حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 7711

بالصور .. ادفع الباب وادخل لترى كم غيّروا صفد

بالصور .. ادفع الباب وادخل لترى كم غيّروا صفد

بالصور  .. ادفع الباب وادخل لترى كم غيّروا صفد

17-10-2019 09:09 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - يعتبر سقوط صفد، مدينة الذوق المعماري الأنيق، أقسى نتائج نكبة فلسطين عام 1948، كونها المدينة الوحيدة التي اقتُلع منها سكانها الفلسطينيون الأصليون بالكامل.



بعد سبعة عقود من النكبة، مازالت 50% من بيوت صفد على حالها، محافظة على هويتها الفلسطينية والعربية، لم يمحُ زمن التهويد والطمس، الممتد منذ 71 سنة، الرسومات والشعارات المكتوبة باللغة العربية على مداخلها.




تصوير - جهاد أبو ريا

أجمع الرحالة والمؤرخون الذين كتبوا عنها، على سحرها وجاذبيتها، وبهاء المناظر الطبيعية المحيطة بها، ولا سيما في فصل الربيع، فهي غنية بالأشجار المزهرة، ويتحول جبلها "كنعان" خلال فصل الشتاء إلى لوحةٍ من زهر اللوز الأبيض أو المائل إلى الحمرة.

وفيها منطقة "الرجوم" الشهيرة بالأزهار البرية المتنوعة، وكذلك سفوح الجبال والتلال وامتدادات الوديان، وقد ذكرها الرحالة التركي أولياشلبي قائلاً: "بدت لنا حمامة بيضاء تتحفز للطيران".

هجِّر أبناء صفد إلى لبنان وسوريا، وقُدّرت أعدادهم منتصف الأربعينات بـ12 ألف فلسطيني. أما اليهود فقُدّروا حينها بـ2400 نسمة. واليوم، لا يوجد فلسطينيٌ يعيش في صفد، بينما يُقدر عدد اليهود فيها حاليًا بنحو 33 ألف ساكن.

تعددت المصادر التي تشير إلى عدد القرى التي كانت تتبع صفد قبل النكبة، لكن أكثرها دقة وبحسب مركز المعلومات الفلسطيني، أن 82 قرية تتبع صفد، 77 قرية منها تم هدمها وتهجير أهلها، ولم يبق منها إلا خمسة قرى، هي: طوبا، والريحانية، وعكبرة، والجش، وحرفيش.

مع حلول مساء 11 أيار/مايو 1948، أكملت ميليشيات البلماخ والهاغاناه الصهيونية عمليات التمشيط في صفد، فقتلت من قتلت، ورحلت من بقي من العجائز والمرضى، وبذلك أُسدِلَ الستار على عروبة المدينة. وربما كانت هذه المدينة أكثر المدن الفلسطينية تأثرًا بما أسفرت عنه النكبة، فقد خلت كليًا من أهلها العرب الذين شكلوا حينذاك 84% من مجموع السكان، وفق ما أورده مصطفى العباسي في كتابه، "صفد في عهد الانتداب البريطاني 1917-1948".

في كتابه "صفد عروس الجليل"، يكتب ظافر بن خضراء: "تعتبر صفد عاصمة الجليل الأعلى، قدر الدكتور سليمان أبو ستة عدد سكان صفد وقضائها الذين اقتلعوا منها عام 1948 بنحو 52300 عربي فلسطيني، وصل مجموعهم عام 2000 في المهاجر المختلفة إلى 340.730 فلسطينيا، تعود أصولهم إلى 78 قرية. كانت أهم حاراتها: حارة القلعة، حارة اليهود، حارة الأسدي، حارة الأكراد، حارة الصواوين، حارة الخضراء، حارة الرجوم، حارة الوطاة، حي آل قدورة، حي النصارى".

في شهر أيار/مايو 2014، أطلقت مخططة المدن والفنانة التشكيلية سعاد مخول، صرختها وصرخة صفد قائلة: "صفد من يكتب قصتك؟ المدينة خاوية من سكانها، 66 عامًا مضت، ولم يبق أحد يحرس الأطلال، لم يعد هنالك باعة في سوق المدينة والحوانيت.مآذن المدينة الخمسة، صامتة".

بحسرةٍ قاسيةٍ، تتنقل مخول بين البيوت والعقارات التي غيرت النكبة وما تلاها من استيطان واستيلاء، أسماءها وهويتها العربية الفلسطينية الأصيلة. تقول: "عددٌ كبيرٌ من البيوت في البلدة القديمة تحول إلى فنادق وبيوت للضيافة، بعض أسمائها مستوحى من طابع المكان والتوراة، وأخرى وهمية".


صفد - تصوير جهاد أبو ريا

وتتابع مخول، "بحوزتي مخططات المدينة من فترة الانتداب البريطاني،  أريد أن أرى الأحياء والمواقع كما كانت عليه، والمقارنة مع ما آلت إليه. الأحياء العربية التاريخية جزءٌ منها أصبح اليوم منطقة سياحية تعرف بحي الفنانين. وعمارة السرايا العثمانية هي المعلم التاريخي الأبرز ونقطة التقاء الأحياء العربية التاريخية، إلى الشمال الغربي منها تصل إلى مركز المدينة التاريخي، حيث السوق المركزي، وجامع السوق، والحي المسيحي وكنيسة السيدة العذراء، وعين الماء التاريخية (عين الزاوية)، والحمام التركي العام".


 

هذه التسميات غير موجودة اليوم، لن تجدوها على المخطط السياحي للمدينة. فجامع السوق أصبح يسمى "المعرض العام"، انتُزِع الهلال عن مئذنته وأصبح معرض فنون وبيت للفنانين، وكنيسة السيدة العذراء منزوعة الصليب كأنها ورشة بناء، وعين الماء تسمى اليوم "ساحة العين النائمة"، والحمام العام ومحيطه أصبح "بستان التماثيل".

تواصل مخول شرح تحولات المدينة على مدار عشرات السنوات من النكبة والاقتلاع، فالجزء الجنوبي الغربي من المدينة كان يسمى "حارة الوطاة"، وعلى طرفها الجنوبي يقع المسجد الأحمر، أو الخان الأحمر، وقبة بنات حميد من العصر المملوكي. أما المنطقة الشرقية ففيها حارتا الأكراد والصواوين، ومن أبرز معالمها جامع بنات يعقوب أو الجامع الشريف. هذه الأسماء تبدلت بأسماء دينية يهودية ولم يعد لها أثر.


لوحة فنية عن صفد - الفنانة سعاد مخول

عرائش العنب على أسطح البيوت تُذكّر بقرية البقيعة الجليلية، أطفالٌ يلهون في الأزقة ويتكلمون الفرنسية، ندخل دون استئذان إلى "حوش" أحد البيوت. في زاويته درجٌ جانبيٌ مغطى بأوراق أشجار التين والرمان المتبقية. نبدأ بالتقاط الصور، تخرج امرأةٌ من بوابة أحد العقود، تطلب منا بالفرنسية أن نترك المكان، أقول لها: "ظننا المكان عام لأن الحوش كبير والبناء متميز، لم تفهم قصدي، كلام غريب عليها وهي قادمة من فرنسا إلى صفد للتوحد والتأمل".

سقوط صفد

في القراءة عن كيفية سقوط صفد، ستجد عناوين مختلفة لاحتلال المدينة، أكثرها شيوعًا: "تسليم صفد"، ما يوحي أن المدينة تعرضت لمؤامرة في الأيام الأخيرة قبل التهجير، حيث لا تشير المذكرات الشخصية والسياسية لمن عاشوا اللحظة أو تابعوها بكتاباتهم، إلا لبعض المناوشات الخفيفة قبل الهجوم الأخير بأيام وساعات.

أبرز هذه "المناوشات"، مبادرة الهجوم على الحي اليهودي يوم 28 نيسان/إبريل 1948، وبعض الاشتباكات طيلة الشهر ذاته. سبقها هجوم البلماخ على قرية الخصاص في 18 كانون أول/ديسمبر 1947، وعلى سعسع في 14 شباط/فبراير 1948، وعلى قرية الحسينية في 12 آذار/مارس 1948، فيما يُعتبر احتلال قرية عين الزيتون في الأول من أيار/مايو 1948 بداية تهجير أهالي صفد.

اعتمد قادة البلماخ على دك المدينة براجمات "دافيدكا" لزرع الرعب في نفوس العرب، وبعد طرد السكان وخلال عملية التمشيط وُجِدَ في المدينة 137 مسنًا ومريضًا، المسملون منهم طُرِدوا إلى لبنان، والمسيحيون إلى حيفا.

يُبين المؤرخ العباسي، أن اليهود كانوا على أتم الاستعداد لمعركة صفد، حتى أنهم أجروا تمارين مسبقة أسموها "الحرب ما قبل الحرب"، في حين تأخر السكان العرب في هذا المجال، فقد عانوا سوء الإدارة والانقسامات، وحتى عندما وصلت قوات "جيش الإنقاذ" اختلفت مع قائد حامية صفد.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 7711

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم