حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,24 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 114177

هاشم الخالدي يكتب : قصة المقال والمكالمه التي ادت لاعتقالي في الجويده قبل ١٨ عاماً

هاشم الخالدي يكتب : قصة المقال والمكالمه التي ادت لاعتقالي في الجويده قبل ١٨ عاماً

هاشم الخالدي يكتب : قصة المقال والمكالمه التي ادت لاعتقالي في الجويده قبل ١٨ عاماً

22-05-2019 08:14 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : هاشم الخالدي
قبل اكثر من (١٨ ) عاما كنت اتولى منصب رئيس تحرير اسبوعية البلاد ، ذات يوم حدث ان تلقيت اتصالا هاتفيا من احد الوزراء .
ممكن اشوفك استاذ هاشم
قلت : على طول
في ذات اللقاء ابلغني الوزير انه معجب بمقالاتي التي كنت انشرها في البلاد والمجد وانه يرغب بان اكون مستشارا اعلاميا له في الوزاره مع احتفاظي بمنصبي كرئيس تحرير للبلاد .

مضت الايام وربما تجاوزت الشهرين ، كنت اشعر خلالهما بضيق شديد حين كنت امسك قلمي لاكتب مقالي الاسبوعي.
لم يكن احد يضغط علي او يهاتفني بان لا اكتب بسقف عال ، لكنني وجدت وبشكل تلقائي ان قلمي اصبح مرتجفا ، اذ كيف يمكن ان اكتب ضد الحكومه وانا جزء منها .

استمر الصراع في داخلي ولم اكن راضيا عن نفسي مطلقا حتى جاء ذلك الصباح الذي دخلت علي مكتب احدى الزميلات ما زلت اذكر اسمها " حنان المصري " تحمل بين يديها تقريرا اعدته ضد قرار رئيس الوزراء انذاك برفع الاسعار .
قلت لها : ارجوكي اتركيني دقيقتين لحالي .

كانت تلك اللحظه فارقه في حياتي ، فإما ان ارفض نشر التقرير واستمر بمجاملة الحكومه التي انا جزء منها او ان انحاز لمهنيتي وضميري مهما كانت النتائج .

لم تمضي دقيقتين حتى كنت استدعي الزميله لمكتبي واوقع موافقتي على نشر التقرير ثم اتبعت التوقيع بمقال لاذع للرئيس منتقدا هذا القرار .
في ذات الليله ذهبت الصحيفه للطباعه ، وفي تمام التاسعه من صبيحة اليوم التالي " الخميس " كنت مداوما في مكتبي كالعاده ولم اكن اعلم ان الدنيا قامت ولم تقعد .
في تمام العاشره صعد الى مكتبي الحارس ابو عدنان اعتقد وسلمني مغلفاً بني اللون يحمل قرارا بانهاء خدماتي كمستشار للوزير .

لم اربط حينها بين ما ورد في الكتاب وبين مقالي ، لكنني وجدت نفسي اهاتف مدير مكتب رئيس الوزراء الذي اصبح فيما بعد وزيرا طالبا منه ضرورة ان اكلم الرئيس .

ابلغني مدير المكتب ان الرئيس باجتماع فأقفلت الهاتف ، ولم تمضي تلك الدقائق الخمس حتى كان مدير المكتب يطلبني لمحادثة الرئيس .

انا : دولة الرئيس فوجئت صباح اليوم بالاستغناء عن خدماتي كمستشار وزير ، فهل ممكن اعرف السبب

الرئيس غاضبا : انت كيف بتكتب عني اني انا فاسد... يعني بعد كل اللي عملته مش عارف ... انت كيف بتنتقد قراراتي .. مش عيب عليك انت وتوجان فيصل تكتبوا اللي كتبتوه .

عموما... والقول ما زال للرئيس الغاضب : هلأ رح يحكي معك مدعي عام امن الدوله ودبر حالك ؟

انا : دولة الرئيس .. الان عرفت سبب اقالتي لكنني اريد ان اذكرك بشيء واحد وهو ان قرارك برفع الاسعار غير مقبول وسيضر شريحه كبيره من المواطنين ولا اعلم ما دخل توجان فيصل بالموضوع .

لم ادرك حينها ان توجان -شافاها الله - كانت في ذات الليله قد كتبت مقالا لاذعاً ضد الرئيس منتقدة قرارته فاعتقد الرئيس وربما الاجهزه الامنيه انذاك انني نسقت معها في كل الامور من اجل فتح جبهة على الرئيس .

المهم .. اكملت المكالمة مع الرئيس قائلاً : سيدي .. الارزاق على الله وما بسمحلك تحكيلي عيب عليك واللي بدك اياه ساويه ، ثم اغلقت الهاتف من شدة غضبي .

بعد دقائق كان مدعي عام محكمة امن الدوله يطلبي للتحقيق .

رفضت تسليم نفسي وذهبت باتجاه الجنوب وتحديدا " الكرك " بسيارتي الكيا سيفيا التي كانت كل ما املك والتي اصبح رقمها انذاك معمما على كافة مراكز الشرطه والنجده والدوريات الخارجيه والمراكز الحدوديه لانني علمت فيما بعد ان الرئيس طلب من الاجهزة الامنيه اعتقالي مكبلا بالكلبشات .

رافقني زميلي النشمي الصحفي محمود الطراونه الى الكرك ودلني على طريق ملتويه من محاذيه للطريق الصحراوي للوصول الى الكرك حتى لا يتم اعتقالي من قبل الدوريات الخارجيه .

في الطريق هاتفني نائب رئيس الوزراء انذاك واسمحوا لي ان لا اذكر الاسماء لان العبره بالحادثه ، وعرض علي ان ينتهي ملف المطارده واغلاق الملف اذا قمت بالاعتذار للرئيس واعطاني رقم هاتف الرئيس الخاص الذي ما زلت اتذكر انه ينتهي بالارقام ( ٥٥٥٥).

كان قراري المواجهه ، قلت لنائب الرئيس : لن اعتذر للرئيس ، فما قمت بكتابته ما زلت مقتنعا به .
بعد هذه المكالمه قامت الدنيا علي ولم تقعد

مكالمات تهديد ووعيد وتنكيل اذا ما القي القبض علي مما زاد الضغط النفسي الذي كنت اعيشه .

بعدها بلحظات بدأ البحث عني بسرعة الصاروخ وعلمت بعد خروجي من السجن ان منزل اهلي في الزرقاء قد تمت مداهمته وحاصرته من كافة الاجهزة الامنيه على امل انني يمكن ان اكون مختبئا فيه .

اما منزلي في ضاحية الرشيد حيث كنت اعيش فيه عزابي فقد ضجت شوارعه بافراد البحث الجنائي والامن الوقائي لمراقبتي واعتقالي وشاءت الصدف بعد سنوات ان التقي مع احد افراد اجهزة الامن الذي كان مكلفاً بمحاصرة منزلي بضاحية الرشيد وروى لي ما روى.

في ذات اليوم فرض طوق امني على مبنى جريدة البلاد التي كانت تقع على دوار المدينه انذاك .

ومما اذكره ان بعضا من وجهاء معان العزيزة على قلبي حينما قرأوا بالصحف اليوميه نبأ اعتقالي حضروا الى مبنى الجريدة لمؤازرتي صباح السبت ولم يكونوا يعلمون ان المبنى محاصر وان اجهزة الامن تنتظر اعتقالي لتحقيق حلم الرئيس بمشاهدتي مكبل اليدين .

تواريت عن الانظار حتى صباح الاحد ، اي بعد ثلاثة ايام من صدور مذكرة اعتقالي ، حيث قمت بتسليم نفسي طواعيه " دون كلبشات " الى مدعي عام امن الدوله انذاك العقيد محمود عبيدات وقرر توقيفي (١٥) يوما في سجن الجويده فيما تم توقيف توجان فيصل في سجن النساء.

خرجت بعد اسبوعين او اقل ... وداخل اروقة السجن ثمة تفاصل عشتها لن يتخيلها احد .... ولن تتخيلوا مدى الدعم النفسي الذي وجدته من رجال الامن والامن الوقائي حين علموا بقصتي، وكيف انني كتبت ضد رفع الاسعار وغامرت بمنصبي ... وسأروي ما حصل هناك داخل اسوار الجويده في الحلقه القادمه ان شاء الله.
.
قلت لكم : المناصب لا تدوم
الحياه مواقف
نقطه واول السطر

الكاتب : مؤسس موقع سرايا hashem 7002@yahoo.com


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 114177
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
22-05-2019 08:14 AM

سرايا

2 -
طيب يعني اذا خربانه من ايام ابو الراغب شو بتستنو من الرزاز
21-05-2019 11:53 AM

معاذ البطاينة

التبليغ عن إساءة
3 -
بما انه نزل التعليق الاول: استاذ هاشم الخالدي بنامل منك ومن الصحفيين يفهمونا شو صار بحرية لصحافة من بعد الملقي.
21-05-2019 12:38 PM

معاذ البطاينة

التبليغ عن إساءة
4 -
ياريت تحكيلنا وتفسرلنا قصة العفو عن أصحاب السطو المسلح ومدمني المخدرات !!!ولم يشمل الموظفين
22-05-2019 08:47 AM

عفو عااااام

التبليغ عن إساءة
5 -
طول عمرها دولة بوليسية، دولة مزارع الأثرياء، دولة البيع والشراء، وكأننا في مول كبير، نفسي أسمع دعاية واحدة في الراديو عن قيمة أخلاقية وقيم ومثل تحافظ على بناء الأسرة السليم دون عوز وفقر، نفسي أسمع عن تأمين صحي مجاني لجميع المواطنين، نفسي أسمع عن وظائف حقيقية للعاطلين عن العمل وليس أوهام للبيع والتسويق للأغراض الاعلامية، كل ما نسمعه بيع وطنيات وسواليف حصيدة وبضائع فاسدة، ومازال الفاسدون طلقاء وآخر واحد فيهم مدير ***** مع حاشيته وكانوا يقبضون الاموال من ***** وأمريكا، وكانوا يسخرون مناصبهم للأعمال الربحية منها ما هو غير قانوني وغير أخلاقي، ورغم ذلك لم يحاكموا ولم تحاصر بيوتهم ولم يسجنوا كما حصل لك يا أستاذ هاشم، الأمر لم يقف عند الفقر فقط بل وصل الى حد الأذى النفسي والتفسخ الأسري الذي يتم صناعته كما يصنعون المسرحيات الهزلية التي لا يصدقها أحد، أذى نفسي بليغ ينتج عنه إقتراف الجرائم بكافة أشكالها وهذا هو مقصدهم. إن لم يتم نشر تعليقي هذا فسأعرف بأنك على وشك أن تصبح وزيرا وستتغير مواقفك كالكثيرين ولن أقرأ هذه الجريدة مرة أخرى، هم يقتلون كل شيء جميل في حياتنا وحالفين ميت يمين نبقى شحادين علشان نحتاج خدماتهم وبالتالي نصبح تحت سيطرتهم، لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أحلام الرجال تضيق، من الصعب أن تتعايش مع أناس يرون أنفسهم أنهم دائما على صواب.
22-05-2019 09:07 AM

مواطن - .... يا وطني

التبليغ عن إساءة
6 -
يجب وقف هذا البرنامج الحقير والزنخ

https://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2019/05/22/1245616.html
22-05-2019 10:10 AM

محسن خوالده

التبليغ عن إساءة
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم