حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 16754

لقد كان يوماً صعباً!!

لقد كان يوماً صعباً!!

 لقد كان يوماً صعباً!!

16-09-2019 11:31 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور محمد أبوعمارة
كان يوماً بارداً جداً... مطر يهطل بغزارة ورياحٌ عاصفة... وبرودة اخترقت عظامي... لا أدري لماذا شعرت يومها بتلك البرودة والخواء!! ولم أدرك يومها لماذا تم اختياري أنا شخصياً مع العلم أنني لم أكن أبلغ سوى الرابع عشرة من العمر... محمد ... نحن نعرف أنك رجل... ونريد أن تساعدنا في نقل الخبر لوالدتك واخوتك... خير؟!! شو في؟!!
- والدك تعرض لحادث سير و .... مات!!!!
- ماذا ؟َ! مات؟!! لا مش ممكن... والدي لم يمت!! كيف يموت؟!! لم يخبرني بذلك لقد كنت صباحاً معه ولم يخبرني أنه سيموت!!!
- وحد الله يا محمد وهل يعلم الميت متى سيموت؟!
- لا، لا، من غير الممكن أبي لم يمت!!!
- محمد أنت رجل... ووالدك الآن في ذمة الله ونريد منك أن تساعدنا لنقل الخبر لوالدتك!!
- انتظر هل هو والدي، هل تأكدتم من ذلك، لربما شخص آخر يشبهه؟
- محمد، والدك انتقل إلى رحمة الله!!!
- لا أدري كيف خارت قواي، لم استطع الوقوف وشعرت بالبرودة تنخر عظمي والدموع تتدفق بغزارة دونما توقف... تلعثمت... تاهت مني الكلمات عبارة واحدة كنت أرددها "بدري يابوي!! بدري يابوي!!" لم أميز الأشخاص الذين كانوا يحيطون بي... الكل يواسي والكل يحضنني ومع ذلك لم أشعر بأي دفء... برد... برد... برد شديد كان يغمرني ويحيط بالمكان، ماذا سأقول لأمي؟!! وكيف سأخبرها!! وقفت على قدمي... حاولت –كذباً- أن أبدو متماسكاً.... تحركت نحو منزلنا... فتحت الباب حيث كانت والدتي قد استهجنت وجود كل هؤلاء الأشخاص في هذا الوقت.
- محمد شوفي؟
- لم أتمالك نفسي وأنا أرمي نفسي في أحضانها، وأنا أرتجف من شدة البكاء والبرد...
- شوفي، حد صارله إشي؟!!
- لم استطع التفوه ولا بكلمة واحدة!!!
- احتضنتني بقوة وقالت: تماسك أنت رجل...
- لا أدري ويكأن طاقة كبيرة سرت في أجزائي، استمرت والدتي بالحديث..
- من الذي مات...
- لم استطع نطقها ... من... من... أمي لقد مات أبي.... صمتت والدتي وشدتني إليها بقوة كبيرة وأحسست بإرتجافة جسدها وهي تخفي بكائها.... أمي... أمي... أمي.... نظرت إلى الباب حيث كان يعلق كل يوم والدي جاكيته هناك على حاملة للملابس... خصصت لجاكيته... وكانت خاوية كما هو المدى وكما هي الحياة.... لأول مرة أشعر بمعنى الفقدان... الحزن... البرد... العجز... لم أستوعب ولغاية الآن كيف أنني لن أراه مرة أخرى.... لن ألعب معه لن أسأله لن أحتمي تحت ظله... لن أناقشه... أحاوره... أرافقه.... لن ولن ولن.... ولغاية الآن وحتى بعد ثلاثين سنة... لم أستوعب فراق والدي....
وفي كل موقف أستعيد الذاكرة وأستيقظ من غفلتي على مرارة الفقدان... رحمك الله يا أبي ... رحلت مبكراً... مسرعاً... دونما تمهيد... ولكن ذكراك في كل يوم تستيقظ معي... كما نور الصباح أسترشد بنصائحك... وأسير على خطاك....

بقلم الدكتـــــــــــــــور محمد أبوعمارة
مدير عام مدارس الرأي
ومؤسس مدارس كنجستون الدولية
[10:45 am, 16/09/2019] محمد ابو عمارة 2:


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 16754
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم