حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,16 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3400

(سماء بيضاء) تشعل الأسئلة و(الصْبخة) تعاين الجندر و(رهين) تنشد الحرية

(سماء بيضاء) تشعل الأسئلة و(الصْبخة) تعاين الجندر و(رهين) تنشد الحرية

(سماء بيضاء) تشعل الأسئلة و(الصْبخة) تعاين الجندر و(رهين) تنشد الحرية

13-01-2020 08:57 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - تتواصل اليوم على المسرح الرئيسي في مركز الحسين الثقافي ومسرح الشمس في
العبدلي ومسرح هاني صنوبر في المركز الثقافي الملكي وقاعات فندق ريجنسي،

فعاليات الدورة 12 من مهرجان المسرح العربي الذي انطلقت فعالياته في عمّان مساء
الجمعة الماضي العاشر من الشهر الحالي (يوم المسرح العربي).
وكانت فعاليات المهرجان تواصلت أول من أمس بثلاثة عروض مسرحية (عرض من المسار
الأول وعرضين من المسار الثاني المنافس على جائزة القاسمي لأفضل عرض مسرحي
عربي)، وبجلستين تابعتين للمؤتمر الفكري المنعقد هذا العام تحت عنوان: «مساءلات
علمية وعملية لتجارب فرق وقامات عربية»، وبندوتين نقديتين تقييميتين وثلاثة مؤتمرات
صحفية.
بالعرض الجزائري «رهين» الذي قدم ضمن المسار الأول على المسرح الرئيسي في مركز
الحسين الثقافي، استهل المهرجان عروضه المسرحية لدورته الحالية التي يقام مساء
الخميس المقبل 16 الشهر الحالي حفل ختامها.
«رهين»: وللحرية الحمراء بابٌ
«رهين» التي كتب نصها محمد بويش (دراماتورغ) وأخرجها شوقي بوزيد، جابت فوق
منصة المسرح الرئيسي في مركز الحسين الثقافي أسئلة الراهن الجزائري.
مواطن عادي (أدى الممثل محمد الطاهر زاوي الدور الرئيسي في العرض) لا يملك من أمره
سوى الحلم، يجد نفسه (رهين) واقعه الذي يفرض عليه المفاضلة بين وطنه وبين حبيبته
(حورية)؛ فهو إما أن يدخّن (يحرق) لفافة تبغ تمثل الوطن، أو أن يدخّن (يحرق) لفافة تبغ
تمثّل معشوقته حورية. هكذا وضعه جلادوه بين خياريْن أحلاهما مرٌّ. دوامة صراع يصنعها
ما فرضه (أركان النظام) على مواطنهم المرتهن لإرادتهم المحاصر بقوانينهم الملاحقة
أحلامه وحاسوبه الشخصي وباقي خصوصياته من جهاتهم وعيونهم.
يراهن (الرهين) على صوت الجماهير خارج علبة محاصرته وقفص خنق حريته. ترتدي
حوريته له الأحمر القاني لون الحرية الحمراء في كل زمان وفي كل مكان. تتكاثف فوق
الركحة أقفاص المحاصرة. تصطف فوقها أيضاً أصنام لا تتحرك كما لو أنها أحجار فوق رقعة
شطرنج كونية. كما لو أن الزمن توقف لديها عند معادلة واحدة لا خيارات فيها ولا مفردات
غريبة مثل مفردة حرية على سبيل المثال، أو إرادة الناس وما إلى ذلك.
رغم الملاحقة المسعورة والضغط النفسي الجائر، يجد الرهين نفسه قادراً على إطلاق

صيحته: «هي الشمس مهما بقيت رهينة الشتاء، سيبدد نورها الغيم يوماً، وتزهر
سنوات القهر ربيعاً».
«سماء بيضاء»: دوامة الأسئلة
أي مقايضة تلك التي جاب احتمالاتها العرض التونسي «سماء بيضاء» تأليف وليد
الدغسني وإخراجه؟ أي حوارية ممكنة بين المرأة المتلحفة غطاء الليل السادر، وبين الرجل
(الهلامي) المعجون بالظلام والغبار، القابع في قاع الواقع الخشن؟ تلك بعض أسئلة
طرحها العرض الذي قدم على مسرح محمود أبو غريب (الدائري) في المركز الثقافي
الملكي ضمن عروض المسار الثاني في الدورة الحالية من المهرجان.
بسينوغرافيا زاهدة، وإضاءة رشح منها الأزرق كمعلم واضح، ومؤثثات تشبه ثكنة
عسكرية حيث (الكاكي) لون الفضاء الوحيد، وحيث لا صوف ولا قطن بل (خيش) يجعل
المشهدية بائسة والأفق مغلق والمشنقة جاهزة ومعدة لأن تتحول بحسب الأزمان
والثقافات وخيارات منفذي محنة الإعدام: يمكن أن تتحول إلى مقصلة، إلى عتبة للإعدام
بالسيف، ويمكنها أن تتحول حتى، إلى منصة خطاب كوني بليغ، أو خشبة من أجل
الصلب وأجل الصليب، أو مذبح القدر الذي لا بد أن يمرّ عليه الماء كي يستعيد طقوسه
المنسية. وفق هذه الاحتمالات جميعها، شكّل اقتحام امرأة جائعة متطلبة?مسكونة
بخشخشة عشب الأسئلة فوق حصى الطريق إلى الحقيقة، اللحظة الفارقة بين بني البشر،
وبين صنّاع بشريتهم.
اللافت في العرض التونسي الذي تجلّت حواراته بوصفها شرارة المواجهة الكبرى بين
الإنسان وبين قدرية مصائره، هو انفتاح الاحتمالات جميعها حول ماهية الرجل القابع داخل
ضبابية المكان: هل هو الفوقيّ الرابض فوق الإرادة وفوق المشيئة؟ هل هو الجلاد
المتقاعد؟ هل هو الوحش المنسيّ في سراديب فانوس قديم؟
بعض حوارات العرض تجيب عن بعض هذه الأسئلة: «الليل لي والنهار لي.. الخير لي والشر
لي.. الوقت لي والفراغ لي». هل يقحمنا العرض في متاهة الكهنوت؟ هل يود أن يخبرنا ما
الذي يمكن أن تفعله امرأة تبحث عن بذور خصبها فوق التلال وداخل كهوف العتمة
المشتهاة؟ هل يريد أن يصفعنا في أعمق نقطة داخل نُطَفِ الطمأنينةِ المخادعة؟
أعمدةٌ، سراديبُ ضوءٍ نَعوس، رَحى تدور ولا تدور، أداء اقترب من مسرح القسوة تسامت

بمعطياته الممثلة أماني بلعاج، تاركة تعابير وجهها تقول ما لم يقله النص، ورشاقة
تنقّلها فوق المنصة تُكمل الفراغات.
وكي تكتمل الأحجية يتناوب الممثل مع الممثلة دلالات التفاح بوصفه لعنةَ معرفة، ولحظةً
مُحَرَّمة، وشجرةً لا يكفي أن تَمْضُغَ مخرجاتها، بل ينبغي عليك أن تتجرّعَ مع كل قضمةٍ
لعنةً أخرى من لعنات السماء.
القرابين، صراع البقاء، المرأة عشتار أو تيريزياس أو عروس القربان الأخير، والاعتراف الغيْبيّ
البليغ: «لم أنكسر كما انكسرت اليوم ولم أنتصر كما انتصرت اليوم»، التحولات الكبرى
عند فحولة الخلق إلى أن تصير تلك الفحولة عطراً للورود. ويبقى السؤال، تبقى الأسئلة:
لماذا أتيتِ؟ هل متُّ ثانية؟ تسأل المرأة وتبحث عن أجنحةٍ أو عن بابٍ ممكنٍ للفِرار. فأي
أوراق مقلوبة تلك التي حملتها إلينا مسرحية «سماء بيضاء»؟ وأي بياض أوفى من بياض
الموت؟ وأي بؤس صنعه البشر بأرضهم؟ وأي سلاطين تركوهم يحكمون بأمرهم؟ ومتى
تشفى النفوس من دوامة ا?قصاص؟
«الصْبَخة»:شيزوفرينيا الجندر
بشجاعة لافتة يواجه الفنان والأكاديمي الكويتي د. عبد االله العابر مؤلفاً ومخرجاً لعرضه
«الصْبخة» تناقضات الرجل الشرقيّ الذي يندفع شاباً نحو آفاق الحب والهوى والهُيام، ثم
سرعان ما يرتدّ متخلِّفاً قمعياً متصلباً قاسياً عندما يتعلق الأمر بإنجاب (زوجته) للإناث،
فليس هو الذي ينجب الإناث! الرجل لا يفعلها، الرجل لا ينجب إلا الرجال!
بهذا المنطق المرضيّ الفصاميّ الذي ما يزال يستحكم هنا أو يستفحل هناك في شرقنا
اللعين، تطرح المسرحية التي شكّلت على مسرح هاني صنوبر في المركز الثقافي
الملكي، خاتمة مسك لعروض أول من أمس ضمن فعاليات المهرجان وعروضه.
بمدخل كرنفاليٍّ احتفاليٍّ يستقي ألحانه من الموسيقى الشعبية الكويتية الخليجية،
وكلماته من الشعر المحكيّ والنبطيّ، وضعنا العرض الذي أنتجته فرقة مسرح الخليج
العربي، منذ اللحظات الأولى في أجوائه. لحظة متوازية ولكنها على ما يبدو متناقضة:
لحظة الحب من فوق الأسطح بين مريم وعاشقها، ولحظة أخرى وقد فاز الحب بالزواج وأثمر
الزواج ولداً وبنتاً. فرح الزوج (هو في اللحظة الموازية العاشق الولهان الذي حارب وواجه
المصاعب كي يرتبط بمن أحب)، بمولوده الذكر ومنحه اسم والده (منصور)، وبفتور تلقى

خبر ما رزقه االله من مولودة أنثى.
وفق هذه الشيزوفرينية الفاقعة تتحرك مسارات العرض الذي أعد الدراماتورج له د. فيصل
القحطاني، وصمم ديكوره المهندس محمد الربيعان، وصمم أزياءه د. فهد المذن، وصمم
إضاءته عبد االله النصار، وألّف موسيقاه ومؤثراته الصوتية عبد االله البلوشي، ونفذ عبد االله
النصيري موسيقاه، ورسمت تهاني جمال مكياج ممثلاته وممثليه.
ممثلون شباب أدّوا بروح مفعمة أدوار المسرحية: سماح، يوسف البغلي، علي الحسيني،
عبد العزيز بهبهاني، آلاء الهندي، كفاح الرجيب ومنال الجاراالله.
الندوات
في ساعة متأخرة من ليلة أول من أمس انتهت الندوتان النقديتان التقييمتان حول
مسرحيتيّ «سماء بيضاء» التونسية و«الصْبخة» الكويتية. أدار المخرج الفلسطيني فتحي
عبد الرحمن الندوتين، وتحدث فيهما مخرجا العرضين، ودار نقاش حولهما.
صباحاً كان الفنان الأردني خالد الطريفي هو نجم الجلسة الأولى من جلسات المؤتمر
الفكري، حيث حملت تلك الجلسة عنوان: «السخرية والجروتيسك عند خالد الطريفي».
الجلسة التي أدارت فقراتها الفنانة أمل الدباس، تضمنت عرض فيديوهات توضيحية،
وتمريناً شارك فيه الحضور، وتأطيراً لمحتوياتها قدمه خالد الطريفي نفسه.
الجلسة الثانية من جلسات اليوم الأول من أيام المؤتمر الفكري، تضمنت شهادات حول
تجربة جماعة الفوانيس المسرحية، قدمها الفنانون: سهير فهد، نادرة عمران (شقيقة
الفنان الراحل نادر عمران أحد مؤسسي فرقة الفوانيس)، خالد الطريفي ومالك ماضي
(بوصفه شقيق الفنان الراحل عامر ماضي أحد مؤسسي فرقة الفوانيس). أدار الجلسة
الفنان حابس حسين.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 3400

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم