حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 8544

إسقاط إيران طائرة التجسس الامريكية كانت رسالة قوية لأي رد فعل أميركي

إسقاط إيران طائرة التجسس الامريكية كانت رسالة قوية لأي رد فعل أميركي

إسقاط إيران طائرة التجسس الامريكية كانت رسالة قوية لأي رد فعل أميركي

24-06-2019 09:23 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أحمد عبد الباسط الرجوب
" اسقاط إيران طائرة التجسس الامريكية العملاقة " جلوبل هوك " كانت رسالة قوية لأي رد فعل أميركي بصياغة موقف حازم تجاه واشنطن ... هل استيعاب واشنطن للقوة العسكرية الإيرانية هو الذي حسم توقف الرد العسكري الامريكي ضد إيران؟ "

تهديد ووعيد من قبل الرئيس الأمريكي ترامب بشن ضربات تطال بعض المرافق الحساسة الإيرانية اتى على وقع اسقاط الحرس الثوري طائرة التجسس الامريكية العملاقة " جلوبل هوك " حيثُ تُعدّ الواقعة هي الأحدث في سلسلة وقائع شهدتها المنطقة، بما في ذلك هجمات بمتفّجرات استهدفت 6 ناقلات نفط والهجوم على مواقع نفطية بالسعودية، وسط مخاوف من اندلاع صراع أوسع بالشرق الأوسط ، وقد تزامن ذلك مع الاتصالات المتشابكة بين عواصم القرار في العالم خصوصاً روسيا والصين واوروبا واليابان، في تحديد ما يمكن فعله، لتفادي تكرار الاختبار الصعب، وجاء التراجع الأميركي وما رافقه من مواقف سياسية أميركية داخلية ليدعم مسار السعي لتفاهمات في منتصف الطريق ويبعد شبح الحرب التي تسعى اليها بعض دول المنطقة وتحريض الولايات المتحدة على الاضطلاع بهذا الدور والذي اصبح سمة من سلوكيات الإدارات الامريكية وبخاصة في العقدين الأخيرين منذ الاحتلال الأمريكي لأفغانستان والعراق والتدخل السافر في سوريا والى غير ذلك من العمليات التي قامت عليها امريكا وبالطبع مسرحها الشرق الأوسط وتحديدا البلاد العربية والإسلامية ...

تجاوز العالم والمنطقة مخاطر اندلاع حرب، لكن أسباب التوتر والتصعيد لا تزال قائمة ، فالقرار الإيراني بالخروج من التزامات الاتفاق النووي حدّد موعده في السابع من تموز المقبل وما لم يتم الوصول قبل ذلك التاريخ إلى صيغة ترضي إيران لقدرتها على بيع نفطها وإنجاز عملياتها التجارية والمالية، فإن التصعيد المستمر سيعيد وضع المنطقة أمام اللحظات الصعبة التي عرفها العالم والمنطقة صباح يوم الجمعة الماضي...

لقد كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب تفاصيل ضربة عسكرية كان سيوجهها فجر يوم الجمعة 21 حزيران / يونيو 2019  لمنشآت ومواقع إيرانية مختلفة، ردا على إسقاط طهران الطائرة الأمريكية المسيرة صباح الخميس 20 حزيران / يونيو2019 ، وكان الجيش الامريكي قد  كشف أن إيران أسقطت طائرته المسيرة بينما كانت تحلق على ارتفاع كبير في المجال الجوي فوق مضيق هرمز على بعد 34 كيلومترا تقريبا من أقرب نقطة يابسة على الساحل الإيراني ... غير أن ترامب قرر في لحظة مفاجئة وقف الضربة على إيران قبل عشر دقائق من تنفيذها، لأنها حسب تبريره لم تكن متناسبة مع إسقاط طائرة مراقبة أميركية مسيّرة " غير مأهولة " وفي هذا السياق فقد تضاربت الروايات حول السبب الحقيقي الذي جعل ترامب يتراجع عن الضربة العسكرية، بين تخوف ترامب من الخسارة البشرية المحتملة، أو حذره الشديد من الدخول في حرب مدمرة قد تتسع رقعتها في المنطقة.

وفي تحليل استراتيجي لتداعيات التسخين " الأمريكي – الايراني " وتداعيات اسقاط إيران طائرة التجسس الامريكية العملاقة " جلوبل هوك " نخلص الى الاستنتاجات التحليلية التالية:

1. اسقاط طائرة التجسس الامريكية أظهرت جاهزية الاستعدادات الإيرانية للرد المناسب على أي هجوم امريكي ضد أراضيها وكل استهداف لأي بقعة إيرانية سيُعتبر عملاً عدوانياً يستحق الرد، وقد باتت جميع السفن والقواعد الأميركية أهدافاً محتملة وفي مرمى الصواريخ الإيرانية بينما في المقابل كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسعى لجس النبض حول ماهية التعامل الإيراني مع اية عمليات عسكرية ستقوم عليها القوات الامريكية في منطقة الخليج.

2. أوضحت إيران أن أميركا دخلت الأجواء الإيرانية بشكل غير قانوني، مستشهدة على ذلك بحصول طهران على بقايا الطائرة، وأنها استطاعت إسقاطها بصاروخ إيراني رغم أن الطائرة تعد الأكثر حداثة والأغلى سعرا (250 مليون دولار) ....

3. مع تبلور الصورة واضحة ووضع القرار الأميركي بين خياري التراجع أو المضي بمخاطرة قد تنتهي بحال حرب كاملة، تذرّع ترامب بحرصه على المدنيين الإيرانيين الذين قال إن مشروع الرد كان سيصيبهم بالأذى بالإضافة إلى عدم تناسب إلحاق الأذى بطائرة مع الخسارة البشرية المتوقعة من ضرب طهران...

4. تراجع ترامب لا علاقة له بالخسارة البشرية المتوقعة، بدليل ما تقدم عليه القوات الامريكية من اعمال عسكرية في اليمن من خلال الطائرات المسيرة والعراق وتنفيذ ضربتين في سوريا عامي " 2017 و2018 " ومساعدته للسعودية في حرب اليمن، بل هو اعتراف بالقوة الدفاعية الإيرانية التي أسقطت الطائرة الأمريكية المسيّرة.

5. أن الحرب ستشغل المنطقة بالكامل إذا وجهت الولايات المتحدة ضربة عسكرية ضد إيران. كما أن أسواق النفط ستواجه عواقب "كارثية"، وهنا يمكننا ان نصف خطوة ترامب بأنها عقلانية، خاصة إذا ما اخذ في حسابة أن تسببه في أي مخاطر عسكرية قد يكون سببا في عدم انتخابه.

6. أن المرحلة خطيرة جدا وتقتضي حسابات دقيقة، ونؤكد هنا أن الأمر لا يتعلق بالخسارة البشرية، ... " ترامب " يعلم أنه يقابل " ندا عنيدا وقويا وشرسا لا يرضخ لإملاءاته "، بل يتعامل بصبر استراتيجي وحنكة لفهم السياسة الأميركية...

7. ما قام به ترامب ترك انطباعاً في الكونغرس بأنه لا يملك استراتيجية واضحة لإدارة العلاقة مع إيران ما جعله يوجه عدداً من المساعدين والشخصيات المؤيدة له للظهور عبر القنوات التلفزيونية من أجل الدفاع عنه وفق ما نقلته بعض الصحف الامريكية بهذا الصدد.

8. الدولة الامريكية الكبرى تتراجع امام القوة الصينية والروسية ومواقف الاتحاد الاوروبي .... ميزان القوى العالمي تغير، فالولايات المتحدة الامريكية "بوش الابن " عام 2003 وضعف القوة الروسية ... وهي غير الولايات " ترامب " 2019، قوة صينية تدعمها ترسانة عسكرية روسية متطورة جدا والاتحاد الأوروبي له مواقف كثيرة متباينة مع الإدارة الامريكية تجاه العديد من القضايا الدولية وخاصة في عهد الرئيس ترامب...

وفي هذا المشهد الساخن في تداعياته نجد بأن الاتصالات التي سبقت التراجع الأميركي عن رد عسكري على مواقع إيرانية مختارة وضد عدد من الأهداف الإيرانية مثل الرادارات وبطاريات الصواريخ حيث كانت العملية ماضية في مراحلها الأولى قبل أن يتم وقفها في الدقائق الأخيرة، بعد المشاورات المُكثّفة التي أجراها ترامب مع كبار مُستشاريه وأعضاء بارزين في الكونغرس في البيت الأبيض وذلك لتفادي الاضرار بالمدنيين وحسب ادعاء الرئيس ترامب، ... التراجع الأمريكي لم يكن بوساطة دولية ولا رسائل متبادلة بين طهران وواشنطن، بل كانت تبليغا قويا لأي رد فعل امريكي بادرت اليه ايران بصياغة موقف حازم وصل الى اغلب العواصم التي تتواصل مع واشنطن، وعنوانه أن طهران أسقطت الطائرة الأميركية في أجوائها الإقليمية بالية عسكرية متطورة لم تكن في منظور حسابات الامريكيين، ... وقدمت إيران ملفها المتكامل والموثق لإثبات دقة وصحة موقفها وروح المسؤولية التي أدارت عبرها هذه الأزمة وأن طهران غير معنية بمعنويات الرئيس الأميركي وصورته الداخلية، بل بمعايير القانون الدولي ومفهوم السيادة الإيرانية...

وأخيرا وفي رأينا نجد ان ترامب كان حذرا جدا هذه المرة، وقد اتى التريث الأمريكي في رد الفعل الذي قد يؤذي حلفاءها في المنطقة، لكن التراجع عن الضربة لا يعني بالضرورة عدم نية استهداف إيران في وقت آخر، " الغطرسة الامريكية ومفهوم القوة لا بد من الرد على إسقاط الطائرة الأميركية " ... الجميع يعرف بأن أميركا تتعامل بعنجهية مع الكثير من القضايا والمواقف الدولية، ...

وهنا نوجه رسالتنا الى الدول العربية المعنية بالنزاع " الأمريكي الإيراني " بأن الوقت حان للتحلي بالحكمة والعقلانية، لأن الدفع بالمنطقة نحو حافة الهاوية لن يفيد أحدا، ولن يجدي الاستقواء بأميركا نفعا، فالحوار الخليجي مع ايران لازم وللأسف لازال الامر بيد امريكا لأنها ستقبض الثمن جراء هذا التفاوض وهنا نطالب الدول العربية (الخليجية تحديدا) بمد يدها إلى إيران والتحاور معها بدل الاستقواء بأميركا لضربها واستغلال الوقت قدر الإمكان ، وفي قرأتنا للمشهد وفي اعتقادنا نتوقع بأنه سيكون هناك اجتماع في القريب العاجل حول الطاولة " ايراني امريكي اسرائيلي " والعرب غائبون وعليهم دفع التكاليف...

وخلاصة القول ... الظاهر بأن (ترامب) قد تراجع عن تنفيذ الضربة تجاه إيران وربما أنه غيّر رأيه بمشورة البنتاغون، وقد تكون هناك أسباب أخرى لوجستية.. وقد يكون الأمر (قرار الضربة) لازال جاريا..  والخطر الحقيقي يكمن بالتصعيد الكبير...


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 8544
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم