23-12-2008 04:00 PM
الفشل الذريع الذي إتسم به أداء معالي وزير الطاقة والثروة المعدنية في معالجة أزمة المحروقات ، التي مضى عليها بضعة أشهر وهي تراوح مكانها ، دون حل مقنع لها حتى الآن ، يدفعنا الى التساؤل : ماذا ينتظر معالي الوزير ؟ ؟ فإذا كانت الأمور تقاس بنتائجها ، فإن معالي الوزير حقق في مجال عمله ، نتائج سالبة بامتياز . . !
فالأرباكات المتلاحقة ، التي عانى منها المواطنون ومحطات المحروقات ومصفاة البترول ووسائط النقل خلال الأشهر الماضية ، في كافة أنحاء المملكة وتناقلتها الصحف والفضائيات ، لم تحرك ساكنا لدى الوزير ، وكأن ما يحدث على ساحتنا الأردنية لا يعنيه ، لأنه يحدث بعيدا في جزر القمر .
إن ارتفاع وانخفاض أسعار المحروقات قضية عالمية وليست محلية مقصورة على الأردن وحده ، ولكننا لم نسمع عن أزمات وارباكات في دول الجوار أو في دول العالم مماثلة لما حدث عندنا . وتجاه هذه الأزمة البسيطة التي واجهناها وعجزنا عن حلها ، فإننا ندعو الله أن لايختبرنا بما هو أعظم . . !
لقد وجه جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله حكومة الذهبي في كتاب التكليف السامي قائلا : " نريد في حكومتنا وزراء لا موظفين " ، وهذا يعني ببساطة أن جلالته يريد وزراء خلاقين ، يؤدون واجباتهم على أكمل وجه بكل أمانة ومسؤولية ، لخدمة الوطن والمواطنين ، وحل قضاياهم بمنتهى الشفافية والمرونه ، لا أن يستهينوا بمسؤولياتهم ويقلدوا النعامة في الإختباء خلف الرمال.
وفي هذا المجال تحضرني الحوادث التالية : في إحدى السنوات الماضية أقدم إثنان من موظفي إحدى الشركات العالمية على الإنتحار لأن شركتهما لم تحقق الأرباح المستهدفة ، محملين أنفسهم مسؤولية هذا الفشل ، رغم أنه لم يوجه اليهما سؤال واحد من المسؤولين .
في اليابان قدمت وزيرة التربية والتعليم في وقت سابق إستقالتها ، عندما شاهدت وهي في الطريق الى مكتبها ، إحدى الطالبات تقطف وردة من حديقة عامة بجانب الطريق ، معتبرة أن سياسة التربية والتعليم التي إنتهجتها وزارتها ، قد فشلت في تقويم سلوك تلك الطالبة ، والتي اعتبرتها نموذجا للطلاب الآخرين .
وفي الأحداث الأمنية الأخيرة التي وقعت في مدينة مومبي الهندية قبل أسابيع قليلة ، قدم وزير الداخلية الهندي استقالته ، محملا نفسه مسؤولية الفشل الإستخباري والأمني والتنبؤ بتلك الأحداث الخطيرة ، واتخاذ الإحتياطات اللازمة قبل وقوعها .
بعد استعراضنا لهذه النماذج المثالية في العالم المتحضر ، نصل الآن إلى السؤال الهام الذي يطرح نفسه بإصرار : لماذا لا يستجيب وزير الطاقة والثروة المعدنية لنداء الضمير ، بعد أن تحقق فشله الذريع على رؤوس الأشهاد في إدارة وزارته ، ويقدم إستقالته بكبرياء واعتزاز ، متحملا وزر ما حصل ، دون انتظار الضربة القاضية ، التي يتحفز لها دولة رئيس الوزراء خلال أيام ؟ ؟
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
23-12-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |