حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 9684

تركيا وورقتها الجديدة في فرض القوة والوجود

تركيا وورقتها الجديدة في فرض القوة والوجود

تركيا وورقتها الجديدة في فرض القوة والوجود

13-07-2019 09:26 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : روشان الكايد
حقل جديد من النفط في البحر الابيض المتوسط يحيط قبرص التركية ، كنز استراتيجي وصراع جديد في المنطقة يحمل ابعادا استراتيجية واقتصادية وسياسية من الطراز الاول ..

تمتلك تركيا التي جاءت الى حيز الوجود على انقاض السلطنة العثمانية ، الكثير من الحلول والتطويع في صياغة القرارات الفجائية على الصعيد الخارجي والتي تتعانق مع كل المستجدات ، وحيث بدأت هذه السياسة في المضي قدما نحو الانجاز منذ تولي الرئيس رجب طيب اردوغان دفة الحكم واعلانه لمسلك جديد في حياة تركيا الدولة يسمى ( سياسة صفر مشاكل )

اليوم تركيا تواجه الكثير من المشكلات ، والغرفة الاولى لحزب العدالة والتنمية يتحرك بابها بين الحين والاخر تعبيرا عن حدوث انشقاقات وتباعدات عن الرئيس ، على الارجح من منظور الاطار العقلاني في التحليل السياسي ، هذه المستجدات لا تعبر بالضرورة عن فشل اردوغان او حتى عن انهيار منصبه ، بل تحمل في طياتها مؤثرات خارجية مدفوعة الاجر الباهظ لتثبيط نمو واستقرار الدولة التركية في المنطقة عبر محاولة تشتيت الرئيس ..

الكثير يتحدث بلغة سطحية عن الاقتصاد التركي وتوصيفه (بالهش) ليس الا بقراءة لسعر العملة التركية بتجريد بعيد عن كل المقومات التي تمتلكها هذه الدولة في تحقيقها لعناصر الاستقرار والأمان ..

للباحثين في الاقتصاد والسياسة معا سيدركون ان اضطراب سعر الليرة التركية لا يعبر عن ضعف بالاقتصاد انما بحجم كبير من المفاجأة في الشأن التركي والتي تدعو الكثيرين من عشاق المغامرة للدخول في مضمار الشراء والبقاء مع ضبط النفس والانتظار ..

لربما فكرة عدم هشاشة الاقتصاد التركي لا تقنع الاغلبية ، ولكن عندما نجد رئيس الولايات المتحدة يندد ويهدد انقرة في عدة مواقف ، وتنتهي تهديداته بانتهاء المشكلة لتقفز سعر العملة بعمق كبير ، فلا عقوبات يمكن للولايات المتحدة فرضها ولا اجراءات من شأنها استخدامها فهي بكل بساطة لن تعبث باستقرار درع الاتحاد الاوروبي ، وان كل ما يحدث من تلاسن وتراشق للتهديدات لا يغذي المشكلة التي لا وجود لها على الاطلاق انما يغذي وسائل الاعلام التي تقتات على السيناريوهات الهزيلة ، هذا بالضبط ما يؤكد صحة هذا التحليل ..

ومن منطلق قوة الاقتصاد التركي على الرغم من وجود الكثير من المشاكل التي يواجهها اردوغان ، فها هو يندفع بقوة نحو مغامرة جديدة لاثبات الوجود مجددا على الرغم من تناقص الاصدقاء والحلفاء في المنطقة ..

فها هي انقرة بدأت تمضي في التنقيب بحقل الغاز الذي تم اكتشافه منذ شهرين بالقرب من قبرص ، دون ان تتأثر بتهديدات الاتحاد الاوروبي ، او تعاونات مثلث الطاقة ( قبرص اليونانية / اليونان / اسرائيل ) ..

في هذه القضية العديد من الابعاد اولها الخلافات التركية مع الدول المتشاطئة لها كمصر واسرائيل وغيرها حول مساحة مايسمى بالمنطقة الاقتصادية الخالصة والتي تعبر عن المنطقة التي يحق للدولة في ممارسة الاستغلال والعمل في الموارد البحرية ، واما البعد الثاني فهو القضية الاشد عمقا الخلاف على الجزيرة القبرصية ( قبرص التركية وقبرص اليونانية ) ، فاليونانية يدعمها الاتحاد الاوروبي اما التركية فتعترف بها انقرة وتدخل اليوم في مقارعة كبيرة للتأكيد والحفاظ على ما تمتلك من موارد طبيعية ..

لو بحثنا في التهديدات الصادرة من الاتحاد الاوروبي فهي لا تتعدى جدل دبلوماسي ، لا يتبعه اي اجراء جاد ، فالاتحاد الاوروبي الذي يشكو مشاكلا وغيابا للتفاهمات ومستقبلا يبشر بالانقسامات لن يورط نفسه بمواجهة جادة مع تركيا التي تشكل حاجزا آمنا لدوله من ويلات وكوارث المنطقة ( الشرق الاوسط ) وما يتبعها من تدفقات غير مشروعة للاجئين ... فهي لن تعبث مع تركيا التي ازالت عن كاهله عبء اللاجئين وقدمت له الهجرة المنتقاة حسب الكفاءة والاختصاص بما يخدم متطلبات دوله بل سيكون موقفها على شكل تعبير بلغة الرفض التام لقرارات انقرة وتجرؤها على التنقيب ، وهذه الحالة مشابهة لحالة طلب تركيا الانضمام للاتحاد الا ان الاخير يرفض بلغة لبقة ومليئة بالاجوبة المواربة على هيئة شروط صعبة لطلب الانضمام في محاولة من هذا الاتحاد ان يبقى في موضع المتعقل والدبلوماسي الهادىء في التعامل مع تركيا التي توفر له حماية كبيرة ..

في الوقت الراهن اردوغان في تحد جديد ، وتركيا بهذا الاكتشاف النفطي في المتوسط على مشارف بعد جديد في الاقتصاد لتؤكد للمشككين من ضعف عملتها وغياب علاقاتها المجاورة القوية وعدم رضا دول الخليج عن سياساتها ؛ جميع ذلك سيثبت انها ارض السلاطين الجديدة التي فيها اسطنبول الملقبة بمدينة الكنوز ومفترق طرق العالم هذا الاسم الذي لا يمكن تناسيه في كتب التاريخ السياسي ، مهما بلغت الحضارة والتكنولوجيا والتطور والنقل الجوي ، فإن الاتحاد الاوروبي لن يتجاهل هذه الخاصية الجيوسياسية التي منحتها الطبيعة لتركيا ، بالاضافة الى ان الوقت الحالي لا يسمح بمعاداة تركيا في ظل وجود جماعات ارهابية في منطقة الشرق الاوسط وغياب عنصر الامن والاستقرار ...

وعلى نفس الشاكلة الرفض الامريكي المتواصل لتسلم تركيا منظومة الصواريخ اس 400 والتي لا يمكنها ان تفعل حيال هذا الامر شيئا سوى التنديد والرفض التام ، فهي تعلم جديا بأن تركيا تبحث عن عسكرة المواقف واثبات الوجود خارج اطار التحدي الجاد لها وللاتحاد الاوروبي ..

فكم سيبلغ عمق النفوذ الجديد لهذه الدولة وكم حجم الانتعاش في اقتصادها ؟ وحول انهاء الملف القبرصي ؟

#روشان_الكايد


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 9684
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم