بقلم : عائشة الرازم
هذاك اليوم صار معي مصيبة في مخي عمري ما بنساها...كنت مش عارفة أضرب راسي في أي حيط بعدها...
كنت رايحة أشتري أشياء من مصنع اسفنج كبير مسيج بحراسة في ماركا ...
وقفت السيارة قدام مقص الأمن وزمرت عشان يطلع الحارس من الكشك الأبيض المرتب ...
طولت شوية عرفت إنه في كاميرا والحارس شايف...لما تأخر ، قلت يمكن بصلي الظهر !
فجأة طلع شبيب حليوه وكان معطيني ظهره ... وما حكى معي ...فتح ودخل بسرعة...
وأنا ظليت داحلة جوة ...اشتريت فرشات الإسفنج بالمطلوب وأنا طالعة : طلع نفس الرجل من الكشك لابس بدلة وأنيق وحليوة مبين زلمة كبارة ...
فكرته ضيف طلع يفتح لي المقص يمكن لعدم وجود الحارس الأمني أو قلت يمكن الحارس بصلي ..!
تطلعت عليه بتركيز زي كأني زعلانة من التلكؤ ...
حاول يفتح المقص ويظل داير ظهره إلي ...
ناديت عليه: الله يعطيك العافية... ليش متكاسلين وداير لي ظهرك ... يا عمي ردوا السلام .
حاول يتحاشى كلامي ... لكن ترك البوابة وما فتح المقص ...ما فتح لي المقص ... !
قرب شوية شوية ...
تطلعت في وجه الزلمة ... يا عمي فعلا مش غريب هالوجه ... بس شو جابه هون ... والله بعرفه كويس ... معقول زهمرت وأنا صاحية؟ بس مين ؟
ركزت شوية لكن الشخصية ما عرفتها ...يا عمي والربطة والبدلة والقيافة كأني قدام مدير المصنع قاعد يختبر البوابة ويقدر الشغل من عنوانه ...
وقلت في نفسي : يمكن إلي سنة وأكثر ما جيت آخذ غرض من المصنع ...
قلت : الله يسعدك ... ويعطيك العافية... شو معطلين الحارس أبو سالم ؟
قرب من شباك السيارة ...
أجاني على شباك السيارة ووقف وقال بصوت حنون كأنه أخوي والا متعشيين سوا قبل يومين :
أم حسين قولي لي كيف حالك أول إشي وكيف أبو حسين ؟
قال لي ما هان علي لما فتحت لك المقص لما دخلتي أسلم عليك ... بعدين فكرت قلت لازم أسلم وأسأل على أخوي وحبيبي أبو حسين .
قلت: كأني عارفتك ومش عارفتك ؟
قال : أنا المقدم المتقاعد أبو إياس محمد النوا......!
قلت وأنا أنفض رأسي بصحوة وكأني خجلت على موقفي وكيف ما عرفت الزلمة : الله يخزي الشيطان يا خوي يا أبو إياس ... طبعا عرفتك ... ولو يا أبو إياس ... شو الأخبار ؟ طمني عالأهل ... كيف الحال شو زمان تقاعدت ؟
قال : من سنة والله ...
قلت ما شاء الله إن شاالله كل شي تمام ؟
قال : استلمت شغل قبل شهرين هون مدير أمن المصنع.!
قلت : هون ؟
قال : لا مش دايما هون ... مستورة يا أم حسين !
قلت : وبتقعد هون وإلا يعني ...؟
قال : يعني ...
قلت وأنا أنزل من السيارة لأني استحيت أظل أحكي وأبو إياس واقف ..فكيت حزام الأمان ...ونزلت ...سلمت عليه!
راح مخي خلال ثوان على الضابط المقدم والقيافة والشعار والتكميل الأزرق والأوسمة يوم الخميس لما تمر سيارات الضباط من قدام باب العائلات والشرطة تفتح وتؤدي لأبو إياس وغير أبو إياس التحية وأنا أرفع راسي بزينة شبابنا ورجالنا وأشوف ....العز والهندام والعسكرية.
....
الأمور كويسه يا أبو إياس ؟
نظر نحو الأرض : الأمور عال العال يا أم حسين ... أنا بقرأ لك كل شي بتكتبيه...!
قلت ؛ والأولاد ؟
خرجت من صدره تنهيده مرتجفة كأنها ريح الوطن والعسكرية في الصحراء تهب على بوريهات القيادة!
....
كنت أسوق السيارة وأقول في عقلي : حارس ؟ حارس عالبوابة ويفتح مقص المصنع ... والوطن مسدود !
لم أميز بين إشارة الترخيص وبين إشارة مسرب الزرقا ...
صفيت عاليمين ...حاولت أصحى وأفهم بالزبط وين رايحة ووين طريقي ...!
قلت كملي يا بنت عالمفرق ... ومري عالخالدية !
كثير هيك ... هذول غير !
يا سامعين الصوت هذول غير ... !!!

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا