفاوتت معه القصائد بين النص القصير والتوقيعة، ثمة
تشكيل استنادي لفكرة الانزياح الشعري، فهي تمارس بفعالية كبيرة تفعيل دور المفردة
في بنية النص، جملة أو مقطعاً أو نصا كاملاً، فالمفردة لا تخضع إلا لقوانين الغواية
الشعرية حتى لو انسحبت من حدود سياقها الموروث، ومنها: «أول الغيث حروف، آخر
الحلم جروح، وغيرها».
يبدأ الديوان الذي يضم 68 قصيدة استعارت مناخات قصيدة النثر، منحازاً إلى عنوانه، إذ
تستهل صفحاته بقصيدة «حلم»، ثم التأرجح بين الشك واليقين في تأويل الوجهة
الشعرية، لتصل إلى مرادها بالبقاء على سور الحديقة وأسئلتها، فتتبع الداخل ومنازله
لتؤكد أن حصتنا من الليل العتمة، بين هذه المجريات يتصاعد الديوان بحثاً عن كل ما من
شأنه أن يؤثث عوالمه الخاصة.
يرى الشاعر والناقد د.عز الدين مناصرة في مقدمته للديوان، بأن الديوان يحتوي على
الكثير من الإشعارات التي ولدت من الانزياحات اللغوية، التي خلقت شفافية شعرية،
مؤكدا أن الشاعرة تجوس فضاءات واسعة من الخيال في حواراتها مع الذات والآخر، تطير
نحو الوجود، وتتعربش بأشجار غير مرئية في أعماق ذاتها، موضحا أن ديوانها الأول يحمل
مستوى جيدا في صعودها التدريجي نحو الأعالي لتصطف إلى جانب شعراء الحداثة
الشباب.
ويؤكد الناقد بشير شريف البرغوثي في كلمته على الغلاف الخلفي، أن كثافة الكلمات
والصور تدل على أن الديوان جاء وليد مخاض طويل من المراجعة والتنقيح، موضحا أن
الشاعرة تنتقي مفرداتها الشعرية بعناية، ويعينها على ذلك ما لديها من ذخيرة
معجمية وافرة تحرص على رفدها بشكل متجدد بما يمتن سداة ولحمة النص، وبما

ينبىء عن صوت شعري متفرد لا تحول فيه جزالة الألفاظ ووطأة ثقل المعاني من التحليق
على ارتفاعات متباينة قادرة على مخاطبة الوجدان الإنساني على اختلاف مستويات الوعي
فيه.
تقول الشاعرة في قصيدة «مكاشفة»: «حدّق ملياً، في خوائك الغزير، كلما عبر خواؤك الذي
يغريك بالموت، وانضو دخيلا على وجع العتبات الذي أورثتَ، تسكع في ردهاتك الكفيفة،
مساوما المواسم بهوسك الرجولي، لاهيا، مدّعيا نبوّة الغواية، متناسيا أنك طاعن العزلة،
تجهش بالمتاهة، وابرِ، حبالك كيفما يحلو لك».
وتقول في قصيدة «ذات أسى واحتراق»: «أعتذر، أعتذر لوطن يتسع، لحلم يصغر حتى
الرغيف، ليضيق بنا، يختنق مفجوعا، من هجرة أطياره ووأد الفاتحة، من حقيقة تعتليها
متاهات مفخخة، تتفتق من التواءٍ ضليلٍ لشرخ طويل


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 631

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم