حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,16 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 7237

المبدعان

المبدعان

المبدعان

06-08-2019 09:13 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : هارون الصبيحي
ولد مصطفى وسط أسرة فقيرة كادحة و في طفولته لفت إليه الأنظار بذكائه و فصاحته، لم يشاهده أحد من أهل الحارة إلا و أعجب بهذا الطفل الذكي اللبق المؤدب، في المدرسة كان يبهر الأساتذة و يسأل أسئلة يعجز المعلم عن الاجابة عليها قبل أن يرجع للكتب و المراجع.
يارجل ابنك عبقري ويختلف عن إخوته ويجب أن يكمل تعليمه حتى لو بعنا الأرض والبيت وكل شيء، هكذا قالت مديحة لزوجها كريم، مع مرور الأعوام باعت مديحة كل قطعة ذهب تملكها و باع كريم أرضه الصغيرة وتخرج مصطفى من الجامعة مهندساً بتفوق.
أصبح وضع الأسرة صعباً بل إنها لم تعد تجد ثمن طعامها مع مرض كريم وحاجته للدواء وما يجنيه أولاده من أعمالهم البسيطة لا يكفي ولذلك كان على مصطفى أن يجد عملا بسرعة ولكن كيف؟
في الليل أتصل مصطفى بصديقه سالم المتفوق الذي كان معه بالجامعة و شكى له الحال لكن الوضع كان متشابهاً و أثناء الحديث اقترح سالم أن يذهبا معا إلى عامر ابن المسؤول المهم بالدولة و الذي درس معهما في نفس الجامعة لعله يساعدهما، لكن يا صديقي هذا متكبر ومتعجرف و...، ماذا نفعل يا مصطفى ومن الممكن أنه تغير وقد يهتم بنا، دعنا نحاول ولن نخسر شيئاً، رقم جواله عندي، ما رأيك أن أتصل به صباحا و أرتب لزيارته في بيتهم، حسنأ يا سالم أنا موافق.
في مساء اليوم التالي كانا في طريقهما لبيت عامر، يا الهي هذا قصر. هكذا همس مصطفى في أذن سالم، رمقهما الحارس بنظرة شك وريبة وهو يسألهما ماذا تريدان؟ نحن على موعد مع صديقنا عامر. صديقكم. قالها بنبرة سخرية وهو ينظر إلى ملابسهما البسيطة، أبلغه أننا هنا. قالها مصطفى بحزم.
أخرج الجوال من جيبه و مشى مبتعدا عنهما و بعد دقائق عاد وأشار لهما على الباب و هو يقول : تفضلا بالدخول.
فتحت لهما الخادمة الباب و أشارت لهما أن يتبعاها، جلسا متجاورين على الأريكة و بعد دقائق من الصمت و التأمل في الصالة الفاخرة قال مصطفى: أين هو؟ ألا يفترض أن يستقبلنا فور دخولنا؟ مهلا يا صديقي. ربما هو مشغول بأمر طارئ أو... لم يكمل فقد ظهر عامر قادماً، أهلا أهلا سالم
أنت مصطفى أليس كذلك؟ الطالب المتفوق والأول على الجامعة، نعم سيد عامرشكرا لك.
جلس و وضع رجلاً فوق رجل و هو يقول كيف الحال. ماذا تشربان؟ قهوة برازيلية ما رايكما هي تأتينا من البرازيل مباشرةً وقبل أن يجيبا صرخ منادياً الخادمة
تنحنح سالم و خاطب عامر بنبرة فيه خليط من الحزن والانكسار. في الحقيقة نحن بحاجة إلى العمل و قد جئنا أملاً في أن تساعدنا فوالدكم حفظه الله و رعاه من كبار رجالات الدولة و أنتم الكرماء أدامكم الله ذخراً للوطن، والد مصطفى مريض و بحاجة للعلاج و حالي أظن أنك تعلم به.
نظر عامر لهما نظرة فيها شماتة. ولماذا دخلتما الجامعة؟ لو تعلمتا مهنة أو تجارة. تجارة على الأرصفة و قهقه لكنه تدارك أنا أمازحكما. حسناً سأكلم والدي و ستعملان قريباً. لاعليكما.
أنفرجت أسارير سالم . حقا حقا سيد عامر. أنت إنسان رأئع و لن ننسى أبدا مساعدتك لنا، سنتواصل عبر الجوال، هيّا يا مصطفى لن نأخذ من وقت السيد عامر أكثر.
تصافحا معه و خرجا، في طريق العودة كان سالم مسروراً و متفائلاً و يتكلم... لكن مصطفى كان صامتاً و قاطع صديقه قائلا. ليتني لم أدرس و لم أدخل الجامعة و...
لا لا يا مصطفى ماذا حصل لك؟ هي أيام و ستفرج إن شاء الله، أنت لاتعرف و بإشارة من والد عامر سنعمل و...
بعد ثلاثة أيام أتصل سالم بعامر و هو يهلل افرح يا صديقي. غدا نذهب إلى مسؤول و نقول له نحن من طرف ...
و فعلا ذهبا لكن ذلك المسؤول أعطاهما رسالة منه و طلب منهما تسليمها إلى مدير دائرة... بعد أسبوع، وكان ذلك لكن المشهد تكرر فقد بعثهما ذلك المدير إلى مدير آخر، كان وضع أسرة مصطفى قد وصل إلى الحضيض و كلاهما لم يعد في جيبه أجرة الموصلات للذهاب و الاياب.
بعد مشوار طويل هنا وهناك وقفا أمام المدير الذي خاطبهما قائلاً: أنتما جاهزان للعمل. صرخا معاً نعم. نعم يا سيدي.
رائع الآن أذهبا إلى مدير السيرك الأجنبي وقولا له بعثنا لك ... هو صديقي
السيرك! ماذا سنعمل بالسيرك؟ ضحك المدير وهو يقول قرود أو دببة ناطقة. اذهبا و اذا لم يناسبكما العمل اذهبا إلى النوم.
في مكتب مدير السيرك جلسا والرجل يتأملهما ثم قال لدينا نقص في فقرة المهرج فقط، عليكما من الغد أن تخضعا لبعض التدريب و بما أنكما متعلمان أعتقد أنكما ستنجحان و تصبحان مهرجين محترفين.
المهرج مصطفى و المهرج سالم كل ليلة يبدعان
يبتكران حركات جديدة و مثيرة
يزور السيرك أحيانا كبار المسؤولين و زوجاتهم و أطفالهم
و يضحكون كثيراً
و يصفقون لمصطفى و سالم.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 7237
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم