حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 18281

هي أشياء لا تشترى؟!

هي أشياء لا تشترى؟!

 هي أشياء لا تشترى؟!

26-06-2019 10:56 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور محمد أبوعمارة
في إحدى السنوات فزت بمسابقة القصة القصيرة على مستوى مديرية التربية والتعليم التي كنت فيها طالباً آنذاك وبعد إعلان النتائج قام مدير المدارس المرحوم الأستاذ الفاضل أيوب القواسمي بإذاعة الخبر على الإذاعة الصباحية للمدرسة وإعلان فوزي واحتضنني وقال لي لقد رفعت رأسنا يا محمد بارك الله فيك....
لم أستطع وقتها وصف السعادة التي إعترتني بل لقد أحسست لوهلة بأنني الأكثر سعادة على مستوى العالم....وما زلت أتذكر ذلك الموقف علماً أنني لم أحصل على أي جائزة من الوزارة آنذاك ولكن التكريم المعنوي كان لي يعني الكثير...هي أشياء لا تشترى
موقف آخر حينما ودع الأردن الفقيد جلالة المغفور له الملك الحسين لا أدري كم من الحزن غمر الشارع حتى لكأنك ترى الشجر والزهر والشمس والقمر والأرض والسماء حزينة, لم أجد وقتها إلا الحزن يلف المشهد, ركبت يومها باصاً عمومياً فكان السائق يبكي وجميع الركاب تبدو آثار البكاء واضحة على محياهم.......مشهد لا أنساه......هي أشياء لا تشترى......
مشهد آخر حينما نظمت فزعة أردنية لبناء مركز الحسين للسرطان وكان أسمه وقتها(مركز الأمل للسرطان) تبرعت وقتها بمبلغ لا يتجاوز بضعة الدنانير وكانت كل ما أملك....وكذلك فعل معظم أصدقائي ليعترينا شعور بالفخر والسعادة لا يضاهيه شعور وكم كانت فرحتنا أكبر وأكبر حينما أنجز هذا المشروع فشعرت وقتها بالفخر بأنني ساهمت في هذا الإنجاز الكبير...وأكرر هي أشياء لا تشترى....
محطات بالذاكرة شعرت فيها مرة بالفخر وأخرى بالنشوه وثالثة بالحزن ورابعة وخامسة وسادسة وجميعها لا علاقة لها بالمال....
فتقدير الذات لا يمت بصلة للحساب البنكي فكلما شاهدنا فيلم عمر المختار نشحن بالنخوة والرجولة والإباء وكلما شاهدنا مسلسل (التغريبة الفلسطينية)نشحن بالقهر والحزن على بلاد ضاعت وعندما شاهدنا قصة البطل عمر أبو ليلى شحنا بالعزة وأيقنا أن البلاد لن تضيع....فهي أشياء لا تشترى.....
فكيف لحفنة دولارات مسمومة أن تلغي فلسطين من الذاكرة....كيف لمجموعة من التجار أن يساوموا على تاريخ وحاضر ومستقبل لشعوب عربية ترفض الذل ولا تبيع التاريخ.
فمن أنتم يا من تتاجرون بمستقبل فلسطين ومن أعطاكم الصلاحية لتبيعوا تاريخنا ومستقبلنا.
ولكنكم فقدتم أشياء لا يمكن شراءها فمن أين ستشترى الكرامة...
فالكرامة ..لا تشترى...وأكرر قولي لكم هي أشياء لا تشترى.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 18281
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم