بقلم : روشان الكايد
يبدو ان ايران قد خرجت عن النص المقرر كثيرا وتغولت بصورة لا ترضي المحرك الرئيسي للسياسة الدولية الا وهو الولايات المتحدة الامريكية ..

ولذلك فيسكون هنالك احتمالان لما يحدث في منطقة الخليج العربي ، الاحتمال الاول هو استخدام فلسفة الصدمة والرعب من الجانب الامريكي لاعادة الموقف بشكل تصحيحي للدور الايراني في المنطقة من غير تغولات ؛ وبذلك فإن امتداد النفوذ الايراني في منطقة الشرق الاوسط بلغ ما يزيد عن المستوى المطلوب لذا يتوجب على تحول المحور الايراني من محور المنفذ الى محور التضحية به ، وذلك لا يتم بالمواجهة العسكرية انما بمناورات الاستفزاز العسكري الاستعراضي وفرض العقوبات الجادة بهدف الترويع وادراك الخصم بضرورة التراجع عن مواقفه ..

اما الاحتمال الثاني فيكمن في فرض المزيد من الضغوطات على الخليج العربي بشكل خاص وعلى الدول العربية بشكل عام ضمن استرايجية المحور الامريكي حيث يتم تسليط الضوء على الوحش الايراني تحييدا وابعادا لخطر اسرائيل ، بهدف جعل الاخيرة حليفا للسلام ، ويبدو ان التوقيت الذي رسمت به هذه الازمة ، يقرب هذا الاحتمال اكثر ، فبعد اسابيع قليلة سيتم الكشف عن تفاصيل صفقة القرن بشكل رسمي وواضح ، لذا لا بد من التذكير بضرورة محاربة ايران ، رغبة من الولايات المتحدة في جعل الوعي العربي متكيفا مع الكيان الاسرائيلي
وبذلك يستمر ترامب بإدارته لاستنزاف المال الخليجي والذي لا يتم الا بصياغة سيناريوهات جديدة لتعميق فكرة خطر العدو الايراني على المنطقة العربية

وفي جميع الاحوال ، وعلى الرغم من انتشار العديد من القوات الامريكية في الخليج حرصا على مصالح واشنطن ، فإن الولايات المتحدة الامريكية اذكى من المواجهة مع شريكتها في اقتسام الكعكة ، لكن هؤلاء اللاعبين يحركون قطع الشطرنج ويمارسون فن الضغط فيما بينهم لتحقيق اقصى درجة من الاستفادة ..

الحلول المتاحة للخليج العربي هو التعقل في المرحلة الراهنة ، وعدم الالتفات لمكيال التاجر الامريكي الطامع بثرواتها ، ثم اعادة النظر في استراتيجتها الامنية الاقليمية لمواجهة الخطر الايراني كواقع ، فالاجدر بالاموال التي تعبىء في ارصدة شركات السلاح الامريكية ، بأن تستغل لبناء تحالف عسكري خليجي موحد ، واستقلالا اقتصاديا جادا بعيدا عن كبسة زر البترول ، ومن ثم البحث في قضايا المنطقة بروح عربية واحدة ، بعيدا عن اغراءات الدولة الامريكية ..

وعليه فإن الاحتمالات لا تتسع ولا تتشعب في هذه الازمة ، فمنذ سنوات طويلة والخلافات الخليجية الايرانية مستمرة على الملاحة البحرية ومضيق هرمز ، وحتى جزر الامارات الثلاث فإن الموقف الثنائي يحمل بعدا صامتا تجاهها ..

وكما أنه مهما بلغت ردود الفعل للادارة الامريكية فيضا من الضبابية ، فترامب وادارته صناع اقتصاد من الطراز الاول بأقل قيمة مدفوعة ، على عكس ادارة بوش التي صنعت الحرب لفرض القوة والسيطرة وكبدت وزارة الدفاع بالمليارات ، او حتى ادارة اوباما التي رسمت الحروب في داخل الدول بعيدا عن التدخل الامريكي المباشر ..

نسأل الله السلامة لدول الخليج الشقيقة ولجميع الدول العربية

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا