بقلم :

إمتثلت شركة الكهرباء لإعلان الحكومة للشعب بأنها -أي الحكومة - ستخاطب الشركة وتوجهها لعدم فصل التيار في شهر رمضان وذلك للتخفيف على الناس وشعورا مع الأعباء المالية التي يفرضها دخول الشهر الفضيل , وقطعا هذا جعل كثير من الناس أو أغلبهم يمتنعون عن دفع ولو آخر فاتورة حتى لا تتراكم الفواتير إلى الحد أو العدد الذي تقوم الشركة بفصل التيار , ولكنها للأسف وبعد إنتهاء شهر رمضان وإنتهاء عطلة العيد وعودة الناس إلى أعمالهم منهكين ومستنفذين ماديا بسبب إلتزامات رمضان والعيد وقبل مضي الشهر أو إستحقاق الرواتب سارعت الشركة إلى القيام بحملة لقطع التيار عن كل من تراكمت عليهم الذمم وكل من بلغت فواتيرهم ما يزيد عن (200 ) دينار أو زاد عدد الفواتير المستحقة عن (4) فواتير.

وأعتبرت الشركة بأنها -في إعلانها بعد العيد مباشرة بأنها ستقوم بفصل التيار عن المتخلفين عن الدفع -قد أنصفت وقد أعذرت وأنذرت -, مع العلم أن عددا كبيرا من الذين إستحق عليهم فصل التيار بسبب المبالغ التي تراكمت لو أنهم دفعوا آخر فاتورة في رمضان لما إنطبقت عليهم شروط قطع التيار هذا الشهر تحديدا , ولكان معهم فرصة للشهر القادم أي بعد نزول الرواتب ليتدبروا أمورهم ولو بإقتراض جزء من المبالغ المستحقة , والحال الذي وضع فيه أغلب الناس وتوقيت فصل التيار ,بحد ذاته عذر أيضا لأي شخص يطلب منه ولو مبلغ 20 أو 50 دينار ولو كان طالب (القرضه ) أقرب الناس وأحبهم إليه , فما حيلة أي موظف أو عامل إلا إنتظار آخر الشهر ونزول الراتب ليساعد نفسه أو غيره .
..أنا شخصيا فوجئت بفصل التيار لأنني فكرت ككل الأردنيين وكنت مطمئنا إلى أن الشركة لن تقوم بفصل التيار قبل إنتهاء هذا الشهر , حيث فوجئت صبيحة هذا اليوم (بصقور الكهرباء ) تحط في البناية التي أسكن بها وبعد الساعة الثامنة -وهو الوقت الذي تخلو فيه البيوت والبنايات من ساكنيها لأنهم في أعمالهم -إلا نسبة قليلة جدا - , ولا يعودون إلا بعد إنتهاء ساعات الدوام لهذا اليوم الخميس الموافق 13 /6/ 2016 ,.
أي أن الطبيعي جدا أن لا يعلم معظم الناس بأن التيار قد فصل عنهم إلا بعد وصولهم إلى بيوتهم في وقت متأخر من نهار الخميس بعد إنتهاء الدوام , وربما ولما نعلمه ونعيشه خصوصا في المدن كعمان وبسبب( أزمات يوم الخميس) لا يعود البعض إلا ليلا , وبما أن اليوم التالي هو الجمعة فهذا يعني أنهم سيعيشون على (العتمة ) ودون حتى شرب كوب ماء بارد حتى يوم السبت إذا تمكنوا من (تدبير مبلغ ) لتسديد فاتورة نصف قيمة المبالغ المستحقة -كشرط لإعادة التيار - هذا مع خسارة ما يحفظ مبردا أو مجمدا في (الثلاجة ) من أطعمة مختلفة .

..أنا عن نفسي تمكنت فور علمي بفصل التيار من تدبير المبلغ المطلوب ,وسارعت مغادرا مكان عملي متوجها إلى مكتب الشركة التابع له , ووقفت في طوابير طويلة لساعتين حتى تمكنت من دفع نصف الفواتير ودفع رسم إعادة اتيار والذي -وحسب الشركة - يكون مابين الساعة الثالثة والنصف إلى السادسة مساء , أي أنني يجب أن أبقى في الإنتظار حتى يعاد التيار -وأنا وحظي- ودوري , وأنا أفكر بالأضرار التي ستلحق بالطعام المجمد والمبرد نتيجة فصل التيار من ساعات الصباح إلى ساعات المساء .
.. فإن كنت أنا شخصيا أسعفني الحظ بتوفيق من الله قد إستطعت تدارك بقائي على العتمة في هذا اليوم الأخير من الإسبوع والذي يضيق في الوقت على كل الناس وتتقيد حركتهم بسبب الإزدحامات وتمكنت من معالجة الموقف بالرغم من الأرباك الذي حدث لي في عملي الذي إضطررت لمغادرته مسرعا , فماذا سيكون حال من لم يستطع (تدبير ) إستدانة عاجلة , وماذا سيكون حال من لديهم في البيوت (حالات خاصة ) من المرضى وكبار السن (وخلافه ) .
..وللأسف الشديد فهذه الشركة إسمها شركة الكهرباء الوطنية والباقي عندكوا ..؟؟؟
لهذا كله لا يسعني إلا أن أقول للحكومة الرشيدة وللشركة السعيدة على بادرة رمضان : الله لا يخلف عليكوا , وأي ذنوب عظيمة إقترفها هذا الشعب حتى أبتلي بكم ؟؟؟؟؟؟؟
حسبنا الله ونعم الوكيل .
(أبوعناد ) في 13/6/2019 اليوم الوطني لفصل التيار الكهربائي .

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا