سرايا - موسى العجارمة - بات فيلم جابر والصخرة حديث الشارع الاردني ،  بعد خروج الفنان علي عليان بتصريح ناري على مواقع التواصل الاجتماعي ،الذي أعلن خلاله عن اعتذاره من المشاركة بالفيلم ، نظراً لنصه الذي يحتوي على مغالطات تاريخية خاطئة زعم فيها بأحقية اليهود في جنوب الأردن .
تصريح العليان الذي اشعل شرارة القصة ، انتشر كالنار بالهشيم مما أثار مواقع التواصل الاجتماعي و تلاه انسحابات فنانين أردنيين من المشاركة بالفيلم، وإصدار نقابة الفنانين الأردنيين بياناً تطالب المشاركين فيه بالانسحاب عقب ما جرى .

وأطلعت سرايا آنذاك على سيناريو الفيلم ، ليتضح صحة ما ادعى به الفنان علي عليان فيما يتعلق بالفيلم الذي يسيء للاردن ويروج لمغالطات تاريخية، وإسقاطات جديدة بلا طائل ويساهم بتزوير التاريخ في منطقة بلاد الشام، وتحديداُ بالبتراء وجنوب الأردن" ،من خلال بعض الحوارات الموجودة بنص الفيلم ، والتي تحتوي على ادعاءات كاذبة ومغلوطة لا يمكن السكوت او التهاون فيها .

واجتاح الغضب الاردني على مواقع التواصل الاجتماعي ، لرفض التعدي والتطاول على تاريخ الاردن والمساس بثوابته ، وتحديداً إصرار مخرج العمل على إنتاج الفيلم ودفاعه عن الفيلم بطريقة غير محمودة وكأنه يثبت للأخرين ان الفيلم سيتم إنتاجه رغماً عن الجميع ،لتسارع نقابة الفنانين بتشكيل لجنة مؤلفة من ذوي الخبرة والاختصاص ممثلة بالكاتب مصطفى صالح والمخرج محمد عزيزية والكاتب محمود الزيودي .

وأكدت اللجنة المشكلة من نقابة الفنانين الاردنين بالتوصيات والنتائج التي خرجت بها ؛ ان فيلم جابر يحاول تمرير فكرة أن الأردن جزء من الاحتلال واليهود قد سكنوا الأردن منذ القرن الأول الميلادي وخصوصا البتراء ووادي موسى ، لتخرج النقابة بموقف ثابث وواضح بعدم السماح بتصوير الفيلم بالصورة التي يحتوي عليها النص .

واستمر غضب ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة مع اقتراب موعد تصوير الفيلم ،متسائلين عن دور الحكومة بهذا الأمر وكيف تمنح لفريق الفيلم الموافقة على تصوير الفيلم ، لترد الحكومة على لسان وزيرة الدولة لشؤون الإعلام جمانه غنيمات بأن الحكومة لم تمنح اي تصريح عمل ، مشيرة الى ان موعد التصوير الذي تم الاعلان عنه غير صحيح .

ومن ناحيتها أكدت وزيرة السياحة والاثار مجد شويكة حينها إن الحكومة تتابع ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي حول "جابر"، قائلة إن "الحكومة شكلت لجنة بخصوص هذا الأمر، وستكون نتائجها جاهزة قريباً ،وكأنها تريد امتصاص غضب المواطنين الاردنيين .

ومن جانبه أكد وزير الثقافة والشباب الدكتور محمد أبو رمان في تصريحات سابقة لـ"سرايا" ، ان وزارة الثقافة قامت بتشكيل لجنة من ذوي الاختصاص ؛ لتقييم نص فيلم (جابر والصخرة) الذي أثار ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي ،مضيفاً ان الوزارة تنتظر قرار اللجنة المكلفة من المؤرخ الدكتور مهند مبيضين ،وممثل عن نقابة الفنانين الاردنيين ، وممثل عن هيئة الإعلام المرئي والمسموع ،وممثل عن الهيئة الملكية للإفلام .

وبين أبو رمان ان التوصيات والنتائج التي ستخرج فيها اللجنة المكلفة هي الفيصل والحكم بهذه القضية ،مؤكداً ان وزارة الثقافة تتابع هذا الملف عن كثب .

كما عبر مجلس النواب عن استيائه الشديد من تنفيذ فيلم جابر الذي اثار جدلاً واسعاً عبر مواقع التواصل ،حيث أكد النائب صالح العرموطي في تصريحات سابقة لـ"سرايا" ان فيلم جابر والصخرة ،يشكل اعتداءًا علنياً على السيادة الاردنية ويساهم بالخروج عن دولة المؤسسات والقانون ،مضيفاً ان هذا الفيلم يدل دلالة قاطعة على ان الحكومة تتخبط في مراقبة هذه الافلام التي تخدم الكيان الصهيوني بالدرجة الاولى ،متسائلاً عن دور هيئة الإعلام المرئي والمسموع التي أثبتت تشتتها بالكامل .


وأَدانَ العرموطي موقف الحكومة الخجول اثر صمتها المطبق الذي اقدمت عليه حيال الفيلم ، مشدداً على الحكومة باتخاذ اجراء سريع يتمثل بإيقاف الفيلم كلياً ،مشيداً بمواقف الفنانين الاردنيين الذين أبدوا استياءهم من الفيلم الذي يخدم المشروع الصهيوني بشكل علني.


وانتهى المطاف بتوقيف تصوير الفيلم على الاراضي الاردنية بعد "اللغط" الذي أثاره سيناريو الفيلم ،ولكن وقف تصوير الفيلم لا يعني أبداً ان الاشكالية قد انتهت ،كون هناك أموراً لا بد من الحكومة كشفها وتوضيحها ،لطالما هذا العمل كان يخدم الكيان الصهيوني ولولا الغضب الشعبي لكان أبصر النور تحت السماء الاردنية ،ويبقى هذا الملف مبهم لحين معرفة دور الحكومة بمراقبة هذه الافلام وكيف تم تمريرها بهذا الشكل المخجل .

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا