حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 5292

مجالس لامركزية تُغيّب المشروع الثقافي عن موازناتها

مجالس لامركزية تُغيّب المشروع الثقافي عن موازناتها

مجالس لامركزية تُغيّب المشروع الثقافي عن موازناتها

15-07-2019 09:33 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - تؤكد وثيقة موازنة مجالس المحافظات أن بند دعم المشاريع الثقافية بشقيها الإنشائي
والثقافي، للعامين 2018 /2019 أن الثقافة لم تكن أولوية بالمطلق لدى المجالس المحلية
المنتخبة (اللامركزية) والمجالس المحلية التنفيذية في المحافظات، حيث تؤكد موازنة عام

2018 أن ما رصد لدعم المشاريع الثقافية لم يتجاوز (513 ألف دينار)، في حين أن المبلغ
المرصود لهذا العام هو (696 ألف دينار).
هذه الأرقام التي تكشفها الرأي لن تكون أفضل مما سيتم رصده خلال موازنة العام 2020
لدعم المشاريع الثقافية، مما يشير بوضوح إلى أن الحكومة لم تكن هي الوحيدة
المسؤولة عن هذا التجاهل للمشروع الثقافي، بل أن بعض المجالس المحلية المنتخبة
هي من أهمل دعم الفعل الثقافي حين استثنته من موازناتها.
تؤشر الأرقام سابقة الذكر على ضعف التفكير تجاه المشروع الثقافي في الدولة الأردنية إن
لجهة الحكومة أو لجهة القطاعات الشعبية المنتخبة، وأن الجميع شركاء في وضع هذا
المشروع في آخر سلم أولوياتنا. ولعل رد أحد المسئولين على مدير شؤون المحافظات
في وزارة الثقافة د.سالم الدهام، الذي يسوّق المشروع الثقافي في مجالس المحافظات،
بقوله: «البس درعا واقيا للرصاص إذا أردت أن تحضر للمناقشة بهذا الطلب»، يؤكد ما
سبق.
ورغم أن الرقم الذي يظهر في بند موازنة الحكومة الأردنية للمجالس المحلية والمخصص
للأنشطة الثقافية اقل مما تصرفه الحكومة نفسها على مهرجان جرش هذا العام، إلا أن
هنالك مجالس أسهمت بشكل مباشر في تموضع المشروع الثقافي في صلب موازناتها
دفاعا عنه كمشروع إنساني حيوي.
مدير شؤون المحافظات في وزارة الثقافة د. سالم الدهام أكد لـالرأي أن مجلسي اللامركزية
في محافظة اربد ومحافظة المفرق لم يخصصا أي مبلغ للنشاطات الثقافية ضمن
موازنتيهما هذا العام. داعيا هذه المجالس للانتباه للمشروع الثقافي خلال موزانة العام
2020 ،وضرورة حضوره ضمن بنود موازناتها في الأعوام المقبلة.
وتابع الدهام أن الجانب الثقافي ذو أهمية كبيرة في هذا الظرف الذي يتسلل فيه فيروس
الفكر المنحرف والمتطرف إلى جسد المجتمعات، مؤكدا أن الثقافة هي التي تنتج القيم
والأخلاق والسلوكات المنضبطة التي تحاصر مثل هذه الفيروسات، وأنها هي التي ترعى
التحول السلمي للمجتمعات.
وأضاف الدهام أن فريق وزارة الثقافة يعمل باستمرار على خلق الفرص للحوار مع المجالس
المحلية، تأكيداً على أهمية هذا الحوار عبر قنوات تواصل يتم من خلالها تسهيل طرح

وتقييم ما يقدم من مشاريع ثقافية.
وأوضح الدهام أن هذه الجهود تواجه من قبل بعض المجالس بعدم التعاون والاستجابة،
حيث يسيطر منطق «أن الثقافة هي الرقص والغناء فقط»، فيما نؤكد على أن الثقافة
هي فعل أعمق مما يتم الحديث عنه.
وأكد الدهام أن هنالك مجالس لم تنفق من موازناتها أكثر من 40 بالمئة على مجمل
مشاريع المحافظات، متمنيا أن يتم إجراء المناقلات في بعض بنود هذه الموازنات لخدمة
المشروع الثقافي. مضيفا «طلبنا من مجلس اللامركزية في محافظة اربد تخصيص ما
نسبته واحد بالمئة فقط من موازنته، أو إجراء بعض المناقلات لبعض البنود من اجل دعم
المشروع الثقافي، إلا أن المجلس رفض ذلك معللا أن الموازنة قد أعدّت، وأن المناقلات
تجرى بناء على تعثر بعض المشاريع وبموافقة الوزراء المعنيين، وان رئيس المجلس وعد
بإجراء المناقلات إن كان هنالك مجال لذلك».
من جانبه أكد رئيس مجلس اللامركزية في محافظة اربد د.عمر مقابلة أن الثقافة جزء
مهم من المشروع الوطني وأننا جميعا نهتم بالثقافة ونعي دورها في بناء المجتمع.
وأوضح مقابلة لـ الرأي: «لم نكن نعلم بحاجات الثقافة ولا متطلباتها، وان ما يتم الحديث
عنه من أن مجلس المحافظة لا يرغب في أن يكون هنالك دعم للنشاط ثقافي عارياً عن
الصحة».
وأشار مقابلة إلى انه التقى وفدا من وزارة الثقافة وأوضح لهم أن هذا اللقاء جاء متأخرا،
وان الموازنة قد تم إعدادها، مضيفا أن المسؤولية تقع على عاتق القائمين على إدارة
الفعل الثقافي في المحافظة الذين لم يتقدموا مسبقا بحاجات هذا القطاع، وإقناع أعضاء
المجلس الذين يتجاوز عددهم 50 عضوا بمشاريعه وقدرته على تنفيذ هذه المشاريع،
لتخصيص بند لدعمها في موازنة المجلس.
وأكد مقابلة انه في حال تعثر أي من مشاريع الموازنة، فان المجلس على استعداد لتحويل
جزء من تكاليف هذا المشروع المتعثر دعما للقطاع الثقافي، مؤكدا في الوقت نفسه انه
لا يمكن تجاهل متطلبات أي قطاع تطرح أمام المجلس أو تكون موازنة هذا القطاع صفرا.
إلا أن ما حدث بحسب مقابلة «هو عدم وجود أي طلبات من قبل القائمين على إدارة الفعل
الثقافي في المحافظة، مما أوحى لنا أن القطاع مكتفٍ، ولذلك لم يوضع له أي بند مالي

ضمن الموازنة».
رئيس مجلس اللامركزية في محافظة الزرقاء د.احمد عليمات قال لـالرأي: إن موازنة عام 2018
كانت معدة قبل أن يتم انتخاب المجالس، وأن المجالس قد أقرتها دون معرفة
بتفاصيلها، وان إسقاط بند النشاطات الثقافية من الموازنة لم يكن مقصودا، رغم أن
هنالك بنداً يتعلق بصيانة بعض مشاريع البنية التحتية الثقافية.
وأكد عليمات على أهمية أن يكون هنالك توافق وترتيب مسبق للأولويات بين الوزارات
والمجالس المحلية، حتى يتسنى لهذه المجالس أن تتخذ قراراتها بناء على ما يتاح لها
في موازناتها، خاصة أن من يستطيع تحديد الأولويات هم ميدرو الثقافة أو أعضاء
المجلس التنفيذي، مضيفا أن المجلس التشريعي هو من يقرّ ويسهم في تحديد
الأولويات في بعض الأحيان.
وأشار عليمات إلى وجود خلاف بين وزارة الثقافة ومجلس المحافظة حول أهمية توزيع
النشاطات بعدالة على المحافظة والأطراف، بحيث لا يستأثر مشروع بعينه بجل الموازنة،
مؤكدا أن مديرية الثقافة قد تقدمت هـــذا العـــام بعــــدد من المشـــاريع تتعلق بجهة
واحدة تقريبا، إلا أن المجلس طلب من وزارة الثقافة أن يكون هنالك توزيع عادل لهذه
المبالغ التي كانت ستتركز في مهرجانين أو ثلاثة، مضيفا أن المجلس ما زال ينتظر أن
تتقدم وزارة الثقافة بالمناقلات والتوزيعات الجديدة ليتم عرضها على المجلس واخذ
الموافقة عليها، علما انه يجوز أن تتم?المناقلات بين مشاريع الوزارة الواحدة.
وتمنى عليمات على وزارة الثقافة أن تقوم بالعمل مستقبلا على توزيع مخصصات دعم
المشاريع الثقافية، بما يضمن العدالة والتنويع على صعيد النشاط وعلى صعيد
الجغرافيا.
الرأي حاولت الاتصال برئيس مجلس اللامركزية في محافظة المفرق محمد ضيف االله اخو
أرشيدة، إلا أنها لم تتمكن من التواصل معه، والذي رفض هو الآخر -كما قال الدهام-
تخصيص أي مبلغ لدعم المشاريع الثقافية في المحافظة.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 5292

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم