حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 8181

" الاراكوز والسياسي !!

" الاراكوز والسياسي !!

" الاراكوز والسياسي   !!

19-04-2019 10:18 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
قد يعتقد البعض انه عنوان رواية سوداوية او عدمية او على النقيض رواية فكاهية ، فالعنوان مستوحى من المجموعة القصصية للاديب الكبير احسان عبد القدوس التى عنونها بواحدة من قصصه في هذه المجموعة وتحولت لاحقا لفيلم سينمائي من انجح الافلام الناقدة للعلاقة الشاذة بين السلطة السياسية والامنية واحدى الراقصات والتى ترمز للفساد الاخلاقي والقيمي .

ولكن في حقيقة الامر هذا عنوان واقعي يكاد يكون موجودا في معظم عواصم الشرق العربي التى غابت عنها الادارات العصرية _ الديمقراطية في القرن الحادي والعشرين ، وحلت بدلا من تلك الادارات العصابات وشلل الفساد والجهل ونجحت في بناء اخطر انواع التحالف الا وهو تحالف راس المال " رؤوس الاموال " مع الجهل " رؤوس الجهل" الذين نجحوا خلال العقد الاخير من الوصول الى بعض المواقع الحساسة في مراكز صنع القرار للدرجة التى اصبح رموز هذا التحالف وزراء او صناع لوزراء مؤثرين بحكم مواقعهم وسلطاتهم في الاعلام والاقتصاد والسياسة الخارجية ، واصبح البعض منهم رؤساء لجامعات وساهموا معا في زراعة الجهل وتسويق " التصحر الفكري " ، والانتهازية السياسية ، والفساد بشتى انواعه .

بحكم الاطلاع على تجارب هذه " الظاهرة " الخطيرة في منطقتنا العربية ، فقد اكتشفت ان " تحالف الجهل والفساد " وبعد ان اجهض " التنوير " ، والثقافة في الاعلام والتعليم المدرسي والجامعي وفي اركان المجتمع برمته وساهم في بناء وتعزيز " ما يسمى بالمجتمع المدني اللا وطني " الذي يعتمد على التمويل الخارجي " ، ونجح فيما نجح ومع توفر عوامل اخرى لا مجال لذكرها في هذا المقال ، نجح في التوصل الى الحل السحري في ايجاد " اعلام الاسفاف والابتزاز والتطبيل " ، وفي نشر ثقافة بديلة مهترئة " تساهم في التغطية على جريمته الكبرى في اغتيال مصادر ومنابع التنوير والابداع لصالح التجهيل والتسطيح لكل القضايا الجوهرية والعميقة ، ولقد توصلت وعبر الرصد الى اسماء كثيرة اعرفها ويعرفها غيري من كبار الصحفيين والكتاب والمثقفين والسياسيين لرموز هذا " الاعلام المبتز والمسف " ولكني " تحاشيت " ذكر هذه الاسماء لكون هدفي منصب على تشخيص الظاهرة وتشريحها على امل وضع الحلول المضادة لها .

ومن هنا علينا الاعتراف ان بعض دول النظام الرسمي العربي وفي ازماتها التراكمية المتعددة الاوجه والعناوين وتحديدا في تعاملها مع قضيتي الحرية ولقمة العيش غابت عن بالها برامج التنوير والبعض منها تعمد تجاهلها لتناقضها معه ، وسيطرت على هذه الانظمة " السلطوية الشمولية " التى باتت تغذيها بالشعور بالتفوق بعد زمن طويل من " الشعور بالدونية " امتد لاكثر من اربعة عقود امام رموز الثقافة والفكر والعلم ، وقد دفعتها هذه المسالة الحساسة الى بناء منظومة تصدي كبرى على لها على المستويات كافة ، دينية وفكرية واعلامية وتعليمية ، واصبح بعض الفاسدين والمهرجين والنكرات " رجال فكر ووعظ واصحاب رؤى واراء " ، وتم الخفس بمعسكر التنوير حتى بات المثقف عدوا حقيقيا للمسؤول الجاهل .

وفي تحليل علم النفس الاجتماعي يميل المسؤول متواضع الثقافة ومحدودالفكر لمجالسة من هم اقل منه ثقافة وعلما او على الاقل من هم في مستواه ، ويتحاشا قدر الامكان الجلوس مع من هم اكثر منه ثقافة وذلك للسيطرة عليهم وتحويلهم الى ادوات له وليتحاشا فضح حقيقة جهله على الملأ .

سيكون هذا المقال توطئة لنشر دراسة عن ظاهرة " الاراكوز والسياسي " وهي دراسة ستكون صعبة ومحرجة وقد تكلفني الخسارة على المستوى السياسي والمادي وعلى مستوى علاقاتي الاجتماعية وتحديدا في الوسط الصحفي العربي المُختطف من قبل راس المال الجاهل والفاسد .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 8181
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم