بقلم : الدكتور محمد أبوعمارة
بقلم الدكتور محمد ابو عماره
صدمتني إحصائية وجود ٥٥ حالة طلاق يوميا ًفي الأردن بل تجاوزت مرحلة الصدمة!!فالعدد أكبر بكثير مما كنت أتوقع أي أن هناك (٢٠،٠٧٥) حالة طلاق سنوياً والعدد بإزدياد وكل ذلك وسط عزوف كبير للشباب عن الزواج أصلاً وذلك لأسباب متعددة أهمها :الضائقة الاقتصادية،ولو أردنا بحث الموضوع والبحث عن الأسباب المؤديه لذلك لتشعبت الآراء ولتنوعت فالبعض يعتقد أن :البعد عن الدين هو السبب، وآخرين :عدم الدقه في الاختيار،وجهة أخرى: صعوبة الظروف المالية وضيق الأحوال وآخر : يعزي الموضوع للانترنت والتكنولوجيا التي اقتحمت منازلنا دون إدراك جيد منا للتعامل معها وهكذا دواليك.....
والبحث عن الأسباب والحديث عنها يطول ويطول!لدرجه أن كل بيت يكاد يحوي حالة طلاق واحدة أو حالة عزوف عن الزواج..... إضافة إلى أن المجتمع بدأ يتقبل فكرة الطلاق والمطلق والمطلقة بعكس الوضع قبل سنوات قلال حيث كانت سمة المطلق تشكل العار للعائلة ككل!!
وهذا الرقم يثير التفكير في العديد من الزوايا فانا لن ابحث في اسبابه فهناك مئات الأبحاث بحثت في الموضوع ولكن سانظر للمستقبل فهل الأردن خلال عشر سنوات أو عشرين سنة قادمة سيبقى هو نفس الأردن الذي نحياه الآن ونحبه الاردن المتكافل المتماسك أم أنه سيصبح مجتمعاً متفككاً لأن الأسرة التي تشكل صمام الأمان له ستنهار شيئاً فشيئاً .
مما يزيد عن عشرين الف حالة طلاق سنوياً تشكل رقماً مرعباً خلال العشرين عام القادمة إضافه للأسر المطلقة والمستمرة فقط على الورق!!فكم من الأسر يعيش الزوج في بلد والزوجة في آخر؟!
وكم من السيدات قررت عدم الزواج وكم من الشباب كذلك فما هو شكل المستقبل القادم؟! وكم من زوج وزوجه عاشا تحت سقف واحد ولكنهما منفصلين فكريا ؟؟
قاومنا وما زلنا محاربة الجهات التي تحارب العشائر وتسعى للتشكيك فيها واحتضانها لأنها من مقومات المجتمع الأردني لنرى أن الأسرة نفسها بدأت بالانهيار والانفصال والأسرة هي اللبنة الرئيسية للعشيرة والمجتمع والبلد ككل.
أعتقد أن ناقوس الخطر يدق الآن لإنهيار مجتمع بأكمله-لا سمح الله- إن لم يكن هناك رأي رشيد لوضع حد لهذا المستقبل الذي تتلاعب فيه أيد شابه قليلة الخبره لم يتم تدريبهاأو تأهيلها لقيادة أسر تحمل المسؤولية وتضع هدفاً لها الإستمراريه. وليس الطلاق عند أي سبب تافه.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا