حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,23 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 10166

من بين ألسنة اللهب .. فلسطينيون ينتجون "الفريكة"

من بين ألسنة اللهب .. فلسطينيون ينتجون "الفريكة"

من بين ألسنة اللهب ..  فلسطينيون ينتجون "الفريكة"

26-04-2019 05:57 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - يمضي الفلسطيني مأمون مسعود (50عاما)، يومه بين ألسنة اللهب والدخان الناتج عن حرق سنابل القمح الطازجة لإنتاج “الفريكة” التي تشكل مصدر رزق له ولعائلته.

وتعد “الفريكة” واحدة من الأكلات الفلسطينية الشعبية، وإنتاجها مهنة تراثية تقليدية.

وشوربة الفريكة واحدة من أهم الأطباق اليومية على المائدة الفلسطينية خاصة في شهر رمضان، وتقدم في بعض المطاعم كوجبة رئيسية مثل الأرز.

ويؤكل المنتج أيضا طريا قبل التجفيف دون طهي، ويباع في المحال والعربات.

فعلى بيدر (مساحة مفتوحة) يتوسط بلدات “عَجة، فحمة عنزة، الزاوية” إلى الجنوب من مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة يمضي “مسعود” يومه برفقة نحو 20 عاملا لإنتاج “الفريكة”.

ومن الصعب التعرف على ملامح وجوه العمال التي غطاها “الشحبار/السناج” الأسود أثناء العمل، إلا أنهم يبدون سعداء.

وتبدأ عملية الإنتاج بحسب “مسعود” منذ ساعات الصباح الأولى وقد تستغرق حتى عصر أو مساء اليوم ذاته، على سفوح التلال المحيطة التي يستدل عليها من الدخان المتطاير.

وتحتاج صناعة “الفريكة” معرفة وخبرة بطريقة الحرق (الشواء) التي تتم بواسطة ألسنة لهب منبعثة من خراطيم موصلة بعبوات غاز.

وقال مسعود “منذ عدة سنوات أعمل في صناعة الفريكة، وبات لدي خبرة جيدة”.

وأشار إلى أنها تصنع بالطريقة القديمة التقليدية “فمنذ الصباح نبدأ بنثر سنابل القمح غير الناضج على البيدر تحت أشعة الشمس، وتترك لنحو ساعتين، قبل البدء بتقليبها ثم شوائها بالنيران”.

ويعمل الفريق كخلية نحل، فبينما كان “مسعود” يسلط النار تجاه سنابل القمح يعمل الآخرون على تقليبها لكي تتم عملية الشواء بشكل جيد وموزع.

ويستخدم العمال أدوات زراعية بسيطة بدائية كـ”الشاعوب” (أداة تمتلك مقبض طويل وشوكات طويلة ورقيقة ومدببة ومتباعدة).

وأشار “مسعود ” إلى أن مهنة صناعة “الفريكة” واحدة من أقدم المهن في محافظة جنين، التي تقع على أطراف سهل مرج ابن عامر، وتزرع سهولها شتاءً بالحبوب وخاصة القمح.

ويبدأ موسم الفريكة منتصف شهر أبريل/نيسان، وحتى أواخر مايو/أيار من كل عام.

ويأمل الفلسطينيون هذا العام خيرا، بسبب هطول كميات كبيرة من الأمطار، انعكست على نوع وكمية الإنتاج.

وتستخدم آلات خاصة تجرها جرارات زراعية لفصل حبوب الفريكة من قشورها، قبل نقلها لمصانع التنقية والتجفيف والتغليف.

منير سليمان (25عاما) يشرف على نحو 20 عاملا في صناعة الفريكة، قال “منذ نحو 30 عاما يعمل والدي في صناعة الفريكة، وقد ورثها عن جدي”.

ولفت إلى أن دخل عائلته قائم على صناعة الفريكة، وإنتاج زيت الزيتون، حيث ينتج والده نحو 500 طن (الطن ألف كيلو غرام)، سنويا من الفريكة.

ويعمل “سليمان” على تسويق إنتاج البيدر الخاص به من الفريكة لمصانع محلية تعمل على تجفيف وتنقية المنتج وتعبئته وبيعه في الأسواق الفلسطينية.

وقال سليمان “يشارك في هذا الموسم كل طبقات المجتمع، العامل، والموظف، والعسكري، والطالب”.

ومن بين العمال عسكري في الأمن الفلسطيني يبلغ من العمر نحو 33 عاما، فضل عدم الإفصاح عن هويته، قال “في كل عام أحصل على إجازة من عملي الرسمي وأمضيها بالعمل في موسم الفريكة”.

وأضاف “تشكل دخلا مساعدا للموظف والطالب” حيث يحصل العامل على 56 دولارا كأجرة يومية.

ولا يوجد لدى وزارة الزراعة الفلسطينية أي إحصائيات حول كميات الإنتاج السنوية.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 10166

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم