حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 9821

وزارة الشباب .. وزارة ترضية .. ام وزارة سيادية

وزارة الشباب .. وزارة ترضية .. ام وزارة سيادية

 وزارة الشباب ..  وزارة ترضية ..  ام وزارة سيادية

09-11-2019 08:03 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
لاحظنا في السنوات الأخيرة تغييرات سريعة لوزراء الشباب؛ حيث بلغ عدد الوزراء خلال سنتين خمسة وزراء لم يمكث بعضهم في الوزارة سوى بضعة أشهر؛ لم يتمكن خلالها موظفي الوزارة والأندية والمراكز الشبابية من معرفة الوزير والتعرف على إسمه وخططه وبرامجه حتى سرعان ما يتم تغييره دون مبرر او معرفة الأسباب؛ حتى أن الوزراء أنفسهم لم تتاح لهم الفرصة الكافية للتعرف على هموم ومشاكل وتطلعات الشباب؛ وطرح برامجهم وخططهم ورؤاهم لتطوير برامج هذا القطاع وتحديثها لتتوائم وتتواكب مع التغيرات العصرية بما يؤدي إلى تحصينهم بالعلم والمعرفة والثقافة والتقنيات الحديثة؛ وتعزيز الانتماء لديهم تجاه وطنهم. وكأن الوزارة أصبحت وزارة ترضية أو وزارة هامشية هدفها توزير او ترضية او تنفيع بعض الأشخاص بعينهم؛ على الرغم من أهمية هذه الوزارة التي تخدم أكبر وأهم قطاع شعبي ألا وهم الشباب؛ هذا القطاع الذي يمثل شريحة واسعة من المجتمع قد تزيد عن 60٪ من عدد سكان المملكة؛ لأن المجتمع الأردني وحسب الدراسات الإحصائيه مجتمع شباب؛ والكل يجمع على أهمية الشباب؛ وضرورة وأهمية العناية بهم لأنهم قادة الغد والمستقبل؛ وكما سماهم جلالة الملك عبدالله الثاني فرسان الغد.
إنني أرى أن وزارة الشباب هي وزارة سيادية وربما أهم من الوزارات السيادية؛ فإذا كانت وزارة الداخلية كوزارة سيادية هدفها الحفاظ على الأمن والنظام العام؛ فإن الشباب هم الأمن والنظام نفسه؛ فالشباب إما ان يكونوا مبدعين؛ ويساهموا في رفعة الوطن وتقدمه وأمنه واستقراره؛ أو يكونوا سببا في دماره من خلال الإنحراف والاتجاه نحو المخدرات والإرهاب والأفكار المتطرفة والمشاكل المجتمعية المختلفه؛ وبذلك يصبحوا لقمة سهلة وسائغة للحواضن والتنظيمات الفكرية والارهاببة المتطرفة اذا لم نحسن التعامل معهم.
ولا أعرف سببا لهذه التغييرات السريعة للوزراء؛ على الرغم انه تعاقب على الوزارة وزراء شهد لهم بالكفاءة والعمل الميداني والتواضع والتواصل المباشر مع كافة القطاعات الشبابية؛ وقدموا أفكارا ومبادرات ريادية وابداعية؛ وأذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر معالي بشير الرواشدة كنموذج للوزير الميداني الذي حقق نجاحا استثنائيا لاقى استحسان واحترام وقبول عند الشباب من مختلف مشاربهم؛ فطرح مبادرات شبابية غير تقليدية؛ منها الحورات المباشرة بين الحكومة والشباب من مختلف محافظات المملكة؛ وقدم الدعم لكافة انشطتهم؛ لكن يبدوا ان النجاح والابداع ليس له مكان أو تقدير عند الحكومات المتعاقبة. وفي المقابل هناك وزراء فشلوا في إدارة الوزارة وفي تقديم اي جديد للشباب.
لقد عانت وزارة الشباب تقلبات وتغييرات هيكلية على مدار العقود السابقة؛ بدءا من تحويلها إلى مجلس أعلى للشباب؛ مرورا بإعادتها لمسمى وزارة الشباب والرياضة؛ وانتهاءا بفصل الرياضة عنها وإعادة تسميتها بوزارة الشباب. علاوة على الوزراء والامناء ورؤساء المجالس الذين تعاقبوا على إدارتها؛ وهم ليسوا من ذوي والخبرة والكفاءة في مجال الشباب وإنما اسقطوا بالبرشوتات كجوائز ترضية.
لقد كان عقد التسعينات حافلا بالانشطة الشبابية المميزة ومنها برنامج الانصات للشباب بمبادرة من الأمين العام انذاك الدكتور ذوقان عبيدات التي تهدف للاستماع للشباب بدلا من التنظير عليهم ؛ واللجنة العليا التي شكلها معالي المرحوم طلال سطعان الحسن وكنت مقررا لها ممثلا للاندية الشبابية (ممثل نادي الشباب.. بناة المستقبل الأردني) ورئاسة الدكتور ذوقان وعضوية ممثلين لكافة الجهات المعنية بهدف وضع استراتيجية وطنية للشباب في ضوء إعلان لشبونه عام 1999؛ ومؤتمر الشباب الأردني الأول الذي عقد عام 1998 بتنظيم من نادي الشباب.. بناة المستقبل الأردني؛ بمشاركة "600" شاب وشابة من محافظات المملكة كافة تمثل الجامعات والأندية والمراكز الشبابية ومؤسسات المجتمع المدني المعنية بالثقافة والشباب؛ وتناول فيها القضايا التي نعاني منها الآن وهي البطالة وثقافة العيب؛ وقضية المخدرات. ولغاية تاريخة لم يتكرر تنظيم مثل هذا المؤتمر. وساهم بتنظيمه وانجاحه انذاك أصحاب المعالي حاليا أمجد العضايلة؛ بشير الرواشدة وكان نائبا لسمو رئيسة النادي؛ ومكرم القيسي؛ ومنار الدباس؛ ورامي الوريكات؛ وكنت مقررا للجنة العليا للمؤتمر. وقد حقق نجاحا غير مسبوق.
لقد حان الوقت لإعطاء هذه الوزارة وهذا القطاع الشبابي الاهتمام الذي يستحق؛ في ظل تنامي قضايا البطالة والفقر والمخدرات والمشاكل الاجتماعية المختلفه؛ وانتشار الفكر المتطرف؛ والتنظيمات الإرهابية. لتكون وزارة فاعلة؛ وتكليف من هو الاقدر على تطويرها من ذوي الخبرة والمعرفة في هذا المجال لتحاكي هموم الشباب وتطلعاتهم وطموحاتهم والتعامل معهم بمستوى قدراتهم ومهاراتهم الفكرية والمعرفية والتقنية المتطورة التي يتمتعون بها؛ بأدوات وأساليب متقدمة وحديثة وغير تقليدية وان يكون قريبا وجزءا منهم وليس وزيرا عليهم.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 9821
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم