حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 10010

الصلح خير .. ولكن .. !!!

الصلح خير .. ولكن .. !!!

الصلح خير   ..  ولكن  .. !!!

13-10-2019 12:06 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
الخلاف الحاد الذي اندلع بين وزير العمل ونائب معروف في وسائل الإعلام على قيمة راتب مدير عام المؤسسة العامة للضمان الإجتماعي، إنتهى على مأدبة عشاء أقامها نائب آخر كان على صلة بالقضية نفسها ذات يوم، وتم شرب القهوة العربية وتبويس اللحى وفق الطريقة الأردنية المعروفة في دفن الخلافات ولا نقول تسويتها، وعلى مبدأ لا غالب ولا مغلوب.
الملفت للإنتباه أن القضية التي شدت إنتباه الجمهور على مدى أكثر من يومين، والتي شهدت تبادلا لضربات تحت الحزام واستعملت فيها عبارات وتواصيف غير مألوفة في التخاطب والسجالات العامة، قد إنتهت سريعاً كأي خلاف شخصي قد ينشأ بين اثنين ضمن أسرة واحدة أو زميلين في مكان عمل واحد، رغم أن الموضوع قد أثير كقضية عامة استقطب فيها كل من "المتخاصِمين" لجانبه قطاعات واسعة من المهتمين والمتابعين، إنتهت القضية أو تم إنهاؤها دون حسم أو نتيجة واضحة، فكلا الرأيين على ما يبدو كان "صحيحاً" ....!!!!، من بدأ وقال إن قيمة راتب المدير تبلغ 21 ألف دينار كان يقول الصواب، ومن رد عليه بأن قيمة الراتب تقل عن ربع ذلك كان مصيباً أيضاً، وكأننا أمام جملة في اللغة العربية إختلف إثنان من النحاة في إعرابها وللخروج من المأزق مع تشبث كلٍ منهما برأيه كان الحل "يجوز الوجهان".
لا يهمنا في هذه العجالة أن نفصل في خلاف أعلن طرفاه في إحتفال مهيب إنتهاءه رسمياً، إلا أن القضية برمتها تمثل فرصة مناسبة لمناقشة دور نائب الشعب المنتخب وطريقة تعاطيه مع السلطة التنفيذية ممثلة بالحكومة مجتمعة أو مع أي وزير فيها في مجال تنفيذ مهام مجلس النواب الرقابية والتشريعية. مع غياب الكتل الحزبية عن مجلس النواب يصبح الأداء الفردي للنائب هو سيد الموقف، مما يفرض مسؤولية مضاعفة على النائب للقيام بواجبه في تمثيل الشرائح والفئات الشعبية التي أوصلته للمجلس وتحقيق احتياجاتها ومتطلباتها والدفاع عن مصالحها.
لا يتسع المقام ولا المقال لتقييم أداء مجلس النواب في دورته الحالية والتي لا تختلف كثيراً عن الدورات السابقة، إلا أن الملاحظ أن عدداً من النواب ينشط كثيراً في توجيه الرسائل من خلال وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي إلى الجمهور الأردني عامة وإلى قواعدهم الشعبية، من خلال نقد حاد ومستمر للحكومة وسياساتها، متكئاً على معلومات وبيانات قد تكون صحيحة أحياناً وقد تفتقر إلى الدقة في أحيان أخرى، وتحليلات قد يكون بعضها سطحياً لغياب المعلومة أو بسبب البعد عن التخصص، معتقدين أنهم بذلك قد أبرؤوا ذمتهم تجاه من انتخبهم وأوصلهم إلى قبة البرلمان.
إن الاكتفاء بالخطب التي تطفح بالنقد والاتهام وبالشكوى أحياناً لا يمثل بديلا عن العمل النيابي الدقيق والمنظم، والذي يجب أن يرتكز على آليات ومنهجيات تكفل تحقيق منجزات فعلية في المجلس من خلال كسب التأييد وبناء التحالفات لتمرير التشريعات التي تحقق مصالح البلاد والعباد، وتعديل وإزالة المخالفات والأخطاء إن وجدت، أما الكلام أو الخطب العرمرمية أو اللطميات فهي في معظم الأحيان لا تسمن ولا تغني من جوع، فلا يهم الناس ماذا قُلت وماذا خَطَبت، وإنما ماذا فعلت وأنجزت.... فإذا كانت هناك تجاوزات في منح رواتب مرتفعة لأي كان، فدور النائب في هذه الحالة لا يقتصر على مجرد الإشارة إلى ذلك، فهذا يمكن أن تقوم به الصحافة أيضاً، فالمطلوب من النواب حينئذ إلزام الحكومة بالتصويب والرجوع عن الخطأ، ولدى النواب من الوسائل الكثير لتحقيق ذلك بدءا من المسائلة والإستجواب وانتهاء بحجب الثقة عن الحكومة أو الوزير المعني، أما التعلل من أي نائب بأن مجلس النواب بتركيبته الحالية وظروف عمله لا تسمح بذلك، فهذا فشل لا تكفي الخطب الشعبوية للتغطية عليه، ويصبح تقديم الاستقالة من المجلس عندها واجباً وطنياً وأخلاقياً.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 10010
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم