حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 7729

ما بين التسخين والتبريد " الأمريكي - الايراني " في مياه الخليج

ما بين التسخين والتبريد " الأمريكي - الايراني " في مياه الخليج

ما بين التسخين والتبريد " الأمريكي - الايراني " في مياه الخليج

20-05-2019 12:27 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أحمد عبدالباسط الرجوب
(ما بين التسخين والتبريد " الأمريكي - الايراني " في مياه الخليج ... لم يعد للعرب وزن في موازين القوى وليس لهم موقع من الإعراب في المنطقة...)

 في المواجهة الأميركية الإيرانية الدائرة حالياً ... ابدأ من حيث الرسالة الأشد وضوحا والتي أتت من الاتحاد الأوروبي وأنها " أي أوروبا " قد أبلغت واشنطن ألا يُحسب حسابها في أية مواجهة أمريكية مع طهران وقد تزامن هذا الموقف الأوروبي الواضح تجاه هذه الازمة وسط تراجع أميركي واضح عن التلويح بالخيار العسكري، حيث تواصلت الإشارات التي تنقل تسريبات من البيت الأبيض للصحف الأميركية عن نيات تهدئة الموقف الأمريكي والذي اتى من داخل البيت الأبيض ويقوم عليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب وبحسب ما أوردته صحيفة النيويورك تايمز  قبل يومين ، فهل يعني ذلك تراجع أنباء التوتر العسكري بين واشنطن وطهران وأنّ السخونة أخذت تبترد تدريجياً، ولتبقى في حدود التراشق الكلامي والمناوشات اللفظية؟..

وفي سياق ما أشرنا اليه حول تراجع التوتر الحاد بين واشنطن وطهران ... وفي رأينا يضاف الى ما تقدم موقف القيادة الروسية نحو إمكانية لعب موسكو دوراً في التهدئة مع إيران وهو ما قد حمله انطباع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو خلال زيارته الأخيرة الى إلى سوتشي ولقاؤه بوزير خارجية روسيا سيرغي لافروف وتالياً بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ناقلاً انطباعات إيجابية عن هذه اللقاءات وإمكانية التوصل الى التهدئة مع الجانب الإيراني وتخفيف حدة التصعيد التي تدور راحاها في مياه الخليج العربي...

وفي تحليلنا لما تقدم فإن الإدارة الامريكية لم تحقق هدفها في دفع إيران لتقديم تنازلات تحت ضغط التهديدات والعقوبات والتلويح الأميركي بالحرب عبر الحشود العسكرية والتسخين العسكري الراهن في الخليج العربي، وأسباب انتقال البيت الأبيض إلى مستوى دراماتيكي في حشد الحاملات والفرقاطات والقاذفات الاستراتيجية فقد واصلت إيران تحقيق نقاط الثبات وعدم الانزلاق وسط انقلاب المشهد الخليجي عكسياً بعد التطورات التي حملتها الهجمات على الناقلات في ميناء الفجيرة بالإمارات العربية والمنشآت النفطية في السعودية...

يلاحظ بأن الإيرانيين يسيرون باتجاهين متوازيين معاً من خلال الاستعداد المتواصل لأي فرضية مواجهة مقبلة، واستعداد موازٍ لمساعي الوساطة سعياً للتهدئة، ووضوح في الرؤية لما تريده إيران من حيث ضمان حصة نفطية مناسبة مع آليات مالية لتحويل عائداتها، يتم بعدها البحث في فرضيات أخرى من نوع البحث عن الخيارات التفاوضية، أما في مهلة الستين يوماً التي حددتها إيران لأطراف الاتفاق النووي في " روسيا والصين وأوروبا "، فالمطلوب الإيفاء بالالتزامات التي تترتب على موقعي التفاهم، خصوصاً ضمان العائدات المستحقة لإيران من التفاهم ليتم تثبيت بقائه من جانب إيران والبحث تحت سقفه بالأمور الأخرى، وإلا فعندما تنتهي المهلة ولا تحصل إيران على مطالبها فسيسقط الاتفاق ويسقط معه السقف الذي يفترض أنه مظلة اي تفاوض يجري الحديث عنه.

خلاصة القول:

1.   يبدو ان فريق الصقور في الإدارة الامريكية وبخاصة مستشار ترامب للأمن القومي جون بولتون، ونيته إيصال رسائل لإيران لدعوتها لمفاوضات غير مباشرة عبر وسطاء لم تؤتي ثمارها وغير بعيد عن ذلك فإن الإدارة الامريكية ارادت من هذا التسخين اختبار الأطراف المساندة لإيران في المنطقة، حيث لا يخفى على احد بما قامت عليه ايران بتحريك اجنحتها من الفصائل العسكرية في العراق من الحشد الشعبي والمليشيات المختلفة والتي هي ضمن التبعية الى " الحرس الثوري الايراني " والكثير منها لا يعمل على نطاق العراق وحده فحسب، وكيف يمكن أن تدخل على خطّ التوتير بين واشنطن وطهران وتربك الانتشار العسكري الأمريكي في المنطقة وهو الامر الذي يمن تفسيره من استهداف ناقلات النفط الراسية في الفجيرة، واستهداف بعض المنشآت النفطية السعودية بطائرات مسيّرة وبرغم انكار ايران علاقتها بهاتين الحادثتين...

2.   كان التسخين العسكري وتحرك حاملات الطائرات كما قدمنا... كان في سياق العقوبات الأمريكية ضدّ طهران، وأنّ أحد أهدافها غير المعلَنة كان استدراج القيادة الإيرانية إلى فخّ التراجع عن بعض بنود الاتفاق النووي، الأمر الذي يدقّ إسفيناً في علاقات طهران مع رعاة ذلك الاتفاق...

3.   يسعى ترامب الى صياغة تفاهم اتفاق نووي جديدا مع الايرانيين ويريد ترامب من ايران سياسة إقليمية لا تشكل تهديداً لحلفاء الولايات المتحدة ووضع مراقبة للتسلح الصاروخي الايراني، وهذا يأتي في سياق الحماية لدول الخليج وطلب المزيد من المال بدل الحماية لهذه الدول والتي طالما يتحدث عنها ترامب في جميع خطبة امام مؤيديه من الأمريكيين...

ختاما ... ستبقى إيران هي الضاغط " البارومتر الزئبقي " على جوارها من دول الخليج العربية فهي " الفزاعة " التي تستغلها أمريكا لإرعاب وتخويف دول الخليج وابتزازها ومنذ زمن بصفقات الأسلحة وما يترتب عليها من اتاوات الحماية بالمليارات، وفي هذا الإطار علينا ان نتذكر كلما سخنت مياه الخليج وتحركت توربينات حاملات الطائرات عابرة قناة السويس نحو الخليج ... نجد الدعوة العاجلة لعقد القمم وإصدار البيانات التي تخدم الرئيس الأمريكي وادارته وشراء الأسلحة لمواجهة الخطر الإيراني الشيعي!! وهو في المحصلة خدمة دولة الكيان الصهيوني وصرف النظر عن قضية فلسطين والعدو الاستيطاني الجاثم عليها وإطلاق العنان الأمريكي لإعلان " صفعة القرن " التي تتوعد بإطلاقها الولايات المتحدة في قريب الاجل ضاربة عرض الحائط في الوجود العربي ولم يعد للعرب وزن في موازين القوى وليس لهم موقع من الإعراب في المنطقة...

باحث ومخطط استراتيجي

arajoub21@yahoo.com


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 7729
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم