حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 28747

الكلمات القاسية قد تدمر أحلام الآخرين

الكلمات القاسية قد تدمر أحلام الآخرين

الكلمات القاسية قد تدمر أحلام الآخرين

30-06-2019 09:02 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - كلمات قاسية، وانتقادات مزعجة يتلقاها أشخاص في أوقات غير مناسبة، فتؤذي مشاعرهم، وتحبط هممهم وتبعدهم عن منالهم، وتؤثر على مستقبلهم وتغير من مجرى حياتهم.

تقول سناء حسن لـ «أبواب - $: «كان لدي مقابلة عمل، فالتقيت صديقة لم أشاهدها منذ فترة طويلة، وما أن رأتني حتى أخبرتني أن مظهري تغير للأسوأ، وأنني أبدو أكبر من عمري الحقيقي، فأثرت علي سلبا، وأفقدتني ثقتي بنفسي ما جعلني أدخل إلى المقابلة بسلبية وبلا تركيز».

وتضيف: «كثير من الناس يوجهون سهام السلبية إلى الآخرين بكلامهم غير المدروس، فتصيبهم وتزعزع ثقتهم بأنفسهم ولو لفترة بسيطة، وعندما يستردونها يكون قد فات الأوان».

تقول مجد رمضان -وهي موظفة-: «أكره جدا الانتقادات فهي لا تغير من حال متلقيها، بل تقوده إلى ردة فعل سلبية، سواء أكانت ذات علاقة بالمظهر الخارجي او السلوك الشخصي، وكثير من المنتقدين لا يكون هدفه النصيحة او الصالح العالم بل تدمير الشخص المقابل له نفسيا».

تقول المستشارة التربوية الدكتورة أمينة حطاب:

«الكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة جذرها ثابت وفرعها في السماء، المشكلة الموجودة عند البعض أنهم لا يلقون بالا للكلمات التي يتحدثون بها، ولا يأبهون بمشاعر الآخرين؛ وذلك بسبب تسرعهم في الرد دون تفكير بمشاعر الطرف المقابل، وهؤلاء غالبا تنقصهم الخبرة والحنكة في طرق الاتصال والتواصل».

و ترى حطاب أنه: «لابد من العقلانية في الحساسية الزائدة من الكلمات الجارحة فلا حرج من رفضها، وإبداء ذلك، لكن ردات الفعل المبالغة بها وغير المنطقية تنم عن تفكير مشوش يولد مشاعر جياشية لاعقلانية تؤدي إلى سلوك غير سوي، لذا المطلوب من الشخص تفنيد الأفكار التي تدور في خلده إلى أفكار عقلانية مقبولة، وأخرى لا عقلانية لكي تتولد لديه مشاعر معتدلة، وبالتالي سلوكيات مقبولة».

وتذكر طرقا لتخفيف الحساسية الزائدة بشكل تدريجي بقولها: «يمكن اللجوء إلى الحوار والنقاش في المواقف التي قد يتعرض لها الفرد، وعرض مواقف مختلفة، ومناقشة سلوك الأفراد اتجاهها، ومن المفيد تعريض الفرد لمواقف افتراضية غير حقيقة، وتفنيد ردات الفعل المناسبة وغير المناسبة وهكذا..».

وتلفت حطاب الى ما أشار إليه العالم إليس في نطريته حول العلاج العقلاني الانفعالي ان: «الأفكار التي يحملها الفرد تولد لديه مشاعر تؤثر على سلوكه لذلك من المهم تربية الأبناء بطريقة عقلانية لا انفعالية لمواجهة مواقف الحياة المختلفة بطرق سوية بعيدا عن المبالغة». وتشدد على أهمية تدريب الأبناء على طرق إدارة الغضب لكي تمر هذه الحالة بعواقب محمودة النتائج دون ندم أو خسارة».

وتقول المستشارة الأسرية والنفسية هنادي جبر أن «الكلمة تنصب على مراكز معينة في المخ، فتؤثر في كمية إفراز مادتي الاندروفين وانكيفالين، اللتان تؤثران بدورهما على افراز الغدد الصماء وعلى الجسم، فتجعله يشعر بالألم أو السعادة والطاقة، لذلك نجد كثيرا من الناس ممن يعانون من أمراض جسدية كالسكري والضغط يسوء حالهم في حال تعرضوا للضغط النفسي، وبالمقابل نجد أن الروح المعنوية العالية والتي أساسها التفكير الإيجابي والكلمة الطيبة تعتبر بمثابة محرك ومسكن للنفس والجسد، وللكلمة سحر خاص وهي تؤثر في النفوس بأكثر مما تؤثر الأفعال».

يقول أخصائي الصحة النفسية الدكتور عمار التميمي: «ان الإطراء وقود الحياة، يحفز العلاقات والسلوك، ويعزز العلاقات بين البشر، ويجعل الإنسان في حالة نشاط مستمر اذ أنه كما يُقال «الكلام الطيب يخرج الأفعى من جحرها».

ويلفت التميمي الى أن الإطراء أهم المرتكزات الأساسية في النظرية السلوكية، كما يشير الى القاعدة السلوكية التي تقول «إن السلوك محكوم بالنتائج» بمعنى أن السلوك الذي يترتب عليه نتائج جيدة يتكرر والعكس صحيح.

تقول لين كرم -وهي موظفة-: «انني أميل الى مجاملة الآخرين لأبث الطاقة الإيجابية في نفوسهم، كما أبتعد عن الانتقادات قدر الامكان، الا انني تعرضت لموقف جعلني أعيد التفكير بطريقة تعاملي مع الآخرين، ففي أحد الأيام عندما كنت أجامل إحدى المعارف بالإطراء على مظهرها وشكلها، اختل توازنها صدفة، فاتهمتني بأنني أصبتها بالعين وحسدتها، ومباشرة صرّحت لها بأنني أجاملها لا أكثر، منذ ذلك الوقت قرّرت بأن أكف عن مجاملة أي شخص مهما كان».

ويبين التميمي: «تتداخل تفسيرات كثيرة، الدينية وعلم الطاقة والنفس بمسألة العين والحسد». ويضيف: «يعتبر علم النفس الحسد جانب إيحائي تأثيري، ويعتمد على كيفية تفسير الشخص لأي حدث يحصل معه، اذ أن هناك أشخاصا كثر يفسرون كل ما يحدث معهم من أحداث سيئة بأنها نتيجة إصابتهم بالعين في ظل غياب التفسير العلمي الواضح، وذلك يؤثر في تكيف الإنسان، ويحدّ من أفقه في تفسير الأحداث والظواهر».

ويشير الى أن علم النفس لا يفسر موضوع الحسد والعين، وإنما يعتبر كل هذه الأمور مرتبطة باضطراب الشخص اذ عندما لا يجد الشخص أي مبررات منطقية أو علمية يلجأ اليه وكأنه «شماعة» يعلق ما حصل معه عليها في ظل غياب الاجابات المنطقية ووجود بدائل مقنعة حتى أنه أحيانا يلجأ الى هذا التفسير لحماية نفسه، أو ربما لتفسير السلوك حتى يرتاح لو ضمنيا؛ لأن الإنسان بطبيعته يحب رؤية ما وراء الأمور».

ويلفت التميمي الى ان هذا الموضوع يعتمد على ثقافة الفرد ومجتمعه والمستوى التعليمي. ويخلص الى أنه لا بد للإنسان أن يميل الى لغة المنطق وتفسير الأحداث بعقلانية، وأن يستند الى واقع ملموس.

الرأي


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 28747

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم