حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 25768

( كَانوا هُنا .. !!! )

( كَانوا هُنا .. !!! )

( كَانوا هُنا  .. !!! )

14-10-2019 10:44 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
لكلٍ منّا قِصّتُه (أَو غَصّتُه) ..!! سَطّرَها (رغماً عنّا) أَلمُ فراق قريبٍ أَو صديقٍ أَو حبيب ..!! فَغَرسَ في قلوبنا خناجرَ مِن الآهات يُسمَعُ نَحيبُها كُلما حلَّت ذِكراهم، أو ذُكرَت أَسماؤهم مع نسماتِ شوقٍ قادمةٍ مِن تلك الأَماكنِ التي جمعتنا وإِياهم في أَيامٍ مَضَت ..!! فيهيجُ بأَرواحنا حنين الشوقِ والأَلمِ حين نتذكُر أَنهم (كَانوا هُنا ..!!) .

(رُبمَا) كُنّا نستطيع إسعادهم ولم نَفعَل ..!! (رُبمَا) كُنّا نستطيع زيارتهم ولم نَفعَل ..!! (رُبمَا) كُنّا نستطيع إِسماعهم كلمةً طيبةً ولم نَفعَل ..!! (قد) يكون مَرَدُّ ذلك أَننا لَم نتخيل ولو للحظة واحدة أَنهم سيغيبون عَنَّا بغمضةِ عين ..!! و (قد) يكون مَرَدُّهُ نَزعةٌ شيطانية تمكّنت مِن قُلوبنا قبل عُقولنا؛ فابتعدنا عنهم دونما سبب يستحق الذكر ..!! ، إِلَّا أَنَّه في جميع الحالات لابد لتلكَ الغَصَّةِ مِن أَن تُثير زوبعة دَمعَة ..!! فتُحاول إِضاءة الرَمادِ دون الشَمعَة ..!! .

استوقفني مقطع فيديو لرجلٍ تركي يروي قصته مع أَخيه حين كانوا صغاراً، بالوقت الذي كانَ يُعاني والدهُم مِن ضَنكِ العيش حين لَم يستطع شراء بناطيل لِكل أَبنائه كي يلبسونها حين يذهبون إلى مدرستهم ..!! فآثرَ تأَجيل شراء بنطال الصغير الذي لم يلتحق بالدراسة لوقتٍ آخر يستطيع فيه تأَمين ثمنه ..!! إلِّا أَن هذا الصغير حاول التَوسُل مِن أَخيه الأَكبر مِنه كّي يُعيره بنطاله ولو لوقتٍ قصير، كي يرى نفسه لابساً البنطال الذي طالما حَلُمَ بِلبسهِ طوال حياته ..!! وبعد توسُل وإِلحاح منه لأَخيه وافق أَخوه على أَن يُعيره بنطاله بعد قدومه مِن مدرسته في اليوم التالي ..!! إلِّا أَن الموتَ كانَ أَسبق منه لأَخيه ..!! فماتَ أَخوه الصغير وبقلبه لهفة وشوق للبس البنطال ..!! أَما الأَخ الأَكبر فصارَ يعيش أَلم ذلكَ الشعور الذي ظلّ يراوده كلما تذكَر تلكَ القصَّة حين لَم يقُم بإِعارة بنطاله لأَخيه بالوقت الذي طلبهُ منه؛ فحَرمهُ مِن هذا الحُلم إِلى الأَبد دون أَن يقصد ..!! .

الخُلاصة : حاول ما استَطَعت أن تكون سبباً في إِسعاد الآخرين (وإن كانوا أغراباً عنّك) ..!! كُّن سَبباً في جَبرِ خواطرهم لا كَسرِها ..!! فلربما في تلك اللحظة التي تَترددُ فيها في إِسعادهم أَو جبر خواطرهم؛ يكون (الموتُ) أَسبقُ مِنكَ لهم ..!! فتُثير في قلبك أَلف غَصَّةٍ حين تتذكر تِلكَ القِصَّة التي تقول أَنهم (كَانوا هُنا ..!!) .
===============
( فهد خشمان الخالدي )


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 25768
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم