حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 6524

الرئيس اللبناني منح " حزب الله " الغطاء الرسمي للرد على غارات الكيان الصهيوني.

الرئيس اللبناني منح " حزب الله " الغطاء الرسمي للرد على غارات الكيان الصهيوني.

الرئيس اللبناني منح " حزب الله " الغطاء الرسمي للرد على غارات الكيان الصهيوني.

28-08-2019 11:25 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
الرئيس اللبناني منح " حزب الله " الغطاء الرسمي كيف ومتى سيرد الحزب على غارات الكيان الصهيوني...  هل تكون المقاومة الفلسطينية على خط المواجهة إذا اندلعت حرب مع حزب الله؟

يترقب اللبنانيون ومعهم العرب تداعيات الاغارة الاسرائيلية بطائرتين مسيرتين على الضاحية الجنوبية لبيروت وقصف إسرائيل منزلا بأطراف دمشق يستخدمه مقاتلو حزب الله، وفي هذا الإطار يترقب الجميع تنفيذ حزب الله توعد أمينه العام حسن نصر الله بالرد على العدوان الاسرائيلي ويأتي هذا في سياق خرق إسرائيل لقواعد الاشتباك مع الحزب في لبنان، والمعمول بها بين الطرفين منذ توقف الأعمال الحربية بينهما في أغسطس/آب 2006.

لليوم الثالث على التوالي بقي العدوان الاسرائيلي طاغياً على المشهد الداخلي ومحلّ الاهتمام الرسمي، وسط استمرار حكومة الكيان الصهيوني إطلاق رسائل التهديد للبنان في محاولة للتحريض على حزب الله داخلياً ودولياً لثنيه عن الردّ ولشقّ الموقف الوطني اللبناني الموحّد المتمسك بحق لبنان المشروع في الدفاع عن نفسه بكافة الوسائل، كما أكده المجلس الاعلى للدفاع في اجتماعه الاستثنائي يوم أمس 27 اغسطس / آب 2019، في بيروت، وهو ما أكد عليه الرئيس اللبناني ميشال عون خلال اجتماع مجلس الدفاع الأعلى على ضرورة الدفاع عن سيادة لبنان وسلامة أراضيه، لأنه حق مشروع...

وفي هذا السياق يمكن التوصل الى ان كلام الرئيس اللبناني بأنه منح حزب الله الغطاء الرسمي اللبناني للرد على الكيان الصهيوني وفق التوقيت الذي يناسب الحزب، فيما اعتبر رئيس الحكومة سعد الحريري انّ الاعتداء " تقصد منه إسرائيل تغيير قواعد الاشتباك، مما يهدّد الاستقرار ". وأكد المجلس حق اللبنانيين في الدفاع عن النفس بكلّ الوسائل ضدّ ايّ اعتداء، وعلى انّ الوحدة الوطنية أمضى سلاح في وجه العدوان لا سيما بعدما كشفت مصادر حزب الله بأنّ الطائرتين المسيّرتين تحملان متفجرات لتنفيذ عملية تفجير، في الوقت نفسه انشغل الكيان الصهيوني بالتحليلات والتوقعات لردّ حزب الله المنتظر حيث من المتوقع له بأن يكون ردا مدروسا والذي لا يشعل حرباً على نطاق واسع.

وفي التصعيد المتوقع يمكن القول من خلال ما صدر عن رئيس الجمهورية اللبناني  هذا السياق، بأن هنالك تناغما بين رئيس الجمهورية وحزب الله، وأن كلام عون جاء داعما لموقف حزب الله وتوعده بالرد على إسرائيل ، وغير بعيد عند ذلك وعلى صلة بذلك  فإن استهداف الكيان للشقة قرب دمشق وسقوط طائرتين مسيرتين في الضاحية وغارة جوية على مقر للقيادة العامة واستهداف الحشد الشعبي في العراق، " وهو ما اعتبرته ايران  وحزب الله ما هي إلا تغيير لقواعد الاشتباك المعمول بها منذ عام 2006، حيث كانت دولة الكيان تمتنع عن شن هجمات عسكرية على لبنان والاكتفاء فقط بتحليق جوي فوق لبنان.، وهذا ما يفسر بأن دولة الكيان الصهيوني تشن هجمات استباقية على كل محور المقاومة، وبالتالي لا بد من رد يقوم به الحزب بغية عدم تغيير هذه القواعد...

الملفت للانتباه في التباين بين مواقف القوى السياسية اللبنانية الموقف الذي تبناه الوزير ريشار قيومجيان ممثل القوات اللبنانية في مجلس الوزراء اللبناني، حيث دعا قيومجيان في مداخلته في الجلسة الى حصر قرار السلم والحرب بيد الدولة اللبنانية ورفض الردّ العسكري على إسرائيل نظراً لنتائجه الخطيرة على لبنان، حيث رد عليه الرئيس الحريري بأن إسرائيل هي من بدأت بالعدوان على لبنان ويجب تحميلها مسؤولية أيّ توتر يحصل.

حتى كتابة أسطر هذا المقال لا زال الهدوء الحذر مسيطراً على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة حيث تابع الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل تسيير دوريات مشتركة على الخط الازرق مقابل بلدة المطلة المحتلة، حيث أشار المتحدث باسم اليونيفل (UNIFIL) ، في تصريح له، الى أنّ جنود حفظ السلام التابعين لـ اليونيفيل يواصلون القيام بأنشطة منتظمة في منطقة عملياتهم في جنوب لبنان وعلى طول الخط الأزرق وأن الوضع في المنطقة يحافظ على هدوئه، وفي المقابل سادت أجواء القلق في المستوطنات الصهيونية بانتظار ردّ المقاومة...

الإعلام الاسرائيلي في غالبيته يلتقي على أن "حزب الله" سيرد على الاعتداء الذي تعرّضت له الضاحية الجنوبية، وأن كلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بالنسبة لهم جاء ليقطع الشك باليقين بأن الردّ واقع لا محالة وهو سيكون مدروساً ضمن سياق محدد وفي إطار الخطوط التي حددها السيد نصرالله. على أن الهدف بالنسبة إلى تحليلات الإعلام الصهيوني قد يكون في منطقة الجليل ولن يقتصر هذه المرة على مزارع شبعا المحتلة...باعتبار أن للسيد نصر الله مصداقية عالية لدى الاسرائيليين، وقد بات السؤال الإسرائيلي يتمحور بعدما تحدث عن الرد حول نوعية الهدف وحجم الضرر الذي سيلحق بإسرائيل وحجم الإحراج الذي ستتعرض له في ضوء هذا الرد...

وإذا كان الهدف من النوع الذي يمكن أن يستوعبه الكيان الصهيوني فيمكن له تمريره، وهنا يلاحظ المتخصصون بالشأن الاسرائيلي أنّ العديد من الكتابات في هذا المجال قد تُفهم على أنها نوع من إشارات إسرائيلية لـــ "حزب الله" بأن تل أبيب يمكن أن تستوعب رداً على هذا المستوى. ولا يستبعد متابعو الشأن الإسرائيلي أن تسير الأمور في هذا الاتجاه بحيث أن "حزب الله" سيوجه ضربته في إطار المحافظة على قواعد الاشتباك مع القول لإسرائيل إنّ اختراق الساحة اللبنانية بأي عمل عسكري واستهداف عناصر "حزب الله" في سوريا هي خطوط حمر لن يتنازل عنها الحزب...

وفي الاستنتاج والتحليل نصل الى عدة نتائج واحتمالات لهذا التصعيد بين الطرفين المقاومة اللبنانية ودولة الكيان الصهيوني وعلى النحو التالي:

1.    نتوقع بأنّ الحزب سيحاول ضرب أهداف عسكرية في الجليل وسيكون الهجوم مدروساً حتى لا يتمّ إشعال المنطقة، وتوقعاتي بان "حزب الله" يبحث عن هدف لضربه في دولة الكيان من أجل إذلالها لكن من دون حشرها في الزاوية تجنباً لرد يؤدي إلى حرب لا يريدها "حزب الله" الآن. لوضع حدود أمام دولة الكيان في لبنان وردعها عن القيام بعمليات في المستقبل، ومن المشكوك فيه أن تقبل إسرائيل بذلك لكن يجب أن نأخذ في الاعتبار المخاطر التي تراعيها دولة الكيان للقيام بحرب واسعة النطاق مع لبنان..

2.    على ضوء هذا التصعيد والتوتر في شمال فلسطين المحتلة مع الحدود اللبنانية فإن المسألة التي يتوقف عندها متابعو الشأن الصهيوني ومن داخلهم تتعلق بالطائرات المسيّرة، وهذه نقطة جديدة قد تدفع دولة الكيان للندم على فعلته لأنه في حال أسقط "حزب الله" الطائرات المسيّرة فستكون إسرائيل عندها أمام معادلة جديدة قد تضطر عندها دولة الكيان إلى عدم التحرك في الأجواء اللبنانية بطائراته المسيّرة كما اعتاد، ما سيفقده عنصراً أساسياً على المستوى الاستخباراتي والمتابعة الدائمة لحركة "حزب الله" على الأراضي اللبنانية...

3.    نستبعد إمكانية نشوب حرب طالما أنّ الرد سيكون محمولاً وتحت سقف معين، وذلك من منظور بأن خيار الحرب صعب على إسرائيل كما هو صعب على "حزب الله" وهو سيكون خياراً تدميرياً لأنّ الإسرائيلي يعلم أن الامكانيات العسكرية لـ"الحزب" ستكون متطورة عما كانت عليه في 2006 وبالتالي فإنّ خيار الحرب سيكون مكلفاً على إسرائيل، ولذا قد يكون الاستنتاج أنّ الطرفين غير مهيئين لخوض الحرب.

4.    لا تنسى دولة الكيان دروس حرب تموز / آب العام 2006 عندما نجح "حزب الله" بمفاجأة الجيش الإسرائيلي مرات عدة. الصحيح أن القدرات الاستخباراتية الإسرائيلية تطورت لكن أمراً واحداً لم يتغير وهو أن نصر الله بقي خصماً عنيدا ذكياً وصاحب مفاجئات...وعليه تتعامل دولة الكيان بجدية مع تهديدات الأمين العام لـ"حزب الله" بأنه سيثأر قريباً على هجوم الطائرات المسيّرة في بيروت وأيضاً على الهجوم في سوريا.

وفي مجمل القول ولكل ما سبق لا أحد يستطيع ان ينفي الفضل الكبير الذي قام به حزب الله – ومازال - في مقاومة العدو الصهيوني وفي مساندة المقاومة الفلسطينية، ولا ينفي حقيقة أنه أرسى توازن رعب. فلم يعد بمقدور الاحتلال أن يُغِير أو يقصف أو يعتدي دون رد من حزب الله، ولا ينفي حقيقة أن لبنان البلد العربي الوحيد الذي حرّر أرضه بفضل مقاومة الحزب. لكن هذا الفضل لا ينفي استمرار الحيرة في الإجابة عن السؤال: إلى جانب من يقف اللبنانيون عند اندلاع حرب بين حزب الله وإسرائيل؟ ... وهل تكون المقاومة الفلسطينية على خط المواجهة إذا اندلعت حرب مع حزب الله؟

باحث ومخطط استراتيجي


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 6524
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم